الفرق بين النبيّ والرسول
مفهوم الرّسول
الرسول في اللغة يعني الاسم المشتق من الفعل أرسل، وهو من يقوم بحمل الرسالة إلى أشخاص آخرين لتبليغهم بها إمّا شفوياً أو كتابيّاً، أمّا في الديانات يعرّف الرّسول بأنّه الشخص المرسل من الله عز وجل إلى الناس ليقوم بتبليغهم رسالته وهي الديانات المختلفة التي بعث بها تعالى إلى الناس أجمعين ليسيروا على منهاجها، ويفوزوا بجنّة الخلد التي وعدوا فيها في جميع هذه الديانات المختلفة، كما أنّ الرسول أطلق في أحيان أخرى على الملائكة الّتي تقوم بحمل الرسائل مصطلح رسل، وخاصّةً جبريل عليه السلام الذي كان يبلّغ الرسالات عن الله عز وجل إلى الرسل والأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه، أو إلى البشر في بعض الأحيان كما حدث مع مريم عليها السلام حينما بشّرها بعيسى عليه السلام؛ إذ قال الله تعالى:” قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا”.
الفرق بين النبيّ والرسول
ويوجد فرقٌ كبير بين النبي والرسول، على الرغم من أنّهما الاثنين مبعوثان من الله عز وجل؛ إذ إنّ شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله فسّر هذا الفرق بأن الرسول هو من بعثه الله عز وجل إلى قومٍ كافرين ومكذّبين بالله عز وجل كي يدعوهم للهداية ويقوموا باتّباعه، أمّا النبي، فهو من بعثه الله عز وجل إلى أقوامٍ مؤمنين بالله عزّ وجل وبالشريعة التي أرسل بها الرسول الّذي سبقه ليقوم ببيان هذه الشريعة لهؤلاء الأقوام؛ فكلّ رسولٍ بذلك هو نبيّ، وليس كلّ نبي رسول، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين فقال إنّه لا نبيّ بعده، فبذلك دلّ على أنّه لا رسول ولا نبيّ بعده، فلو قال أنّه لا رسول بعده فقد يكون من الممكن أن يكون هنالك نبيّ بعده.
وقد ورد في القرآن الكريم ذكر خمسةٍ وعشرين رسولاً ونبيّاً منهم خمسة رسل هم: أولو العزم من الرسل والّذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم؛ إذ قال الله تعالى:” فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ”، وقد تمّ تبيان أولي العزم من الرّسول وهم: نوح، وإبراهيم، وعيسى بن مريم، وموسى، ومحمّد عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين، وقد اختصّ هؤلاء الرسل عليهم السلام عن باقي الرسل بكميّة العذاب الّذي لاقوه من أقوامهم، وبمقدار العزم والجهد الّذي بذلوه في حمل هذه الرسالة إلى أقوامهم.