العناية بالمواليد , الاهتمام بالطفل حديث الولادة
هناك فرقا كبيرا بين ظروف الحياة التي كان يحياها الطفل قبل الميلاد عندما كان جنينا وتلك التي أصبحت تحيط به الآن بعد أن خرج إلى هذه الحياة .ويجب أن نؤكد أن ما يفرض على الطفل التكيف له بعد الميلاد يعني بالنسبة له الشيء الكثير .
فهو يقوم بالرضاعة للحصول على غذائه، والرضاعة عملية ليست بسيطة فهي تتكون من الامتصاص والبلع والتآزر بين البلع والتنفس وقد يتعرض فيها للكثير من المضايقات . وهو إلى جانب ذلك صار يعتمد على أجهزته الخاصة في التنفس والإخراج وضبط حرارة الجسم .
وإلى جانب هذا وذاك فإنه يتعرض للعديد من المثيرات الصوتية واللمسية وكذلك للعديد من الروائح والطعوم مما قد لا يكون مريحا في جميع الأوقات . أما أجهزته الداخلية التي تقوم بهضم الطعام وطرد الأجسام الغريبة من مجرى التنفس فقد توقعه في خبرات لم يعتدها من قبل كالعطش والكحة وإخراج الهواء الزائد الذي يدخل مع الرضاعة والمغص وقد تكون هذه أيضا من الإيلام بحيث تهز كيانه هزا .
باختصار فإن كل شيء بالنسبة للطفل في هذه الفترة مختلف . كل شيء جديد . وكل شيء محير . وبالتالي فإن الطفل في هذه المرحلة ليس سوى مجرد ردود أفعال تلقائية لما يقع على حواسه دون أن يعلم عنه شيئا . إن لديه من الأفعال المنعكسة والاستجابات الغزيرية ومن الحواس ما يؤهله للبقاء ولكن ليس لديه العلم ولا الخبرة بما يجري حوله .
إن أهم شيء يمكن أن نقوله عن سلوك الطفل في هذه الفترة القصيرة انه لا يمكن التكهن به . ومع ذلك فإن رعايته بين يديك أنت وليس غيرك . وعلى ذلك فليس أمامك في البداية إلا أن تتأقلمي انت له ولا تحاولي بالمرة أن تفرضي عليه شيئا .