الشاعر ابن زهر الاشبيلي
ابن زهر الاشبيلي
ابن زهر الاشبيلي هو عبد الملك بن زهر بن عبد الملك بن مروان ويكنى ” أبو مروان ” ولد سنة 465 هـ في مدينة اشبيليه في الاندلس ولقب ابن زهر وهو كنية أسرة من العلماء المسلمين الذين نشؤوا في الاندلس في القرن الثالث عشر واشهرهم “عبدالملك بن زهر ” الذي كان طبيبا وعرف باسم “ابو مروانوي ” .
حفظ ابن زهر القرآن الكريم وسمع الحديث ودرس علم الادب والعربيه له موشحات يغنى بها وهي من افضل ماقيل . ودرس الفقه وعلوم الشريعه وتعلم الطب عن والده ” ابي العلاء ” ولكنه لم يكفه ذلك فرحل الى الشرق ودرس الطب ومن ثم رجع الى الاندلس الى مدينة دانية ومن ثم الى اشبيليه .
سجن ابن زهر نحو عشر سنين في مراكش على يد امير دولة المرابطين علي بن يوسف بن تاشفين وبعد زوال دولتهم خدم ابن زهر بني عبدالمؤمن واشتغل طبيبا ووزيرا ، واصبح قريبا من عبدالمؤمن مما اتاح له تأليف افضل كتبه .
كانت اعمال ابن زهر ذات تأثير كبير على الطب في اوروبا فيما بعد وقد ترجمت مؤلفاته الى الاتينيه مثل كتاب ” التيسير في المداواة والتدبير ” ووصف طرائق استخراج حصى الكلى ، ووصف التهاب الغلاف الغشائي المحيط بالقلب .
ومن مؤلفاته :
• كتاب “التيسير في المداواة والتدريب” .
• كتاب “الأغذية”
• كتاب “الزينة” “الاقتصاد في إصلاح الأنفس والأجساد”.
• “تذكرة في أمر الدواء المسهل وكيفية أخذه”
• “مقالة في علل الكلى”.
• “رسالة في علتي البرص والبهق”
• “تذكرة” كتبها لابنه أبي بكر، أول ما تعلّق بعلاج الأمراض.
كان ابن زهر معتدل القامه وقوي البنيه وقد وصل الى الشيخوخه بدون ان تتغير نضارته او لونه وخفة حركاته ولكن في اخر ايامه قد ثقل سمعه وتوفي رحمه الله سنة 557 هـ – 1162 م في اشبيليه وقد كان قوي الدين وملازما لحدود الشرع ، مهيبا جريئاً وحباً للخير وكان صديقا للفيلسوف الطبيب ابن رشد .
ومن موشحاته :
شقيقَ الرّوحِ من جَسَدي ….أهَوًى بي منكَ أم لَمَمُ؟
ضعتُ بينَ العذْلِ والعَذَلِ وأنا وحدي على خَبَلِ
ما أرَى قلبي بمحتمِلِ
ما يريدُ البينُ من خَلَدي ….وهو لا خَصْمٌ ولا حَكَمُ
أيُّها الظبيُ الذي شَرَدا
تركتَني مُقلتاكَ سُدًى زعموا أني أراك غدا
وأظنُ أنَّ الموتَ دون غدٍ…. أينَ مِنِّي اليومَ ما زَعمُوا؟
أُدْنُ شيئا أيُّها القمرُ
كاد يمْحُو نورُك الخَفَرُ أَدلالٌ ذاكَ أم حَذَرُ
أيها الساقي اليك المشتكى .. قــد دعونـــاك وإن لــم تسمع
ونديــم همــت في غرتــــه .. وبشرب الــراح مـــن راحته
كلما استيقظ من سكرتـــه
جـــذب الــزق اليه واتكـــى .. وسقاني اربعـــاً فــي اربــع
ما لعيني عشيت بالنظــــر.. أنــــكرت بعــدك ضوء القمر
وإذا ما شئت فاسمع خبري
عشيت عيني من طول البكا .. وبكى بعضي على بعضي معي
غصن بـــان مـــال من حيث استوى .. بـــات مــن يهـــواه مـــن فرط الجـوى
خفق الاحشاء مــوهـــون القـــوى
كلما فكر في البين بكـــى .. ويحـــه يبــــكي لمـــا لم يـــقــــعِ
ليس لي صبر ولا لي جــــلــــدُ.. يـــا لقــومي عــذلــوا واجتهدوا
أنـــكروا شكواي مما أجـــــدُ
مثل حــالي حقـــها أن تشتكي .. كمـــد اليــأس وذل الطمعِ
كبدي حـــري ودمعـــي يكـــــفُ
تعــــرف الذنــــب ولا تعترفُ أيـــها المعــــرض عــما اصــفُ
قـــد نمــــا حبي بقلبي وزكـــا .. لا تــــخــل في الحب أنـــيمــدعي