الرضاعه الطبيعيه ، الرضاعه الطبيعيه واثارها على الطفل
وقد استند الباحثون في دراستهم هذه على توظيف تقنية الرنين المغناطيسي لتصوير دماغ الأطفال أثناء نومهم، وذلك من أجل الوقوف على الفروقات المتعلقة بالرضاعة ومن ثم دراستها. وشملت العينات التي استهدفها الباحثون 133 طفلاً من خلفيات اجتماعية واقتصادية متنوعة. وقام الباحثون بتقسيم تلك العينات إلى ثلاثة مجموعات: الأطفال الذين يحصلون على الحليب الطبيعي فقط، والأطفال الذين يحصلون على حليب صناعي فقط والأطفال الذين يحصلون على مزيج من الحليب الطبيعي والصناعي. ولاستكشاف مسارات النمو، قام الباحثون بعملية مقارنة بين الأطفال الأكبر سناً مع نظائرهم الأصغر وذلك لتوضيح الفروقات في كثافة المادة البيضاء (الأنسجة التي تحتوي على الألياف العصبية الطويلة تساعد على عملية التواصل بين الأجزاء المختلفة للدماغ)
وتعليقاً على نتائج هذه الدراسة، قالت الدكتورة حصة خلفان الغزال، مديرة اللجنة التنفيذية لحملة الشارقة إمارة صديقة للطفل: “الجانب المميز في هذه الدراسة أنها ساهمت في رفع مستوى وعينا بأهمية الرضاعة الطبيعية في تحسين القدرات اللغوية، المعرفية والعاطفية فضلاً عن الارتقاء بالإمكانات الدماغية. وتعتبر هذه الدراسة أولى الدراسات التي تصور بطريقة إلكترونية التأثيرات التي تقع على الأطفال حتى السنة الثانية من العمر. لذا، ننتظر أن تسهم هذه الدراسة في التأثير على سلوكيات الأمهات لا سيما في إمارة الشارقة، وعدم التسرع في عملية فطام أطفالهن قبل مرور 24 شهراً، وهي المدة التي توصي بها منظمة الصحة العالمية.”
وفي هذا الإطار، أكدت الغزال أن الدراسة توصلت أيضاً إلى نتيجة بالغة الأهمية تتمثل في “أن الرضاعة الطبيعية تسهم في نمو مادة المايلين في وقت مبكر وبمعدل ملحوظ. وأضافت أن المايلين وهي مواد دهنية تضطلع بمهمة عزل الألياف العصبية وتسريع الإشارات الكهربائية الواردة للدماغ”.
وكشفت الدراسة أيضاً عن وجود اختلاف في معدل النمو بنسبة 20% إلى 30% بين الأطفال الذين يحصلون على الرضاعة الطبيعية وأولئك الذين لا يحصلون عليها. كما أكدت أن الأطفال الذين يحصلون على مزيج من الرضاعة الطبيعية والحليب الصناعي أفضل نمواَ ممن يعتمدون على الحليب الصناعي فقط ولكن النسبة لديهم تبقى أقل من أولئك الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية كلياً. وعلى صعيد فوائد الرضاعة الطبيعية على المدى البعيد، أكد الباحثون أن الأطفال الذين يحصلون على الرضاعة الطبيعية لفترة تزيد عن سنة، تتعزز لديهم مسارات النمو لا سيما في الوظائف الدماغية الحركية.
وعلى صعيد آخر، تم إصدار دارسة بعنوان “مشروع فيفا” أشرفت عليها الأستاذة الجامعية ماندي بي بيلفورت، من مستشفى بوسطن للأطفال، وشملت 1.300 طفلاً، لتعد الأكبر من نوعها في مجال الأبحاث الخاصة بالرضاعة الطبيعية. وركزت هذه الدراسة على إجراء مقارنة بين الفترات المختلفة للرضاعة لتحديد مستوى أداء الأطفال وفقاً لمدة الرضاعة الحصرية. وتأتي نتائج هذه الدراسة لتدعم حملة التوعوية في إمارة الشارقة حول الرضاعة الطبيعية، وذلك في إطار تعزيز مكانة الدولة لتحتل مكانة رائدة على صعيد معدلات تبني الرضاعة الطبيعية وتوفير بيئة داعمة للأمهات.
وحول هذه الدراسة، قال الدكتورة الغزال: “ستسهم هذه الدراسة في تعزيز نسبة وعي الأمهات، ولا سيما في الشارقة، عن فوائد أخرى للرضاعة الطبيعية تتمثل في تعزيز مهارات أبنائهم الذهنية بنسبة 30% في المادة البيضاء بالدماغ. وهذا يعني أن تلك الفوائد لن تقتصر تحسين المهارت اللغوية للأطفال وحسب، وإنما ستمتد إلى أكثر من ذلك لتشمل المراحل الدراسية. وممك لا شك، أن كل أم تتمنى أن يتفوق ابنها في الحياة الدراسية ويجتاز الامتحانات المدرسية والجامعية ويدخل معترك الحياة المهنية ويحصل على وظيفة. ومع نتائج هذه الدراسة، لم يعد التمني مجرد إحساس وإنما أصبح واقعاً عملياً، لأنه أصبح بمقدورهن إحداث تأثير مباشر على الأداء الأكاديمي لأطفالهن. فالرضاعة الطبيعة هي خيار ذكي للأمهات بكل المقاييس.”
وقد أطلقت حملة الشارقة إمارة صديقة للطفل، الأولى من نوعها في الشرق الأوسط ، في شهر مارس من هذا العام برعاية كريمة من سعادة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير “شروق”، رئيس الحملة، تحت شعار “بداية صحيحة لمستقبل أفضل”. وتتضمن الحملة أربع مبادرات هي: “حضانات صديقة للرضاعة”، “أماكن عامة صديقة للأم والطفل”، “أماكن عمل صديقة للأم” و”مرافق صحية صديقة للطفل”. وتحظى حملة الشارقة إمارة صديقة الطفل برعاية مصرف الشارقة الإسلامي.