الرئيس السوداني عمر البشير .. ماوراء ” التلّفظ بالنية”
فاجأ الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير الأوساط الداخلية والخارجية بالتلفظ عن توجهه كحركة إسلامية والتأكيد عليه”صراحة” للمرة الثانية رسمياً، وإن كان معلوماً بالضرورة، ولكن جاء التركيز على التأكيد و”التوقيت” والرسالة التي إختلف محللون في إسم المُرسل إليه.
وقال البشير خلال مخاطبته لمؤتمر شورى حزبه الحاكم يوم الجمعة بالعاصمة السودانية الخرطوم، إن المؤتمر الوطني حزب قائم على مبادئ معروفة، وليس حزباً علمانياً، وأضاف قائلاً “نحن حركة إسلامية كاملة الدسم، وليس لنا عصبية لاسم، من جبهة الميثاق وحتى حزب المؤتمر الوطني، وأضاف أنا حركة إسلامية وما داسيها ”.
وإن زعم البعض أن الرسالة لكسب ود حزب المؤتمر الشعبي الذي إنفصل عنه، للوقوف بجانبه في الإنتخابات المقبلة 2020، إلا أن آخرين قالوا أن الشعبي أضعف من أن توجه له رسالة بعد فقد زعيمه المفكر الإسلامي الشيخ الترابي، ليصبح حزباً “يافطة” فقط بلاتأثير كحال الأحزاب السودانية الأخرى التي يرتبط تأثيرها إرتباطاً وثيقاً بزعيمها وليست مؤسسيتها، كما هو الحال في الحزب الشيوعي بعد رحيل سكرتيره العام إبراهيم نُقد.
و ذهب بعض المحللين أن تصريح الرئيس رسالة قوية لأطراف خارجية أصيب بخيبة أمله فيها للوقوف بجانب السودان في أزمته الإقتصادية، ليعود بقوله هذا لحُضن الحركة الإسلامية التي أعطته القوة أيام المسغبة.
وقال محللون لـ “كوش نيوز” أن الرسالة مُرسلةً إلى الحركة الإسلامية في الداخل خشية شبح إنقسامها على ترشحه والخروج بمنافس قوي مقبول لدى الشارع ضده، خاصةً وأن الإنقسام قد صاحب الحركة طوال مسيرتها السياسية، وقد شهدت الحركة على مر تاريخها انشقاقات عديدة في صلبها فكان أن خرج من رحمها مجموعة كبيرة من جماعة الإخوان ليشكلوا تنظيماً خاصاً بهم، كما انشق عنها زعيمها حسن الترابي في العام 1999 على خلفية خلاف بينه والرئيس البشير في سياق التنافس على السلطة ليشكل حزباً أطلق عليه “المؤتمر الشعبي” الذي يشارك اليوم في حكومة الوفاق الوطني.
كما يرى آخرون أن تصريحات الرئيس السوداني جاءت لتلطيف الأجواء بعد الجفوة بينه وبين قادتها لدرجة أن ذهب مختصون في الشأن السوداني أن العديد من المؤشرات على الأرض كانت تؤكد أن نظام الرئيس البشير يتجه نحو إحالة الحركة إلى “التقاعد”، ولكنه يتبع سياسة متدرجة خشية تأليب أنصارها عليه.
ويرى هؤلاء أن إطلالات قيادات في المؤتمر الوطني الحاكم في الفترة الأخيرة للتأكيد على أن الحركة الإسلامية باقية، عزز من الشكوك بخصوصها.
ويُشار إلى أن الحزب الحاكم في السودان قد عدل نظامه الأساسي، ورشح “الجمعة” الرئيس عمر البشير لولاية ثالثة في منصبه، رغم أن دستور السودان يسمح بولايتين فقط.
وأعلن مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني البشير “74 عاما” مرشحا للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 2020، وذلك عقب اجتماع للمجلس عقد في وقت متأخر يوم الخميس الماضي.
وتجيء إعادة ترشيح البشير لدورة ثالثة وسط مصاعب جمة يمر بها الإقتصاد السوداني وإرتفاع في نسب التضخم وغلاء في الأسعار، الذي وعد بحلها خلال ستة أشهر.
ابومهند العيسابي
الخرطوم (كوش نيوز)