الدولة الأموية وأبرز خلفائها
في التاريخ الإسلاميّ العديد من الصفحات التي ينبغي قراءتها، ومن واجب المُسلم على نفسه أن يكون مُطّلعاً على تاريخه وأن يكون على علم ودراية بما مرّ به العالم الإسلامي حتّى العصر الذي نعيشه اليوم. في هذا المقال سنتطرّق في الحديث عن فترة الحكم الأموي للعالم الإسلامي.
ما قبل الدولة الأمويّة
كانَ العالم الإسلاميّ بعدَ وفاةِ رسول الله صلّى الله عليهِ وسلّم قد أجمعَ أمرهُ على خُلفاءَ هُم من أعرف الناس بدينِ الله وأقربهم صُحبةً لرسول الله عليهِ الصلاةُ والسلام، وهُم كِبار الصحابةُ الكرام رضيَ الله عنهُم وعلى رأسهِم صاحبهُ في الغار ورفيقهُ في الهجرة وصديقه أبو بكر الصديق رضيَ الله عنه وأرضاه؛ حيث كانَ رضيَ الله عنه من أوّل من استلمَ زِمامَ خلافة المُسلمين بعدَ رسولِ الله صلّى الله عليهِ وسلّم.
جاءَ بعد الصدّيق الفاروق عُمر بن الخطّاب رضيَ الله عنه وحكم العالم الإسلاميّ بعدله وحِكمته حتّى استشهد رضيَ الله عنه فتولّى الخلافة من بعده عُثمان رضيَ الله عنه والذي بدأت في عصره إرهاصات القلاقل على الدولة الإسلاميّة وظهرت الفتن التي كانَ آخرها استشهادُه رضيَ الله عنه، ومع استشهاد عُثمان رضيَ الله عنه بدأت مُطالبات قومه بني أميّة بدعوى الثأر من قتلتهِ المُجرمين والتي آثر الخليفة حينها وهوَ عليّ رضيَ الله عنه وكرّم الله وجهه أن يدعها حتّى تبرد نيران الفتنة في أرجاء الدولة الإسلاميّة فيكونَ الحُكم في القضيّة على قضائهِ الحقيقيّ، وبينَ هذهِ القلاقل التي تولّدت بمقتل عُثمان رضيَ الله عنه تمهّدت الطريق للدولة الأمويّة التي هيَ مدار البحث في مقالنا هذا.
قيام الدولة الأمويّة
قامت الدولة الأمويّة وذلك عقب الأحداث التي وقعت بين كُلّ من الصحابيين الجليلين عليّ بن أبي طالب ومُعاوية بن أبي سُفيان رضي الله عنهُما في العراق والشام، وكانَ عقب الأحداث التي جرت بينهُما أن انتقلت الخلافة إلى مُعاوية بن أبي سُفيان رضيَ الله عنه وذلكَ حينَ تنازلُ لهُ بها سيّدنا الحسن بن عليَ رضيَ الله عنه، فكانَ بذلكَ الأمر توسيداً للخلافة لأوّل خُلفاء بني أُميّة وهوَ مُعاوية بن أبي سُفيان رضيَ الله عنه.
أبرز خُلفاء بني أُميّة
ممّا لا شكّ فيه أنّ أبرز هؤلاء الخُلفاء هوَ أوّلهُم وهو مُعاوية بن أبي سُفيان وذلك لأنّه أوّل خليفة ولأنه صحابيٌّ من صحابة رسول الله صلّى الله عليهِ وسلّم، ومن هؤلاء الخُلفاء البارزين أيضاً والذين اشتهروا بالعدل والورع والتقوى هوُ عُمر بن عبد العزيز الذي صنّفهُ أهل العِلم بأنّهُ خامس الخُلفاء الراشدين لشدّة ورعه وعدله بينَ الرعيّة، ومن هؤلاء الخُلفاء أيضاً المروان بن الحكم وهو تابعيّ، وكذلك عبد الملك بن مروان وأبناؤه الوليد وسليمان وهشام يُعدّون من أبرز خُلفاء الدولة الأمويّة.