الخلفاء الراشدين
بعد نزول الوحي على رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بدأ تاريخ الدّولة الإسلامية التي أسّسها الرّسول صلوات الله عليه مع صحابته المسلمين من المهاجرين والأنصار. امتد زمن رسالة الرّسول وحكمه لثلاثة وعشرين عاماً أسّس خلالها دعائم الدّولة الإسلاميّة وأتم رسالته. توفي الرّسول صلى الله عليه وسلّم عام 11 هـ . بعد وفاة خاتم الأنبياء والرّسل كان لا بد على المسلمين أن يختاروا إماماً وقائداً ليكون خليفة للرسول في قيادة المسلمين والنظر في أمورهم.
الخلفاء الرّاشدون هم الخلفاء الأربعة الأوائل الذين تعاقبوا على الحكم بعد وفاة الرسول صلوات الله عليه. والخلفاء الراشدون على التّرتيب هم:
1. الخليفة الراشدي أبو بكر الصديق
2. الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب
3. الخليفة الراشدي عثمان بن عفان
4. الخليفة الراشدي علي بن أبي طالب
وهناك البعض ممن يضيف إليهم الخليفة عمر بن عبد العزيز لعدله وزهده وتقواه على الرّغم من اختلاف الفترة الزمنية بين الخلفاء الراشدين الأربعة وهذا الخليفة.
الخليفة الراشدي الأوّل هو الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه، الصديق المقرّب للرسول محمد عليه الصلاة والسلام ومن أوائل من أسلموا ومن المبشرين بالجنة. استمرت خلافته سنتين وأربع أشهر. ومن أهم أعماله في فترة حكمه هو جمعه للقرآن الكريم خوفاً عليه من الضّياع، وتجهيزه لحروب الردّة ومحاربته للمرتدين.
بعد وفاة أبي بكر الصديق عام 13 هـ خلفه الفاروق عمر بن الخطاب بمبايعة من الصّحابة والمسلمين. من أهم ميّزات عهده اتّساع رقعة الدّولة الإسلاميّة، ففتح الشام ومصر وفارس وأرمينية. وقد لقب بالفاروق في عهده لأنه كان يفرق بين الحق والباطل ولا يظلم أحداً. وقد مات عمر بن الخطاب مقتولاً على يد أبي لؤلؤة المجوسي، وقد استمر حكمه لمدّة عشر سنوات حتى عام 23 هـ.
بعد استشهاد الفاروق عمر بن الخطاب بايع المسلمين عثمان بن عفان على الخلافة، فكان ثالث الخلفاء الراشدين. في عهد عثمان بن عفان تم إنشاء الأسطول الإسلامي لأوّل مرة واتسعت رقعة الدولة الإسلامية. كما أنه أمر بجمع القرآن الكريم وأرسل بنسخ مع رسل لتعليمه في مختلف بقاع الدولة الإسلامية. مات عثمان بن عفان في منزله بعد حرقه مقتولا في عام 35 هـ عن عمر يناهز 82 عاما. وقد كان مقتله مقدمة لموقعة الجمل وموقعة صفين.
الخليفة الرابع هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه ابن عم الرّسول صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته فاطمة رضي الله عنها. وقد دام حكمه لخمس سنوات شهد فيها المسلمون خلافات وحروب كثيرة. من أهمّها موقعة الجمل ومعركة صفين اللتان كان لهما تأثير كبير في تغيير مجرى التاريخ الإسلامي بعد ذلك. وقد قتل علي بن أبي طالب عام 40 هـ على يد عبد الرحمن بن ملجم الخارجي. وبوفاته كانت نهاية الخلافة الراشدة وبداية الخلافة الأموية.