الخط العثماني
يعرف الخط العثماني بالرسم العثماني وهو الخط المستخدم في نسخ القرآن الكريم، وقد سمي بذلك لأنَّه نشأ في زمن خلافة الصحابي والخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان – رضي الله عنه -، الذي له الأسبقية في أمره بنسخ القرآن الكريم، وهو خطٌّ توقيفيٌّ أي الخط الذي يعرف فيه المخالفات لأساسيَّات الرسم القياسي الذي يكتب الكلمة بحروفها مراعياً الإبتداء والانتهاء، كما ويُسمَّى بالخط التوقيفي بسبب نسبته إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم -، ولقد حافظت الأمة على هذا التراث منذ ذلك الزمن، حتى أضحى سنة، فهي ترى فيه أنَّه السبيل إلى الحفاظ على القرآن الكريم من التحريف، كما أنَّها لا تستطيع تغييره حفاظاً على ما فعل أصحاب الرسول – صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم -، هذا بالإضافة إلى أنَّه يتضمن جميع أوجه القراءات القرآنية المعروفة.
ومن المعروف أنّ الرسم القرآني لم يكن يحتاج إلى تشكيلٍ أو تنقيط وذلك بسبب تمكن جيل الصحابة والتابعين من اللغة العربية، ولكن مع ازدياد الفتوحات الإسلامية ودخول أعداد كبيرة من غير العرب في الدين الإسلامي، تداعت الحاجة إلى التنقيط والتشكيل، خوفاً من دخول الخطأ واللحن على قراءة القرآن الكريم واللغة العربية، وبالتالي ضياع المعاني التي أرادها ربُّ العالمين من القرآن الكريم، فتمت عملية التنقيط والتشكيل وتطوير الرسم العثماني لآيات وسور وحروف القرآن الكريم على ثلاثة مراحل:
أولاً: مرحلة أبو الأسود الدؤلي: حيث عمل هذا التابعيُّ على تشكيل وتنقيط حروف اللغة العربية تبعاً لحالات الإعراب، فوضع نقطة فوق الحرف للدلالة على الفتح، ونقطة تحته للدلالة على الكسر، ونقطة بين أجزاء الحرف دلالةً على الضم، إضافة إلى أنَّه وضع نقطتين فوق الحرف دلالةً على السكون. وقد استعان أبو الأسود الدؤلي بعالم اللغة العربية أحمد الفراهيدي في مهمته هذه، فقد ألف الفراهيدي كتاباً في رسم نقط الحروف وتشكيلها ووضع قواعد كتابة الشدة والهمزة.
ثانياً: مرحلة الحسن البصري و يحيى العدواني: حيث أوكل الحجاج الثقفي لهما مهمة تطوير التشكيل والتنقيط على حروف اللغة العربية والقرآن الكريم، فوضعوا نظاما تشكيليَّاً تنقيطيَّاً للحروف، ظل الناس يستخدمونه حتى يومنا الحديث هذا.
ثالثاً: بعد المرحلتين السابقتين، طوَّر الناس على مدى القرون الماضية كتابة القرآن الكريم، عبر وضعهم فواصل للآيات الكريمات إضافة إلى وضع أسماء السور و أماكن السجدات، وقسموا القرآن الكريم إلى ثلاثين جزءاً، كما وقسموه إلى ستين حزباً، ووضعوا لكل هذه التقسيمات العلامات الخاصة التي تخلّلت الآيات القرآنية، والتي تدل على كل واحدة منها.