الحديث عن بحور الشعر
قبل الحديث عن بحور الشعر، لا بدّ لنا من التّعرف إلى محورين هامين مرتبطين ببحور الشعر، هما:
1 – علم العروض. 2 – التقطيع الشعري.
لنتعرف معاً على هذين المحورين بشيء من التفصيل:
المحور الأول : علم العروض
هل تدرون ما هو العروض ؟ و هل تعرفون ما يقصد به ؟ تُرى ما الفرق بين الشعر و النثر؟ و هل للشعر ميزان، يمكن – من خلاله – بيان الصالح من الفاسد. فالعروض – إذن – هو علم ميزان الشعر، و هو المقياس الفني الذي نعرض عليه الأبيات الشعرية؛ لنتأكد من صحة وزنها.
تتألف القصيدة العربية من أبيات، و كل بيت يتألف من مصراعين أو شطرين هما: الصدر و العجز، وقد لوحظ أنّ بناء الأبيات في مختلف القصائد لا تخرج عن أوزان معيّنة، و أنّ ّهذه الأوزان تتألف من ثمان تفعيلات رئيسة هي:
فعلن، فاعلن، مفاعيلن، مفعولات، مستفعلن، فاعلاتن، مفاعلتن، متفاعلن ولكل تفعيلة من هذه التفعيلات صورة واحدة أو عدة صور فرعية، أما واضع هذا العلم، فهو الخليل بن أحمد الفراهيدي في القرن الثاني للهجرة، حيث تأثر الخليل بطريقة معيشة الإنسان العربي في إقتباسه لأكثر المصطلحات العروضية، فقد إقتبس أكثر هذه المصطلحات من أجزاء الخيمة مثل: ( الوتد ) و ( السبب ) و ( الضرب )……الخ.
وقد إختلفت الآراء في سبب تسمية العروض بهذا الإسم، فمن قائل أنه سُمّي بإسم المكان الذي نشأ فيه- و هي منطقة بين مكة و عمان -، و آخرون نسبوه إلى الجمل الذي يصعب قياده و يُعرف بالعروض فسُمي إسمه – من باب التشبيه – و رأى آخرون أنه شُبّه بخشبة العارضة في الخيمة.
و تُعرف التفعيلة الأخيرة من الشطر الأول بإسم ( العروض )، كما تُعرف التفعيلة الأخيرة من الشطر الثاني بإسم ( الضرب ) و هي – كا اعتقد – أهم تفعيلة في البيت كله ؛ لأنها تحدد ما يجب ان يكون عليه عجز الابيات التالية ،أما ما عدا هاتين التفعيلتين، فيُعرف بـ ( الحشو ).
المحور الثاني:التقطيع
التقطيع: هو وزن كلكات البيت الشعري بما يقابلها من رموز، و تفعيلات. و لا بدّ للطالب من خطوات يتبعها؛ ليتوصل إلى معرفة البحر الذي ينسب إليه البيت، الذي هو بصدد معرفة وزنه، و هذه عملية التقطيع، و تتم بالخطوات التالية :
1 – يكتب الطالب – اولاً – البيت كتابة عروضية، أي انه يكتب الكلمة كما ينطقها لا حسب قواعد الإملاء التي تعلمها، فإذا كان الحرف مشدداً، فُك التشديد، و رسم الحرف مرتين – الأول ساكن، و الثّاني متحرك -، و إذا كان الحرف منوناً، رُسم بنون صحيحة ساكنة…..و هكذا.
2 – عليه أن يضع تحت كل حرف متحرك لا يليه ساكن ( ركزة ں )، و تحت كل حرف متحرك يليه ساكن ( خطاً – )، فالركزة تمثل حرفاً واحداً متحركاً، و الخط يمثل حرفين أولهما متحرك، و ثانيهما ساكن.
3 – بعد أن ينتهي من نقل الألفاظ إلى رموز يستعمل قانون القسمة، فإذا كان البحر مؤلفاً من أربعة عشر مقطعاً، أمكن تقسيمه إلى سبعة مقاطع في كل شطر.
4 – ثم يقوم بما يلي، يقسّم المقاطع إلى ثلاثة و أربعة، إذا كان البيت مستهلاً بركزة أصلية – أي غير منقلبة نتيجة زحاف -، أما إذا كان البيت مستهلاً بخط أصلي، فيقسّم المقاطع إلى أربعة و ثلاثة.
5 – يقوم – بعد ذلك – بتحويل الرموز إلى تفاعيل لفظية، ثم يرفع أعمدة بحيث تتقاطع مع الألفاظ، و هكذا يتم معرفة بحر الشعر الذي ينتمي إليه البيت.
و تالياً أهم بحور الشعر، يلي كل بحر تفعيلاته الرئيسة :
أولاً : البحور الصافية – أي تلك البحور التي لها تفعيلة واحدة متكررة – : 1 – البحر الكامل : متفاعلن / متفاعلن / متفاعلن 2 – البحر المتقارب : فعولن / فعولن / فعولن / فعولن 3 – البحر الهزج : مفاعيلن / مفاعيلن / مفاعيلن 4 – البحر الرمل : فاعلاتن / فاعلاتن / فاعلاتن 5 – البحر الرجز :فاعلاتن / فاعلاتن / فاعلاتن 6 – البحر المتدارك : فاعلن / فاعلن / فاعلن /فاعلن
ثانياً : البحور المختلطة – أي تلك البحور التي لها تفعيلتين مختلفتين – : 1 – البحر الوافر : مفاعلتن / مفاعلتن / فعولن 2 – البحر الطويل : فعولن / مفاعيلن / فعولن / مفاعيلن 3 – البحر المديد : فاعلاتن / فاعلن / فاعلاتن / فاعلن 4 – البحر البسيط : مستفعلن / فاعلن / مستفعلن / فاعلن 5 – البحر السريع : مستفعلن / مستفعلن / فاعلن 6 – البحر المنسرح : مستفعلن / مفعلات / مستعلن 7 – البحر الخفيف : فاعلاتن / متفعلن / فاعلاتن 8 – البحر المضارع : مفاعيلن / فاعلاتن / مفاعيلن 9 – البحر المقتضب : مفعولات / مستفعلن 10 – البحر المجتث : مستفعلن / فاعلاتن