الحب درة الوجود
الحب درة الوجود وما قيل في هذه الدرة من الدرر الجميلة من الصعب أن تحصيه مجلدات من الكتب ، هناك آلاف من القصائد الجميلة في الحب وكل واحدة منها أجمل من الأخرى ، وهاكم بعض الدرر في درة الوجود الحب :
إذا نظرت نحوى تكلم طرفها — وجاوبها طرفي ونحن سكوت
فواحدة منها تبشر باللقاء —- وأخرى لها نفسي تكاد تموت
إذا مت خوف اليأس أحياني الرجا —— فكم مرة قد مت ثم حييت
ولو أحدقوا بي الأنس والجن كلهم — لكي يمنعوني أن أجيك لجيت
ألا يا نسيم الريح حكمك جائر — عليّ اذا أرضيتني ورضيت
ألا يا نسيم الريح لو أن واحدا ——- من الناس يبليه الهوى لبليت
ولو خلط السم الزعاف بريقها —— تمصصت منه نهلة ورويت
وقالوا لو تشاء سلوت عنها فقلتُ لهمْ فانِّي لا أشَاءُ
وكيف وحبُّها عَلِقٌ بقلْبي كما عَلِقَتْ بِأرْشِيَة ٍ دِلاءُ
لها حب تنشأ في فؤادي فليس له-وإنْ زُجِرَ- انتِهاءُ
وعاذلة تقطعني ملاماً وفي زجر العواذل لي بلاء
ألاَ لا أرى وادي المياهِ يُثِيبُ ولا النفْسُ عنْ وادي المياهِ تَطِيبُ
أحب هبوط الواديين وإنني لمشتهر بالواديين غريب
أحقاً عباد الله أن لست وارداً ولا صادراً إلا علي رقيب
ولا زائِراً فرداً ولا في جَماعَة ٍ من الناس إلا قيل أنت مريب
وهل ريبة في أن تحن نجيبة إلى إلْفها أو أن يَحِنَّ نَجيبُ
وإنَّ الكَثِيبَ الفرْدَ مِنْ جانِبِ الحِمى إلي وإن لم آته لحبيب
ولا خير في الدنيا إذا أنت لم تزر حبيباً ولم يَطْرَبْ إلَيْكَ حَبيبُ
لو سيل أهل الهوى من بعد موتهم هل فرجت عنكم مذ متم الكرب
لقال صادِقُهُمْ أنْ قد بَلِي جَسَدي لكن نار الهوى في القلب تلتهب
جفت مدامع عين الجسم حين بكى وإن بالدمع عين الروح تنسكب
إليكَ عَنِّيَ إنِّي هائِمٌ وَصِبٌ أمَا تَرَى الْجِسْمَ قد أودَى به الْعَطَبُ
لِلّه قلبِيَ ماذا قد أُتِيحَ له حر الصبابة والأوجاع والوصب
ضاقت علي بلاد الله ما رحبت يا للرجال فهل في الأرض مضطرب
البين يؤلمني والشوق يجرحني والدار نازحة والشمل منشعب
كيف السَّبيلُ إلى ليلى وقد حُجِبَتْ عَهْدي بها زَمَناً ما دُونَهَا حُجُبُ
فؤادي بين أضلاعي غريب يُنادي مَن يُحبُّ فلا يُجيبُ
أحاط به البلاء فكل يوم تقارعه الصبابة والنحيب
لقد جَلبَ البَلاءَ عليّ قلبي فقلبي مذ علمت له جلوب
فإنْ تَكنِ القُلوبُ مثالَ قلبي فلا كانَتْ إذاً تِلكَ القُلوبُ
ماذا نقول في الحب أيضا ، وهل ترك الشعراء لنا شيئا جديدا نقوله ؟ لقد قالها عنترة من قبلنا ، ونقولها نحن أيضا بدورنا :
أما عاهدتني يا قلب أني إذا ما تبت عن ليلى تتوب
فها أنا تائب عن حب ليلى فما بك كلما ذكرت تذوب
وسنظل نذوب ولن نتوب عن الحب ما زال فينا رمق