التغلب على الوسواس القهري
الوسواس القهري
يعتبر الوسواس القهريّ أحد الأمراض العصبية التي تواجه الأفراد، يتمثل بانحسار المصاب بفكرة وسلوك معين لا يمكن الخروج عنه ولا مقاومته مصحوب للشعور بالقلق والتوتر، للحد الذي قد يتسبب بالموت إذا ما تم التخلي عن الفكرة أو عدم تنفيذها، مع العلم أن المصاب على علم وإدراك بأن ما يقوم به خاطئ وخارج عن المألوف، معتقدين أن سبب إصابتهم بالمرض نتيجة لضعف شخصيتهم، أو إصابتهم بمرض نفسي.
تحدث الإصابة بهذا المرض خلال مرحلة الطفولة أو سن المراهقة وقبل الوصول لسن العشرين، وكلا الطرفين معرض للإصابة به بنسب متساوية، يتم الكشف عن الإصابة بالمرض في مراحل متأخرة؛ الأمر الذي يتسبب بتفاقم المشكلة وأعراضها، وتعرض المصاب للاكتئاب ومشاكل قد ترافقه في حياته الزوجية، وسبب التأخر في الكشف عن الإصابة، نتيجة جهل المصاب والمحيطين به بأعراض المرض، وإهمال الذهاب للطبيب المختص.
أعراض الإصابة بالوسواس القهري
تنقسم أعراض الإصابة بالمرض لقسمين الأول ويشمل الوسواس والشكوك الفكرية، والثاني يشمل العادات والسلوكيات، وفيما يلي أعراض كلّ منهما.
الشكوك الفكرية
- سيطرة فكرة الأوساخ والنجاسة على عقل المصاب.
- الحاجة لضرورة التنسيق والتنظيم.
- العنف.
- شكوك مفطرة وبصورة غير طبيعية.
- شكوك دينية.
- التفكير في الجنس.
- أفكار خيالية.
- الرغبة بتجميع الأشياء.
العادات والسلوكيات القهرية
يحاول فيها المصاب القيام بسلوكيات للتخلص من الأفكار المسيطرة من خلال القيام بعادات اضطرارية، لا يعني ذلك أنه يقوم بها وهو راضٍ عنها وإنما يقوم بها من أجل تحقيق الشعور بالراحة، ومثال هذه السلوكيات:
- التنظيف المتكرر وبشكل مبالغ فيه.
- كثرة التدقيق والمراجعة.
- الاضطرار لعمل بعض الأمور بطريقتها الصحيحة.
يتمنى المصاب بالوسواس القهري لو يستطيع التخلص من الأفكار المتكررة التي تراوده، غير أنه لا يستطيع فعل هذا والسبب خلف ذلك يعود لمرض الوسواس والذي يرتبط بحدوث خلل في المخ.
علاج الوسواس القهري
تشير الدراسات لحدوث خلل في اتصال الجزء الأمامي للمخ والذي تتمثل وظيفته في الشعور بالخوف والخطر مع العقد العصبية القاعدية والمسؤولة عن السيطرة في بدء وتوقف الأفكار، والتي تعتمد على الناقل العصبي سيروتونين، والذي يقل عند الأشخاص المصابين بمرض الوسواس القهري، وهناك مجموعة من الأمور التي يجب مراعاتها لعلاج الوسواس القهري:
- إدراك الشخص لإصابته بمرض الوسواس والتوجه للمختصين ليتم تشخيص الإصابة بشكل سليم.
- توضيح طبيعة المرض للأشخاص المحيطين بالمصاب لتقديم الدعم والمساعدة بعيداً عن اليأس.
- خضوع المريض للعلاج السلوكي.
- تناول ما يصفه الطبيب من أدوية وصولاً لنهاية فترة العلاج.
التعامل مع مريض الوسواس القهري
- توفير الدعم والمساعدة لمصاب الوسواس القهري والذهاب معه إلى الطبيب.
- استمع لما يقوله المصاب ولا تنفعل من كلامه أو تصرفاته ، اسمح له بالتفريغ عن نفسه ساعة الغضب.
- ادعم المصاب ووجه له كلمات الدعم وشجعه عند حدوث تقدم في حالته.
- التحلي بالصبر وعدم الاستعجال.
- ساعد المصاب بأن تصرف تركيزه لأمور أخرى غير التي يفكر بها.