البيروقراطية
بيروقراطية…مصطلح ينتمي للعلوم السياسية والإجتماعية، يشير إلى سلطة الموظفين وتطبيقهم القانون بالقوة في المجتمع الوظيفي ، وعادة ما يكون تطبيق وتوزيع السلطة حسب السلم الإداري أو بطريقة هرمية، تتصف البيرقراطية والبيروقراطيين بالروتين، وبطء التنفيذ، والتمسك بحرفية القواعد والجمود، مما يصب في عرقلة شؤون المواطنين، ويزيد في ذلك كثرة الموظفين، وقد تسمى أيضاً الدواوينية، أما إصطلاحاً؛ تعرف البيروقراطية على أنها المغالاة في التمسك بحرفية القواعد وشكليتها، وتعني ايضا نظام الحكم القائم في دولة ما يوجهها كبار الموظفين المهتمين ببقاء نظام الحكم لإرتباطه بمصالحهم الشخصية.
لا يكاد الجمود والروتين الانفصال عن البيروقراطية، لذا فان اكثر ما يعبر عن البيروقراطية؛ أنها روتين حكومي مغالى فيه.
أما أصل كلمة بيروقراطية Bureaucracy فهي عائدة الى كلمة بيرو “Bureau” والتي تعني مكتب، اما قراطية “cracy” المنحدرة من الكلمة الاغريقية كراتُس ” κράτος ” والتي تعني سلطة/قوة، فتصبح بذلك سلطة المكتب او قوة المكتب. ولكن ليس المكاتب الحكومية فحسب؛ بل إنّ مفهوم البيروقراطية توسع ليشمل غير الحكوميات، كالمدارس والجامعات والمستشفيات والشركات وغيرها.
ولكن هل هذا الروتين المغالى الذي دعا فيبر لتأسيس النظرية البيروقراطية ؟
ماكس فيبر الفيلسوف الألماني هو واضع النظرية البيروقراطية في أواخر القرن التاسع عشر، قام فيبر بوضع نموذج يعتبر مثالياً في التنظيم البيروقراطي يشمل محددات سلوكية وإجتماعية رشيدة هدفها تحقيق التنظيم من خلال إتباع توجيهات وأوامر الرؤساء بغض النظر عن شخصياتهم.
ومن منظور فيبر، فإن أهم ما يميز النظرية أنها تضع محددات موضوعية رشيدة تحدد السلم الإداري، القائم في مجتمع علاقاته سلطوية بعيداً عن العلاقات الإنسانية والإجتماعية والتحيز، إضافة إلى ما نظمته من حقوق وواجبات.
لقد أكدت نظرية فيبر أن تولي الوظائف لا يقوم على نظام وراثي أو إنتخابي، بل من لديه المهارة والكفاءة الإدارية هو الأجدر بان يكون صاحب المنصب.
يمكننا الوصول إلى ان البيروقراطية مفهوم سياسي غداري ذو وجهين؛ إما أن يعبر عن الرشد والموضوعية اللذان يهدفان إلى تحقيق التنظيم المثالي الذي من شأنه تسهيل شؤون المواطنين، أو أن يكون في ضوء القوة والسلطة يعبر عن الروتين والبطء في الإجراءات والسيطرة على المجتمع.