الإرهاق

أحسستُ بالإعياء
الإرهاق،التَّعب ،الارتخاء،
الملل،الكلل…إلى حد الفناء…
وانتابني شعور بالإغماء،
الاستسلام،عدم المبالاة…و الارتماء
في أحضان الوحدة،العزلة،الانزواء،
التَّقوقع،الانسحاب والاختفاء
في مكان ما،ما بين الأرض والسَّماء
لا يعرفه غير الخالق عزَّ وعلا
وشخصي أنا
حيث أنفرد بنفسي كيفما أشاء
للرَّاحة،الاستجمام،الاستلقاء،
نقد ذاتي ووضع اليد على الأخطاء
وسوء القول والأداء
كالطبيب الذي يُعاين الدَّاء
بحثا عن الدواء
المؤدي إلى الشفاء
وحتَّى أقي غيري من كل بلاء
قد يلحقه مني..وأنا هكذا…
فارتميت في الماء،
أغمضت عيناي وكتمت الهواء،
قرأت الفاتحة والمعوذتين وبعض الدُّعاء،
طلبتُ من الله العون في السَّراء والضَّراء،
إنارة بصيرتي حتَّى ترى
وتُفرق ما بين البلاء والهناء،
مزيد هدايتها وشحنها بالرضا،
بالصَّبر،التَّجلد،الشُّكر والثناء
حتَّى لا تهترئ أمام كل ابتلاء،
مرض،انكسار،اعتداء…،
بسملتُ وغُضتُ تحت الماء
طلبا في تطهير هذا الجسد الذي هوى
من كل شر وبلاء،
مرض،وهن،إعياء…
وبقيت هكذا
حتى أحسستُ بالانتشاء،
تجدد الطَّاقة واستفاقة كل الأعضاء
وأجزاء هذا الجسد الذي أنكوى،
عُّلَّ إلى أن شعر بقرب الفناء…
توضَّأتُ وصوت الحق قد علا،
اتَّخذتُ قبلتي للصلاة والدُّعاء
قبل أن أنفرد بنفسي في استحياء،
احترام، تقدير وحياء
وشرعنا في جرد الأداء،
النية، التَّفكير،القول ، الفعل،الأهداف،الغايات وما
يتعلَّق بكل إجراء
يؤدي إلى العقاب أو الجزاء،
في كافة الميادين والمواضيع على حد السَّواء
كالحب،الصَّداقة،الإخاء،
العمل،التعايش، الانتماء،
الهدم والبناء،
الصدق،الإخلاص،الوفاء،
الكذب،الزَّيف،الرياء…
متى انتهيتُ إلى الرضا،
الحمد،الشكر والثناء
على معقولية الأداء
رغم ما به من اخلالات ونقائص قابلة للشفاء
متى داومتُ على الدَّواء
للقضاء على كل داء
وأَنَّ ما أُحسُّ به من إعياء
ما هو إلاَّ حالة عادية في كل جسد سعى
للكد والجد والنَّماء
بما أَنَّ طاقته لها بداية وانتهاء،
تتطلَّبُ دوام العناية،التَّرميم،التَّنظيف ،الاعتناء،
تجديد شحنها،صيانتها،تزويدها بالهواء
ونقي الماء
لتستعيد الصحة والرخاء،
العافية،حب البقاء
وقدرتها على مزيد البذل والعطاء
من اجل تحسين الأداء
وإرضاء الذَّات،الآخر والواحد عزَّ وعلا…
المهم أن تنعم بالراحة والاسترخاء،
الهدوء، الوحدة، النقد البنَّاء
قبل تجديد العمل والبناء…