اقدم حضارة في العالم
اختلف المؤرخون في تحديد أقدم حضارة على وجه الأرض، ولكن إجتمع الأغلبية حديثاً على أن الحضارة التي نشأت في بلاد الرافدين، هي أقدم حضارة في العالم .
حضارة سومر، عرف عن تلك الحضارة من خلال العثور على شظايا الألواح الطينيّة، والتي دوّنت بالكتابة المسماريّة ( وهي نوع من الكتابة تنقش فوق الحجارة والألواح الطينيّة والشمع وغيرها، ظهر السومريون في الألفيّة السادسة قبل الميلاد، وأقاموا حضارتهم في النصف الثاني من الألفية الرابعة قبل الميلاد .
كوّن السومريون المدن الشهيرة عبر التاريخ وهي : ( أور، لارسا، ونيبور ) وغيرها، وإبتكروا النقش المسماري على الألواح الطينيّة، وبقيت طريقة الكتابة السومريّة لألفي عام، كلغة للتواصل بين الدول وقتها .
أصول السومرين لم تحدد بعد، وما تزال تلك الأصول قائمة على فرضيّات العلماء، غير أن العلماء العراقيين يرجّحون بأنهم من الأقوام الذين قاموا بالهجرةِ من شمالي العراق إلى جنوبه، عند مصب نهري دجلة والفرات، وخلال قرون نمت الدولة وتطورت في فنونها ومعمارها وعلومها، وأول سلالة حاكمة في سومر ظهرت في مدينة “كيش”، والتي كانت الأصل لـ 23 ملكاً، أشهرهم هو “إيتانا”، والذي تقول الأسطورة بأنه الملك الذي امتطى ظهر النسر ليصعد للسماء .
ومن أشهر الملاحم في الحضارة السومريّة هي “ملحمة جلجامش”، والتي كتبت بالخطّ المسماري على إثني عشر لوحاً طينياً، وأكتُشفت تلك الألواح عام 1853 م، وقد كتبت باللغة الأكاديّة، وتتحدث عن جلجامش ملك “أورك”، وكانت والدته من الآلهة، ووالده من البشر العاديين، أي أنه كان نصف خالد و نصف فانٍ، وبسبب نصفه الفاني أدرك الملك بأنه لن يخلد، وتحول المحكمة جلجامش إلى ملكٍ مكروه من قبل شعب أورك، لممارساته السيئة كنسخير الناس لبناء سور حول مملكة أورك، ومن هنا يبدأ الصراع في الملحمة والذي يطول الحديث عنها .
ومن أهم آثار الحضارة السومرية هي :-
* صحيفة الملك :-
وهي عبارة عن صحيفة حجرية نقش عليها أخبار الأرض قبل ظهور السومريين بـ 400000 عام، وتشير المعلومات الواردة فيها، بأن السومريون قاموا بتقسيم التاريخ الى قسمين : ( تاريخ ما قبل الطوفان، وما بعده ) .
وتعد هذه الصحيفة من أغرب الآثار، والتي حيرت العالم، لأنها تسمى بـ ( الصحف المحفوظة )، أي تحفظ في الخزائن الخاصة بالملك، ويستحيل وصول يد التحريف والتزوير اليها .
وتذكر الصحيفة بأن مصدر الآلهة الأولى جاؤوا من السماء للأرض، ويطلق على الآلهة الثلاثة أسماء (نفليم و إلوهيم)، وأن هؤلاء الثلاثة مصدرهم إله واحد، وهذا الإله الأصلي كان يقطن أحد الكواكب، ومن هذا الكوكب جاء أبناء الإله الواحد إلى الأرض، وقد أطلق على الكوكب الذي كان يقطنه الإله الأعظم لاحقاً إسم “مردوخ”، على إسم الإله .