اقتباس
الكتابة مصدرٌ مهم من مصادر تناقل المعلومات في تاريخ البشرية، لذا كان لزاماً على كلِّ إنسانٍ صاحب فكرٍ، تأليف الكتب والمخطوطات، لوضع آخر ما توصَّل إليه عقله من معلوماتٍ و أفكار، ولمَّا كانت الكتب تتطلَّب وقتاً وجهداً عظيمين لإنهائها والعمل عليها، فإنَّ عملية النقل منها دون الإشارة إلى من ألًّفها تعتبر من الجرائم الاأخلاقية والقانونية، لهذه كلِّه ظهر ما يُسمَّى بالاقتباس.
فالاقتباس هو إضافة ونسخ النصوص التي تعود إلى مُؤلَّفٍ معين، وتضمينها في النصوص التي يجري حالياً العمل على إنشائها، لغايات الاستشهاد بنصٍ آخر يحمل الفكرة التي يناقشها الكاتب حالياً، ولغاية التوضيح، وإثراء الكتب والنصوص، حيث يوضع النص المقتبس بين علامتي الاقتباس المتعارف عليهما “”، مع ضرورة الإشارة إلى مؤلف النص الأصلي.
للاقتباس ثلاثة انواعٍ رئيسية كما يلي:
أولاً: الاقتباس المباشر: وهو النقل بشكلٍ حرفيٍّ من المصدر، عن طريق استخدام علامتي الاقتباس مع الإشارة إلى صاحب النص الأصلي، بوضع رقمٍ بجانب النَّص بعد علامة الاقتباس الثانية، وكتابة اسم المصدر أسفل الصفحة أو في صفحة معينة خاصة بالمقتبسات.
ثانياً: الاقتباس غير المباشر: وهو الاقتباس الذي لا يوجد فيه علامات الاقتباس، حيث يكفي أن تقول “وذكر فلانٌ أنَّ” أو “وقال فلانٌ كذا وكذا” ثم تسرد قوله، فمن إيجابيات هذا النوع من أنواع الاقتباس أنَّه يساعد على الاستمرارية في القراءة.
ثالثاً: الاقتباس الجزئي: وهو الاقتباس من جزءٍ من النَّص الأصلي، للإشارة إلى وجود ما يؤيد الأفكار المطروحة والنَّظريات.
جانبٌ مهمٌّ من جوانب الاقتباس الإيجابية، هو أنَّ القارئ يستطيع مقارنة الأقوال المتعددة والتي تختص بالفكرة المحددة التي تدور حولها هذه الأقوال، فيزيد بذلك اطلاعه على الفكرة وتزيد إحاطته بها، وبالاقتباس أيضاً وتحديداً عندما يقرأ القارئ اسم المصدر، فربما إذا كان مهتماً بإثراء معلوماته، فإنَّه سيعود للمصدر وسيجد معلوماتٍ إضافيةٍ قطعاً، هذا إن لم يتعرف على المصدر الذي قد يكون لأول مرة قد سمع باسمه.
أمَّا إذا رغب الكاتب بنسخ نصٍّ كامل أو مقالة كاملة، فيتوجب عليه في هذه الحالة أن يكون اقتباسه من مصدرٍ حر والذي يتضمن أربعة حالاتٍ وهي أن يكون التأليف قد تم منذ القديم، بحيث لم تعد هناك حقوق للمؤلف، أو أن يكون النص غير محميٍّ قانونياً، أو أن يكون من النصوص المسموح بالنقل منها بموجب نصٍ يفيد بذلك، أو أن يُسمح استخدام النص استخداماً تجارياً.
وسائل نقل المعلومات يجب أن تكون مصونةً من العبث وأن تخضع لحماية القانون، بسبب الجهد العظيم الذي بذل في سبيلها.