افضل

افضل قصيدة للشاعر حسن المرواني

قصيدة فريدة من نوعها قد كان لها رد فعل قوي في بلادنا العربية في حقبة التسعينات بالذات من القرن الماضي حين غناها المطرب العربي والعراقي المشهور كاظم الساهر ، أنا وليلى قصيدة هي أفضل قصائد حسن المرواني على الإطلاق فقد كان له قصائد أخرى ولكن حقيقة ربما لم تصل للمجد أو النور مثلما حلت الشهرة على هذه القصيدة الرائعة التي ألقاها في عام 1978 بحفلة تخرجه من كلية التربية ببغداد في حبيبته التي أحبها تسع سنوات وفي النهاية تركته وحيدا واختارت المال والثراء ، إنها القصيدة الرائعة ومن قرأها أو سمعها بصوت كاظم الساهر كان له انطباع خاصا من روعة كلماتها المميزة ، قد اخترنها اليوم للسادة الزوار من أجل التمتع بسجعها وتناسقها وروعتها ونتمنى أن تنول إعجابكم

انا وليلى

دع عنك لومي واعزف عن ملامات
إني هويت سريعاً من معاناتي

ما حرم الله حباً في شريعته
بل بارك الله أحلامي البريئات

أنا لمن طينة والله أودعها
روحاً ترف بها عذب المناجاة

دع العقاب ولا تعذل بفاتنة
ما كان قلبي نحيت في حجارات

إني بغير الحب أخشاب يابسة
إني بغير الهوى أشباه أموات

إني لفي بلدة أمسى بسيرها
ثوب الشريعة في مخرق عاداتي

يا للتعاسة من دعوى مدينتنا
فيها يعد الهوى كبرى الخطيئات

نبض القلوب مورق عن قداستها
تسمع أحاديث أقوال الخرافات

عبارة علقت في كل منعطف
أعوذ بالله من تلك الحماقات

عشق البنات حرام في مدينتنا
عشق البنات طريق للغوايات

إياك أن تلتقي يوماً بامرأة
إياك إياك أن تغري الحبيبات

إن الصبابة عار في مدينتنا
فكيف لو كان حبي للأميرات

سمراء ما حزني عمراً أبدده
ولكن عاشق والحب مأساتي

الصبح أهدى إلى الأزهار قبلته
والعلقم المرقد أمسى بكاساتي

يا قبلة الحب يا من جئت أنشدها
شعراً لعل الهوى يشفي جراحاتي

ذوت أزهار روحي وهي يابسة
ماتت أغاني الهوى ماتت حكاياتي

ماتت بمحراب عينيك ابتهالاتي
واستسلمت لرياح اليأس راياتي

جفت على بابك الموصود أزمنتي
ليلى وما أثمرت شيئاً نداءاتي

أنا الذي ضاع لي عامان من عمري
وباركت همي وصدقت افتراضاتي

عامان ما رف لي لحن على وتر
ولا استفاقت على نور سماواتي

اعتق الحب في قلبي وأعصره
فأرشف الهم في مغبرّ كاساتي

وأودع الورد أتعابي وأزرعه
فيروق شوكاً ينمو في حشاشاتِ

ما ضر لو عانق النيروز غاباتي
أو صافح الظل أوراقي الحزينات

ما ضر لو أن كفا منك جاءتنا
بحقد تنفض آلامي المريرات

سنين تسع مضت والأحزان تسحقني
ومت حتى تناستني صباباتي

تسع على مركب الأشواق في سفر
والريح تعصف في عنف شراعات

طال انتظاري متى كركوك تفتح لي
درباً إليها فأطفي نار آهاتي

متى ستوصلني كركوك قافلتي
متى ترفرف يا عشاق راياتي

غداً سأذبح أحزاني وادفنها
غداً سأطلق أنغامي الضحوكات

ولكن نعتني للعشاق قاتلتي
إذا أعقبت فرحي شلال حيرات

فعدت أحمل نعش الحب مكتئباً
أمضي البوادي وأسماري قصيداتي

ممزق أنا لا جاه ولا ترف
يغريكِ فيَّ فخليني لآهاتي

لو تعصرين سنين العمر أكملها
لسال منها نزيف من جراحاتي

كل القناديل عذب نورها وأنا
تظل تشكو نضوب الزيت مشكاتي

لو كنت ذا ترف ما كنت رافضة
حبي… ولكن عسر الحال مأساتـي

زر الذهاب إلى الأعلى