اغلاق جريدة الصحافة هل هو بداية نهاية الصحف الورقية في السودان؟.. سالم الأمين: ما يحدث اليوم، بالضبط هو ما حدث لسوق الكاسيت
أثار خبر تعليق صدور جريدة الصحافة التي تصدر في الخرطوم وهي إحدى أعرق الصحف اليومية في السودان بحسب قرار ناشرينها، جدلاً واسعاً في وسائل التواصل بين المهتمين والصحفيين.
وكتب يوم الإثنين، الصحفي لؤي عبد الرحمن (اليوم تبدأ اولى الخطوات العملية لتشريد الصحفيين بسبب الوضع المتدهور الذي وصلت إليه الصحف وارتفاع تكاليف إصداره).
وتداخل معه أصدقائه بنقاش وسجال حول الأمر وكتب الأستاذ سالم الأمين (الصحافة الورقية في طريقها للاندثار طال الزمن او قصر ، على الصحفين و اهل الصحافة عدم الركون وانتظار اصلاح الامر من السماء ، لان الامور ستؤل الى اسوأ وهذه هي سنة وناموس الحياة ، عليكم ايجاد بدائل الكترونية تعوض خسارتكم للصحافة الورقية).
وأضاف سالم بحسب ما نقلت عنه “كوش نيوز” (ما يحدث في سوق الصحافة اليوم، بالضبط هو ما حدث لسوق الكاسيت قبل عشرة اعوام او اكثر ، الاذكياء من اصحاب ذاك السوق بحثوا عن بدائل وانقذوا رأس مالهم ، وغيرهم انتظروا الحلول من السماء حتى جرفتهم الخسائر بالافلاس).
وأوضح سالم (كل يوم نسمع عن توقف اصدارة عالمية عن اصدار النسخ الورقية ؛ فآخر نسخة ورقية لمجلة (نيوزويك) الامريكية كانت قبل اكثر من خمسة سنوات ، وكذلك الكثير من الصحف والمجلات …افيقوا قبل ان يجرفكم طوفان سنة الحياة).
وإختلف رأي Mohamed Elhassan Hamadnalla مع سالم وكتب (ليس صحيحاً أن الصحافة الورقية في طريقها للإندثار ربما تقل نسب التوزيع لكنها لن تندثر توقف النوزيويك لوحدها منذ وقت طويل لا يعطي المبرر للوصول إلي هذه النتيجة القطعية فاليوم توزع جريدتي الصن والديلي ميرور في بريطانيا ملايين النسخ في اليوم دع عنك بقية صحف التابلويد والصحف الرصينة إذا تم تخفيض الجمارك والرسوم في السودان علي مدخلات صناعة الصحف فسيعود الناس لشراء الصحف).
ليرد عليه سالم بتوضيح المتابع الجيد للأحداث وكتب (ربما تكون غير متابع لكن هناك العشرات من الصحف والمجلات العالمية توقفت عن اصداراتها الورقية ؛ فهناك الاندبندت البريطانية ، وايضا وول استريت جورنال الامريكية ، وكذلك كريستيان ساينس مونيتر ، وكذلك يو اس نيوز اند ريبورت ثالث اكثر صحيفة توزيعا في اميركا …
اذا تتبعت الاخبار ستجد العشرات فقط التي استطاعت ان تواكب النشر الالكتروني ، لكن هنالك المئات بل الالاف من الصحف المحلية التي افلست و اغلقت دورها في كل من اوروبا و أمريكا …
ولعلمك الأزمة لا تهدد الصحافة فقط ، انما تهدد كل المطبوعات الورقية ، حتى طباعة و توزيع الكتب الورقية تقلص لمصلحة الالكترونية ..
قبل فترة طويلة قال امبراطور الاعلام روبرت موردوخ ان كثيرا من الصحف في سوق المملكة المتحدة ستتلاشى قريبا ولن يتحمل سوق الصحف اكثر من صحيفة واحدة .
وها هي نبوءته تتحقق بافلاس و اغلاق مئات الصحف في بريطانيا …
الآن لا علاقة بمدخلات الانتاج والضرائب والجمارك التي تقولها ولها تأثير على الصحف ؛ لأن سعر الصحيفة في السودان هي الأقل في منطقتنا الاقليمية ولا تنافسها الا مصر ؛ ومع ذلك فان نسبة توزيع الصحف في انخفاض مستمر ، وهذا دليل ان القارئ اتجه الى وسائط اخرى للحصول على الاخبار والتحليل ؛ اصبح يتلقى الاخبار من مصادرها بالصوت و الصورة في نفس لحظة حدوثها ، فلماذا يهدر ماله ووقته كي يقرأ نفس الخبر من صحيفة ورقية في اليوم التالي ؟؟ ، ونفس الصحف اصبحت تستقي اخبارها وتحليلاتها من نفس الوسائط ! .
انا شخصيا كنت اصاب بصداع عندما لا اقرأ صحيفة ، وكنت اعاني عندما اسافر خارج السودان ، واقرأ الصحف من الانترنت ، لكن اليوم اصبحت لا اشتري اي صحيفة ، لانني اذا اردت اي معلومة استعمل فقط طرف ابهامي وحدقات عيوني كي احصل عليها مكتوبة او مصورة او منقولة صوت و صورة).
وأضاف سالم في رده على محمد الحسن (ما تقوله في تعليقك هذا هو ما كان يقوله بعض المستفيدين من سوق الكاسيت ، حتى صدمهم الواقع المرير … طال الزمن او قصر ، باي باي الصناعة الورقية).
الخرطوم (كوش نيوز)