اشعار عن الانتظار
شعر انتظار
إنتظار حدوث شيء ما هو من المصاعب التي يعانيها الإنسان مما يجعله يشعر بالقلق والتوتر و الضغط النفسي و تدفعه أيضا للشوق و اللهفة لحدوث هذا الشيء .
و قد يكون إنتظار الإبن الغائب أو الزوج أو الحبيب المسافر ، أو إنتظار الأم لولادة طفلها و تشوقها لمعرفة طعم الأمومة ، أو إنتظار الطالب لنتائج الإمتحانات و هذا الإنتظار يكون دائماً شاقاً وصعباً .
و لقد كتب الشعراء كثيراً عن لوعاتهم و معاناتهم في إنتظار الحبيبة الغائبة ، و تحدثوا عن أوقات الإنتظار الصعبة ، و وصفوها أيضا بأنها نيران من الجمر و ثقيلة كالجبال ، و بثوا الشكوى و المعاناه في وصفهم لإنتظار حضورها و عذابهم إذا تأخرت عن موعدها ، و وصفوا أحوالهم في لحظات الإنتظار و كيف أن الحبيب يصبح كالطفل التائه أو كالطائر الجريح الذي أضاع الطريق لعشه و مأواه .
من أجمل الأشعار التي تحكي عن الإنتظار قصيدة الشاعر الراحل محمود درويش وعنوانها ” في الإنتظار ” في الانتظار، يُصيبُني هوس برصد الاحتمالات الكثيرة:
ربما نسيت حقيبتها الصغيرة في القطار،
فضاع عنواني وضاع الهاتف المحمول،
فانقطعت شهيتها وقالت: لا نصيب له من المطر الخفيف
وربما انشغلت بأمر طارئٍ أو رحلةٍ نحو الجنوب كي تزور الشمس، واتصلت ولكن لم
تجدني في الصباح، فقد خرجت لاشتري غاردينيا لمسائنا وزجاجتين من النبيذ
وربما اختلفت مع الزوج القديم على شئون الذكريات، فأقسمت ألا ترى رجلاً
يُهددُها بصُنع الذكريات
وربما اصطدمت بتاكسي في الطريق إلي، فانطفأت كواكب في مجرتها.
وما زالت تُعالج بالمهدئ والنعاس
وربما نظرت الى المرآة قبل خروجها من نفسها، وتحسست أجاصتين كبيرتين تُموجان
حريرها، فتنهدت وترددت: هل يستحق أنوثتي أحد سواي
وربما عبرت، مصادفة، بِحُب سابق لم تشف منه، فرافقته إلى العشاء
وربما ماتت،
فان الموت يعشق فجأة، مثلي،
وإن الموت، مثلي، لا يحب الانتظار
أنا في بعدك مفقود الهدى
ضائع أهفو إلى نور كريم
أشتري الأحلام في سوق المنى
وأبيع العمر في سوق الهموم
لا تقل لي في غد موعدنا
فالغد الموعود ناء كالنجوم
أغدا قلت؟ فعلمنى اصطبارا
ليتنى أختصر العمر اختصارا
عبرت بي نشوة من فرح
فرقصنا أنا والقلب سكارى
وعرانا طائف من خبل
فاندفعنا بالأماني نتبارى
سنضم النور حتى يتلاشى
ونضم الليل حتى يتوارى
وهذه قصيدة رائعة للشاعر ابراهيم ناجي بعنوان انتظار
أنا في بعدك مفقود الهدى
ضائع أهفو إلى نور كريم
أشتري الأحلام في سوق المنى
وأبيع العمر في سوق الهموم
لا تقل لي في غد موعدنا
فالغد الموعود ناء كالنجوم
أغدا قلت؟ فعلمنى اصطبارا
ليتنى أختصر العمر اختصارا
عبرت بي نشوة من فرح
فرقصنا أنا والقلب سكارى
وعرانا طائف من خبل
فاندفعنا بالأماني نتبارى
سنضم النور حتى يتلاشى
ونضم الليل حتى يتوارى
انفردنا أنا والقلب عشيا
ننسج الآمال والنجوى سويا
فركبنا الوهم نبني دارها
وطوينا الدهر والعالم طيا
قال لي القلب: أحقا ما بلغنا؟
كيف نام القدر الساهر عنا؟
أتراها خدعة حاقت بنا؟
أتراها ظنة مما ظننا؟
قلت لا تجزع فكم من منزل
عز حتى صار فوق المتمنى
قصيدة انتظار ديوان الشاعر ابراهيم
يا جنان الخلد قدمت اعتذاري
إذ يطوف الخلد سقمي ودماري
أيها الآمر في ملك الهوى
أعف عن لهفة روحي وأواري
أشتهى الضمة حتى أشتفي
فكأننى ظامئ أطفئ ناري
غير أني كلما امتدت يدي
لعناق خفت أن تؤتيك ناري
قصيدة انتظار ديوان الشاعر ابراهيم
لذعتنى دمعة تلفح خدي
نبهتني من ضلال ليس يجدي
اختفت تلك الرؤى عن ناظري
وطواها الغيب في سحري وبردي
وتلفت فلا أنت ولا جنة الخلد
ولا أطياف سعدي
وإذا بي غارق في محنتى
وشقائي أرقب الأيام وحدي
ومن أجمل القصائد التي قيلت عن الإنتظار قصيدة الشاعر العراقي عبد الكريم الجنابي
وعنوانها في انتظار الحب
عندما کنت صبیاً
لم أکن أعرف معنی الحب ِّ
إلا عصافیرَ و ألوان َ لُعب
و أساطیر لیال ٍ ؛ تعدو علی وجه القمر
و ضوضاء َ رفاق ٍ ؛ مثلما طعم العسل
و لقاءً لأبي ؛ في احتضان ٍ و قُبل
و خفقة قلب ٍ ؛ حینما ألمح ظل َّ فتاة ٍ
أیّام الحُلم . . .
* * *
و عندما ناهزت العشرین
أحسست بحالة حبّ ٍ
فخرجت لأعرف معنی الحب
فوجدت الطرقات مزدحمة ً بالعهر و بالموت و بالفقر
فسألت فقیراً عن معنی الحبّ ِ
فأشار إلیها ؛ أن ؛ لقمة ُ خبز
و لمحت محبّاً یسبقني فقال : صفاء ُ القلب
و استقبلني عارف ٌ یدفن أحد الأموات
فادّعی ؛ أن لا حب َّ لمن کان نهایته القبر
و عندما جاوزت تلک الطرقات
أطل َّ علي َّ ثري ٌّ من إحدی الشرفات
فقال : الحب ُّ هنا . . و لکن إیّاک . .
* * *
و في طریق العودة ؛ سمعت عویلا ً یصم ُّ الآذان
فاستعلمت الأمرَ فقالوا :
یریدون استحداث مدن ٍ جدیدة ٍ ؛ للعهر و للموت و للفقر
فعرفت معنی الحب . . .
فانتفض لساني بلا سابق إعلان
- سأنفي موسیقی الحزن إلی بلد ٍ
لم تطأه قدم الإنسان
سأغیّر تعریف الحب ِّ
و أشیر إلیه بکل ِّ بنان
سأغیّر وجه العالم
و ألقي علیه ؛ مسحة حب
سأبني مدینة أحلام الطهر ِ
لکل ِّ الشبان
و أطهّر قلوب فتیات الدنیا
من کلّ صَغار . . .
سأبني مدینة عشق الله
و أفتح لها جمیع الأبواب سأنصح کل َّ دعاة الموت
و کل َّ أساطین العهر
و کل َّ المتصدّین لمصادرة أموال الفقراء
أن ؛ فکّوا قیود الذات عن الحب . . . !
* * *
و عندما أنهیت خطابي
همس الحُضّار ؛ أحلام شباب
و أرسل إلي َّ السلطان کیساً من خبز ٍ . . . !
أن ؛ فکّر باللاشيء و إلا . . .
فارحل نحو الغرب
فستجد ألوان الحب ِّ
و تستقبلک جمیع الأحضان
* * *
فقرّرت أن أخرج للشمس ِ
و أبني عشاً لأحد الضعفاء
و أجلس في ظلـّه
منتظرا ً للمهدي