اشعار حزينة عن اللاجئين , شعر عن اللاجئين السوريين والشتاء , خواطر مبكية عن مخيمات اللاجئين
أرسلت روحي الى داري تطوف بها …
لما خطانا اليها ما لها سبلُ
أن تسأل الدار ان كانت تذكرنا ..
أم أنها نسيت إذ أهلها رحلو
أن تسأل السقف هل ما زال منتصبا …
فوق الجدار شموخا رغم ما فعلو
أم أنها ركعت للأرض ساجدة
تشكو الى الله في حزن و تبتهل
أن تسأل النخل هل أكمامه نضجت
أن تسأل التين و الزيتون متصل
أما القطوف من الأعناق دانية
مثل الآلئ كالحوراء تكتحل
أم شجرة التوت و الاغصان فارعة
نائت بحمل و قد طاب بها الأُكل
هيهات يا دار أن تصفو الحياة بنا
و يرجع الجمع بعد النأي مكتمل
لكن روحي ستبقى فيها ساكنة
ما لي بأطمة لا شاة و لا جمل
إن مت يا دار أو طال الفراق بنا
فالصبر يا دار لا يطرف لنا أمل
لا بد لليل من صبح يبدله
و يصنع النور و الظلماء ترتحل
و يرجع الحق فوق الكون عالية
راياته البيض لا كفر و لا دجل
علائم الصبح قد لاحت مبشرة
لم يبقى في الساح لا عزى و لا هبل
فأول النصر بالأوثان نكسرها
فعل الخليل و فعل المصطفى مثل
———————————————
قصيدة اسمها صرخة لاجئ عن الشعب الفلسطيني
أنا لي غدٌ وغداً سأزحف ثائراً متمردا
أنا لن أخاف من العواصف وهي تجتاح المدى
ومن الأعاصير التي ترمي دماراً أسودا
ومن القنابل .. والمدافع والخناجر … والمُدى
أنا صاحب الحق الكبير وصانعٌ منه الغدا
أنا ثورةٌ كبرى تزمجر بالعواصف والردى
أنا لاجئ وطني استبيح وداسه غدر العدى
أنا نازح داري هناك وكرمتي .. “المنتدى”
وطفولتي درجت على أرض البطولة والندى
وصباي كم نهل المنى فوق الروابي واغتدى
وشبابي المشبوب كم جمل الكفاح وكم شدا
وبطولتي نبتت هناك وأينعت تحت الندى
بين الصخور الداميات مع النسور مع الهدى
صرخات شعبي لن تضيع ولن تموت مع الصدى
ستظل لسعاً كالسياط على ظهور من اعتدى
ستظل في أجفانهم أبداً لهيباً مرعدا
وطني هناك ولن أظل بغيره متشردا
سأعيده .. وأعيده وطناً عزيزاً سيدا
سأزلزل الدنيا غدا .. وأسير جيشاً أوحدا
لي موعد في موطني .. هيهات أنسى الموعدا
أنا يا بُنيَّ غدا سيطوينـي الغسـق
لم يبق من ظل الحياة سوى رمـق
وحطام قلب عاش مشبـوبَ القلـق
قد أشرق المصباح يومـا واحتـرق
جفَّـت بـه آمالـه حتـى اختنـق
..
فإذا نفضت غبار قبري عـن يـدك
ومضيت تلتمس الطريق إلى غـدك
..
فاذكر وصية والد تحـت التـراب
سلبـوه آمـال الكهولـة والشبـاب
* * *
مأساتنـا مأسـاة ناس أبريـاء
وحكاية يغلـي بأسطرهـا الشقـاء
حملت إلى الآفـاق رائحـة الدمـاء
و جريمتي كانت محاولة البقاء
أنا ما اعتديت ولا ادخرتك لاعتداء
..
لكـن لـثـأر نبـعـه دام هـنـا
بين الضلوع جعلتـه كـل المنـى
..
وصبغت أحلامي به فوق الهضـاب
وظمئت عمري ثم مت بلا شـراب
* * *
كانت لنـا دار وكـان لنـا وطـن
ألقت بـه أيـدي الخيانـة للمحـن
وبذلـت فـي إنقـاذه أغلـى ثمـن
بيدي دفنت أخـاك فيه بـلا كفـن
إلا الدماء ومـا ألـم بـي الوهـن
..
إن كنت يوما قـد سكبـت الأدمعـا
فلأننـي حمِّلـت فقدهـمـا مـعـا
..
جرحان في جنبي ثكـل واغتـراب
ولد أُضِيع وبلـدة رهـن العـذاب
* * *
تلك الربوع هناك قد عرفتك طفـلا
يجني السنا والزهر حين يجوب حقلا
فاضت عليك رياضها ماء وظـلا
واليوم قد دهمت لك الأحداث أهـلا
ومروجك الخضراء تحني الهام ذلا
..
هم أخرجوك فعد إلى من أخرجـوك
فهناك أرض كان يزرعهـا أبـوك
..
قد ذقت من أثمارها الشهـدَ المـذاب
فـإلامَ تتركهـا لألسنـة الحـراب
* * *
حيفا تئن أما سمعـت أنيـن حيفـا
وشممت عن بعد شذى الليمون صيفا
تبكي إذا لمحت وراء الأفْـق طيفـا
سألته عن يوم الخلاص متى وكيفـا
هي لا تريدك أن تعيش العمر ضيفا
..
فوراءك الأرض التي غذت صباك
وتود يوما فـي شبابـك أن تـراك
..
لم تنسها إيـاك اهـوال المصـاب
ترنو ولكن مـلء نظرتهـا عتـاب
* * *
إن جئتها يوما وفي يـدك السـلاح
وطلعت بين ربوعها مثل الصبـاح
فاهتف سلي سمع الروابي والبطـاح
أنِّي أنا الأمس الذي ضمََدَ الجـراح
لبيك يا وطني العزيـز المستبـاح
..
أولستَ تذكرنـي أنـا ذاك الغـلام
من أحرقوا مأواه في جنـح الظـلام
..
بلهيب نار حولها رقـص الذئـاب
لفَّت صبـاه بالدخـان وبالضبـاب
* * *
سيحدثونك يـا بُنـيَّ عـن السـلام
إياك أن تصغي إلـى هـذا الكـلام
كالطفل يخدع بالمنـى حتـى ينـام
لا سِلمَ أو يجلو عن الوجه الرغـام
صدقتهـم يومـا فآوتنـي الخيـام
..
وغدا طعامي من نـوال المحسنيـن
يلقى إلي .. إلى الجيـاع اللاجئيـن
..
فسلامهـم مكـر وأمنهـمُ سـراب
نشر الدمار على بلادك والخـراب
* * *
لا تبكينَّ فما بكـت عيـن الجنـاة
هي قصة الطغيان من فجر الحيـاة
فارجع إلى بلد كنوز أبـي حصـاه
قد كنت أرجو أن أموت على ثـراه
أمل ذوى ما كان لـي أمـل سـواه
..
فإذا نفضت غبار قبري عـن يـدك
ومضيت تلتمس الطريق إلى غـدك
..
فاذكر وصية والد تحـت التـراب
سلبـوه آمـال الكهولـة والشبـاب