اشعار حزينة
الحزن
أبعد الله عنّا وإياكم الحزن، فهو لا يزور قلباً إلا ويدمّره، ويجعل من صاحبه إنساناً تعيساً وحيداً، حتّى الشّعراء وصفوا بعض مشاعرهم الحزينة بأشعار تبكي لها العيون.
أبيات شعر حزينة
- الصمت يكفي ويشفي صدر راعيه
لا صار كلّ الحكي ماله معاني
والقلب ما عاد تعنيه المشا ريه
والعين ماعاد تغريها الأماني
يا ليت حزني مجرد دمع وأبكيه
ما هو عايش معي بين المحاني
ماهو يظهر عليّ وأحاول أخفيه
وتصير نظرات حزني هي لساني
مدري ذكّرني زمان كنت ناسيه
مدري ذكّرت الزّمان اللّي نساني
- سهيت لحظه وقمت أبحث بجوالي
أقرأ الرّسايل وأمسح ما بقى منها
لقيت ذكرى رسالة والرّقم غالي
مكتوب فيها إذا أنا متّ فامسحها
فكّرت فيك ولقيتك عايش وسالي
وما ظن يا صاحبي في يوم تذكرها
الموت عندي يساوي غيابك الحالي
والحين بستئذنك يا زين وأمسحها
- قالوا: غريب، وقلت: وين الغرابة؟
ما دام هذا المجتمع كلّه أغراب
- سافر وخلّ أحزان عمري تخاويك
يمكن معك تلقى حلول لضياعي
حاولت أشوّه صورتك يوم أخلّيك
لقيتك أصدق من بكى في وداعي.
- قلت: اصبري، قالت: أنا أقلّك زين؟
قلت: أتمنّى ما تكوني بخيلة
ضمّت يديني، قلت: توّك تحنّين
قالت: يدينك بس؟ هذي قليلة
يوم احضنتني دمّعت، قلت: تبكين
قالت: أظنّ الدّمع أصدق وسيلة
ردّت، وقالت: وش عذاب المحبّين؟
قلت: الغياب، وفي عيونك دليله.
- الغنى والفقر حاجة بيد ربّ العالمين
مؤمن بهذي العبارة، بس ما أنتِ مؤمنة
أدري أنّ المال لبّى كل شيء ترغبين
إلّا أنا واحد من الرّغبات غير الممكنة
- لو كبر ذنبك ترى قلبي كبير
واعترافك بالخطأ يغفر خطاك
- هم يحسبون المسألة كلّها سلك
إذا انقطع تقطع معاه المسالك
ولا دروا أنّي بالإحساس أبادلك
مو شرط أشوفك وأسألك كيف حالك
أحسّ بك لو كنت ماني مقابلك
وتحسّ بي لو كنت ماني قبالك
دايم وفكري في حراوي منازلك
إن جا مجالك ولا ما جا مجالك
تدري وش اللّي بس يقطع تواصلك؟
الموت بس الموت يقطع وصالك
- معاني العشق لو تُجمع وتُهدى لك كما الباقة
حبيبي ما وفّت قدرك ولا لبّت طموحاتي
يا أطيب قلب قابلته أنا لك روح مشتاقة
تبي تجمع غنايم حبّك ومصدر بطولات
أنا من يوم ما شفتك عيوني مالها طاقة
تبي ترسم لك ألوان المحبّة والمسرّاتي
يا أجمل من سكن قلبي وضيّ العمر وإشراقه
أحبّك قلتها صادق وخطّتها عبارتي
- اصبرحبيبي، قبل ماترحل تعال!
أبيك توعدني، تجيني، تجيني
حتّى إذا ظرفك عن الجيّات حال
اكسر ظروفك ياغلا لجل عيني
أنتظرك أنا على كل الأحوال
واحتضن وردة غلانا بيديني
- أنا جريح الأمس واليوم والغد
وهاذي جروح العمر أحصي عددها
لقيت أنا الدّنيا ترى ملعنة جد
فيها الكلاب السّود تأكل أسدها
صدّقني غيرك أنت ما أشوف أنا أحد
ومن ما تلد مثلك خسارة ولدها.
- أبتعد وأهجر شوارعك والبيت
قلّة أدبكم عجّلت بالنّهاية
رح في طريق في دروبه تماديت
تحت الثّرى شيّعت نهاية عنايا
أقسم قسم لو شفتك بيوم حنّيت
لأدوس قلبك بالقدم من قسايا
آخر سؤالي كان بالحقّ ردّيت
قلي بربّك وش سبب هالسّوايا؟
- كرّهني بنفسك لو بذنب صغير
ألقى به أعذاري وأعود لزماني
المشكلة أنّه ما بدى منك تقصير
وهذا يزوّد واقعك في كياني
- حتّى طبوعك غيّرت لي طبوعي
أنت الغلا والحبّ والشّوق والطّبع
تبي مكانك؟ قم وطالع ضلوعي
حرام أنك ما تفارق ولا ضلع.
- ألا يا طفل لا تكبر، كذا أجمل، كذا أطهر
كذا لا همٌّ يتراكم، كذا لا ضغط، لا سكّر
ترى أكبر كذبة عشناها: يالله متى نكبر.
احلم قد ما تقدر، وإذا خفت خبّي أحلامك بدفتر
ترى الأيام سرّاقة والأحلام تتبخّر.
- انتعاش الورد في لحظة وصال
والذّبول أنواع والفرقة قهر
والنّجوم أشكال في عرض اللّيال
والكواكب فوق وأحلاها قمر
مستحيل أنساك حتّى بالخيال
وإن نسيتك
حلم من بعد السّهر.
- كان فيني عيب قلي فيك العيب الفلاني
كان هرجي مزعلك في شي قلي لا تعيده
جيت ما بيك تحقرّني، جيت أبيك تعزّ شأني
جيت أبي فزعة ضلوعك من مشاعرك الفقيدة
يعلم الله شفت منّك ومن غيابك ما كفّاني
كان ما تقدر تخفّف همّ قلبي لا تزيده.
- قولي تكبّر قولي إنسان مغرور
قولي عليّ إنّي عديم المعاني
قولي بعد ما عندي إحساس وشعور
وإنّي نسيتك وأنت قلبك نساني
لا ما أعتذر منك ولو كنت معذور
ونعم، معك بالذّات لي طبع ثاني
أدري قهرتك بس أنا كنت مقهور
يا حلم الماضي وغلطة زماني
- أمداك تنسى الزّعل وتقول سامحني
من بعد ذاك الخطأ ودّك تراضيني
أدميت قلبي بكلمة ودمعت عيني
حاسب كلامك إذا ودّك تحاكيني
ما بي أصارح ولا ودّي تصارحني
لكن إذا طال صمتي لا تجافيني
- عسى ما شرّ ياعمري؟
وش اللّي طوّل غيابك؟
نسيت أنّي على صبري أذوق المُرّ
بأسبابك
نسيت أني على صبري أموت بلحظة
وأحيا بك
حبيبي يا بعد عمري!
طول غيابك وأنا مدري
أخاف أنّه نقص قدري عقب ما كثروا
أحبابك
- فمان الله يا حبّ ما كمّل المشوار
عرفنا مفرق الدّربين ولا يحتاج تكميله
مالك نصيب في دنيتي ومالي نصيب في دنيتك
خلني أعيش بحسرتي وأنت تهنّى بدنيتك
يا ترى الأيام تسمح والأقيك
ولّا يكون آخر لقانا رسايل
- يبقى الغلا لو فرّقتنا المشارية
والشّرهة اللّي بالخواطر تروحي
كلّ يعاتب بعض الأحيان غالية
والحبّ يبقى فوق كلّ الجروحي
الحب لو شانت علينا لياليه
نصبر وفي سرّ الغلا ما نبوحي
طبع الوفا بقلوبنا ما نخلّيه
يسري بروحه مثل ما هو بروحي
حبّي على باله ولو كنت جافية
وهو على بالي وحبّه طموحي
قلبي ولو صدّيت وابعدت بيديه
وبنظرتي شوق ألقى له وضوحي
- جايز غلطت وجايز أنتِ غلطتي
ماهو مهمّ الحين من كان غلطان
اللّي مهمّ الحين لا من ذكرتي
قصّة غلانا فاذكريني بالاحسان
هذا قدرنا ما يفيد أنّك ندمتي
على الفراق أو صرت أنا يوم ندمان
اللّي مهمّ الحين أبي لو سمحتي
ذكرك بخير لماضيٍ بينّا كان
- ياعين لا تبكين خلّاً فقدتيه
تصبّري وارجي من الله يجيبه
مدام هو حيّ مع النّاس شفتيه
لو طالت الغيبة لزوم التقي به
قلبي من الفرقة تزايد بلاويه
وعهد عليّ ما أنسى غرامه وطيبه
- لك ثلاث أيّام في عيونك عتب
ريح أهدابك عسى عمرك طويل
يمكن أكتب فيك شي ما انكتب
ويمكن أوصل بك حدود المستحيل
ليه مختار السّكوت بلا سب
لا كلام ولا ملام ولا دليل
ليّا متّى حزنك يجامله الهدب
سولفه أو اتركه دمع يسيل
سولفه ما كلّ صمت من ذهب
كم عزيز راح من صمته ذليل
يا حبيبي خابر صدرك رحب
ما يضيق بدمعة الحزن العليل.
- أعظم ذنوبي أحبّك وأنت سامحني
عن كل ذنبٍ تحملّته من أسبابي
يلعن أبو الحبّ لو الحبّ مالكني
يلعن أبو الصّدق لو هو ساكن أهدابي
وأسألك بالله وش ناوي وريّحني؟
يا أول وآخر وأصدق وأكذب أحبابي
- وش فيك متعجّب لأنّي تغيّرت
عندك خبر أنّ اللّيالي تغيّر
كأنّك على تغيّر جسمي تحيّرت
لو شفت قلبي كان فعلاً تحيّر
شكلي تغيّر
صح كلّي تغيّرت
إلّا الغلا الملعون عيّا يتغيّر.
- غيبتي طالت ولا همّك جفاي
وكنت عايش في أمل تسأل عليّ
من غلاك أحسبك عايش في رجاي
وأنت ما همّك ولو طال زعلي
أنت مالك ذنب هذا من غباي
ناسي وأحسبك تتغلّى عليّ
- خفق قلبي في دقّاته يقول
يحبّك للأبد والشّوق يكبر
أحبّك موت وأشواقي رسول
تضوي لك شموع اللّيل تنوّر
أنا حبّي كتبته في فصول
أنا حبّي مع الأيام يكبر
- وتمرّ أيام العذاب العديدة
تمرّ فيني مثل دمعة وسط موق
وما كلّ نفس تملك اللّي تريده
لا صار شي يبعد النّفس ويعوق
يا قصّة الحرمان جيتك وحيدة
أسير والماضي كما كتاب محروق
- ودي أرحل وامتطي بعد المسافة
وأصل المقصود لو خان الزّمان
وأعشق التّجديف لو جاني كلافة
وأجعل من الخوف في ليلي أمان
وأسقي العطشان في صحرا جفافه
وأتعنّى له ولو بأقصى مكان
- لو طلعت لفوق عانقت القمر
يستحي نور البدر لا شاف خدّك
لو حسبت الشّوق ينبت لك شجر
تثمر أزهار العمر أضعاف حدّك
لو حصرت أيّام وأحلام البشر
كلّها قطرة وفا من جزر مدّك
- مادريت إن صافي الأيام شان
لين شفت العمر غارق في بحرنا
مات الأحلام من قاسي الزّمان
واللّيالي قالت أنّ هذا قدرنا
ما لنا حيلة سوى كنّا وكان
حظنا العاثر على دربه عثرنا
- بكينا للوفا ياما بكانا
تناسينا الهوى ولّا نسينا
تناسانا الزّمن ولّا نسانا
أنا وإيّاك بحر بدون مينا
على درب الشّقا تمشي خطانا
عطانا الوقت بعض اللّي خذينا
- سحابة عابرة غطّت سمانا
نعم ياما من اللّوعة شكينا
ولا حد قال عنا وش بلانا
شربنا من سرابه وارتوينا
سراب اللّي ما نبي يروي ضمانا
طردنا خلفه بخوف وضمّينا
- وش تخفي الأيام لي شرّ أو خير
وشلون باكر وش نهاية مصيره
إيّاك تلعبي رياح التّفاكير
تقبل عليّ مثل الغيوم الكثيرة
بس التمس لك عن خطاك المعاذير
ولي طاعني عذر، غدرني ضميره
- لك ذكريات ما تفارق خيالي
ياللّي معي ذكراك روح وسط روح
ضيّعت في وجه اللّيالي سؤالي
ودمعي على خدّي من الحزن مسفوح
وأشياء كثيرة عقب فقدك بالي
إنّي بلا حبّك عذابات وجروح
- عن غرامك عندي الحكي الكثير
ما وصلت بحبّك حدود الكلام
ما يصير أنساك، لا لا ما يصير
وفي خفوقي لك معزّة واحترام
قبلك الدّنيا مثل حلم صغير
وعقبك الدّنيا غرام في غرام.
- ما ودّي أنّك عابر كنّك الطّيف
وأنّي أنا نجمة وطاحت بكونك
ودّي أكون البحر لك وأنت لي سيف
وأكون لك عمرك وقرّة عيونك
وأصير لك ديوان شعر وتوصيف
وفي وسط صحرا الحبّ تهطل مزونك
قصائد حزينة
قال الشّعراء جميل القصائد التي تغشّيها الحزن في مختلف المواضيع.
قصيدة أَيا سُرورٌ وَأَنتَ يا حَزَنُ
صريع الغواني
أَيا سُرورٌ وَأَنتَ يا حَزَنُ
لِم لَم أَمُت حينَ صارَتِ الظُعُنُ
أَطالَ عُمرِيَ أَم مُدَّ في أَجَلي
أَم لَيسَ في الظاعِنينَ لي شَجَنُ
أَم لَم يَبِن مَن هَوَيتُ مُرتَحِلاً
أَم لَم تَوَحَّش مِن بَعدِهِ الدِّمَنُ
يا لَيتَ ماءَ الفُراتِ يُخبِرُنا
أَينَ تَوَلَّت بِأَهلِها السُّفُنُ
ما أَحسَنَ المَوتَ عِندَ فُرقَتِهِم
وَأَقبَحَ العَيشَ بَعدَ ما ظَعَنوا
وَيحَ المُحِبّينَ كَيفَ أَرحَمُهُم
لَقَد شَقوا في طِلابِهِم وَعَنوا
هَذي الحَماماتُ إِن بَكَت وَدَعَت
أَسعَدَها في بُكائِها الفَنَنُ
فَمَن عَلى صَبوَتي يُساعِدُني
إِذا جَفاني الحَبيبُ وَالسَّكَنُ
صَبَرتُ لِلحُبِّ إِذ بُليتُ بِهِ
وَماتَ مِنّي السِّرارُ وَالعَلَنُ
يا مُبدِعَ الذَنبِ لي لِيَظلِمَني
هَجرُكَ لي في الذُّنوبِ مُمتَحِنُ
مالي مِن مِنَّةٍ فَأَشكُرَها
عِندَكَ لا بَل عِندي لَكَ المِنَنُ
جَهِلتَ وَصلي فَلَستَ تَعرِفُهُ
وَأَنتَ بِالهَجرِ عالِمٌ فَطِنُ
حارَبَني بَعدَكَ السُّرورُ كَما
صالَحَني عِندَ فَقدِكَ الحَزَنُ
أَعانَكَ الطَرفُ وَالفُؤادُ عَلى
روحي وَرَوحي عَلَىَّ يَعتَوِنُ
مِمّا كَساني الهَوى فَكِسوَتُهُ
لي أَبَداً ما لَبِستُها كَفَنُ
أَوهَنَني حُبُّ مَن شُغِفتُ بِهِ
حَتّى بَراني وَشَفَّني الوَهنُ
عَذَّبَني حُبُّ طَفلَةٍ عَرَضَت
فيها وَفي حُبِّها لِيَ الفِتَنُ
إِذا دَنَت لِلضَجيعِ لَذَّ لَهُ
مِنها اِعتِناقٌ وَلَذَّ مُحتَضَنُ
كَحلاءُ لَم تَكتَحِل بِكاحِلَةٍ
وَسنانَةُ الطَرفِ ما بِها وَسَنُ
فَفي فُؤادِيَ لِحُبِّها غُصُنٌ
في كُلِّ حينٍ يُورِقُ الغُصُنُ
قيلَ لَها إِنَّهُ أَخو كَلَفٍ
بِحُبِّكُم هائِمٌ وَمُفتَتِنُ
فَأَعرَضَت لِلصُدودِ قائِلَةً
يَقولُ ما شاءَ شاعِرٌ لَسِنُ
ما كانَ في ما مَضى بِمُؤتَمَنٍ
عَلى هَوانا فَكَيفَ يُؤتَمَنُ
حُبّانِ غَضّانِ في الفُؤادِ لَها
فَمِنهُما ظاهِرٌ وَمُندَفِنٌ
أَوطَنَ يا سِحرُ حُبُّكُم كَبِدي
فَلَيسَ لِلحُبِّ غَيرَها وَطَنُ
سَمِعتِ فينا مَقالَ ذي حَسَدٍ
لَمّا أَتاكُم بِهِ هَنٌ وَهَنُ
إِن كانَ هِجرانُكُم يَطيبُ لَكُم
فَلَيسَ لِلوَصلِ عِندَنا ثَمَنُ
خَلَعتُ في الحُبِّ ماجِناً رَسَني
كَذاكَ في الحُبِّ يُخلَعُ الرَّسَنُ
وا بِأَبي مَن يَقولُ لي بِأَبي
وَمَن فُؤادي لَدَيهِ مُرتَهَنُ
يَطلُبُني حُبُّهُ لِيَقتُلَني
وَلَيسَ بَيني وَبَينَهُ إِحَنُ
وَكَم مِن أَشياءَ قَد مَضَت سُنَناً
كَما جَرَت في القَبائِلِ السُّنَنُ
وَقائِلٍ لَستَ بِالمُحِبِّ وَلَو
كُنتَ مُحِبّاً هَزَلتَ مُذ زَمَنُ
فَقُلتُ رَوحي مُكاتِمٌ جَسَدي
حُبِّيَ وَالحُبُّ فيهِ مُختَزَنُ
شَفَّ الهَوى مُهجَتي وَعَذَّبَها
فَلَيسَ لي مُهجَةٌ وَلا بَدَنُ
أَحَبَّ قَلبي وَما دَرى جَسَدي
وَلَو دَرى لَم يُقِم بِهِ السِّمَنُ
لَو وَزَنَ العاشِقونَ حُبَّهُمُ
لَكانَ حُبّي بِحُبِّهِم يَزِنُ
لا عَيبَ إِن كُنتُ ماجِناً غَزِلاً
فَقَبلِيَ الأَوَّلونَ ما مَجَنوا
قصيدة أوصيكَ بالحزنِ، لا أوصيكَ بالجَلدِ
أبو فراس الحمدانيّ
أوصيكَ بالحزنِ ، لا أوصيكَ بالجلدِ
جلَّ المصابُ عن التّعنيفِ والفندِ
إني أجلكَ أن تكفى بتعزية ٍ
عَنْ خَيرِ مُفْتَقَدٍ، يا خَيرَ مُفتقِدِ
هيَ الرّزِيّة ُ إنْ ضَنّتْ بِمَا مَلَكَتْ
منها الجفونُ فما تسخو على أحدِ
بي مثلُ ما بكَ منْ جزنٍ ومنْ جزعٍ
وَقَدْ لجَأتُ إلى صَبرٍ، فَلَمُ أجِدِ
لمْ يَنْتَقِصْنيَ بُعدي عَنْكَ من حُزُنٍ
هيَ المواساة ُ في قربٍ وفي بعدِ
لأشركنكَ في اللأواءِ إنْ طرقتْ
كما شركتكَ في النّعماءِ والرّغدِ
أبكي بدَمعٍ لَهُ من حسرَتي مَدَدٌ
وَأسْتَرِيحُ إلى صَبْرٍ بِلا مَدَدِ
وَلا أُسَوِّغُ نَفْسي فَرْحَة ً أبَداً وقدْ
عرفتُ الذي تلقاهُ منْ كمدِ
وأمنعُ النّومَ عيني أنْ يلمَّ بها
عِلْمَاً بإنّكَ مَوْقُوفٌ عَلى السُّهُدِ
يا مُفْرَداً بَاتَ يَبكي لا مُعِينَ لَهُ
أعانَكَ اللَّهُ بِالتّسْلِيمِ والجَلَدِ
هَذا الأسِيرُ المُبَقّى لا فِدَاءَ لَهُ
يَفديكَ بالنّفسِ والأَهْلينَ وَالوَلَدِ