اذاعة مدرسية عن صوم رمضان , مقدمة عن صيام شهر رمضان , فقرة عن قدوم رمضان
المقدمة
الحمد لله القائل في الحديث القدسي { كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به } ( [1] )
والصلاة والسلام على رسول الهدى والبلاغ القائل {عليك بالصوم فإنه لا عدل له } ( [2] )
وبعد :
فلقد فرض سبحانه وتعالى صيام شهر رمضان لمصلحة عباده ولتهذيب نفوسهم والارتقاء بهم إلى الكمال البشري لما في الصيام من الامتناع عن المفطرات من المطعم والمشرب وغيرهما ، وهذا يمرن النفس على خلاف هواها طاعة لمولاها ، ويعينها على التغلب على شهواتها الممنوعة في الصيام ، ويهذبها إلى الأخذ بالأخلاق الفاضلة ، ومتى فعل العبد هذا فقد قويت عنده الإرادة في الخير وضعفت عنده إرادة الشر
ولما كان الصيام يشمل صيام رمضان ذلك الركن الرابع من أركان الإسلام المفروض على المسلم صيامه ويشمل صيام التطوع الذي هو باب الخير على صاحبه وضحنا ما يخص رمضان وما يخص عموم الصيام وجعلنا كلاً من ذلك على حدة وذلك في مباحث
المبحث الأول :
ويشمل ثمانون فضيلة مشروحة تصب كلها في ترغيب المسلم في لإسراع على النيل منها إن لم يستطع تحصيلها كلها منها ستاً وأربعون فضيلة لعموم الصيام تدفع المرء للإقبال على أنواع صيام التطوع كستة من شوال وثلاثة أيام من كل شهر والاثنين والخميس وعرفة وعاشوراء وشعبان وعشرة ذي الحجة
وأربعة وثلاثون فضيلة لرمضان تدفع المرء أن يجتهد في المحافظة على صيام رمضان والأعمال المرتبطة به
المبحث الثاني :
ويشمل أربعة وأربعون سنة مشروحة لتسهيل تطبيقها منها :
عشر سنن للصيام عموماً تشمل السحور والإفطار وإفطار الصائم
وأربعة وثلاثون سنة خاصة برمضان شاملة التراويح وطول القيام والتماس ليلة القدر والاعتكاف وزكاة رمضان
المبحث الثالث :
ويشمل مائة مسألة لأحكام الصيام عموماً مما يحتاجه أغلب الناس تحتوي كل مسألة على العديد من الفروع من كتب الأمهات للفقه ومن المستحدثات التي عرضت على فقهاء عصرنا ليستطيع طالب العلم إذا استحدث عليه أمر في الصيام أن يقيسه عليها وقد أجملت توزيعها على النحو التالي :
الأكل والشرب للصائم مع الشك وكذا مع الجهل بطلوع الفجر وغروب الشمس
الجنابة والمباشرة والمس والقبلة والنظر والحيض والنفاس والطهارة منهما مع الصيام
ويشمل أحكام تفترق مع صيام شهر رمضان وغيره كالجماع في رمضان وغير رمضان
والنية لصيام رمضان وقضائه وتوافقه مع غيره من صيام ككفارة أو نذر ومفارقة حكم النية في صيامه وصيام التطوع
وكذا خصوصيته في الأحكام المتعلقة بالهلال ودخول الشهر وخروجه ويوم الشك
و أحكام هذا المبحث منها ما هو مطروح في مسائل مستقلة ومنها مطروح داخل مسائل أو فروعها
المبحث الرابع ويشمل تفسير آيات الصيام لمعرفة كل ما يتعلق بها من صيامنا وصيام غيرنا والرخص التي منّا الله بها علينا وأهمية شهر رمضان العظيم في حياة المسلم واهتمامه الزائد بالقرآن والليلة التي أنزلت فيه والدعاء في هذا الشهر مما يؤدي إلى زيادة التقوى مع آداب للصيام
وكل ما أتينا به في هذا الموقع من أحاديث صحيحة أو حسنة ولو عند بعض أهل العلم ولو خالفهم حديث غيرهم دون أن نتعرض للأحاديث الضعيفة التي ليس لها تحسين عند أهل العلم وأتينا بالقول الواحد الذي وجدناه راجحاً بالدليل أو من أقوال أهل العلم المشهود لهم بالثقة والمبني على التيسير على الأمة المأخوذ من نهجه صلى الله عليه وسلم { ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن مأثما }وعزوناه بالحاشية لرسائلهم وللكتب المنتشرة والمعروفة لدى أغلب الناس حتى يسهل الرجوع إليها
نسأل الله أن ينفع به ويجعله في ميزان حسنات كل من أخذنا عنهم وكل من زار الموقع وعمل على نشره
————-
الحمد لله الذي أنعم علينا بمواسم الطاعات التي تضاعف فيها الحسنات، وتمحى فيها السيئات، أحمده حمدا يليق بجلاله وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شىء قدير، يفتح لنا في رمضان أبواب الجنان ، ويغلق أبواب النيران ، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله، خير من صلى وصام, وأطعم الطعام وألان الكلام، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا* يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)
أيها المؤمنون: نحن على أبواب شهر رمضان، شهر الرحمة والغفران, يسعى فيه المؤمن ليكون من الفائزين، فيصوم نهاره، ويقوم ليله، ويكثر من الصدقات، ويتقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحات، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتفي بمجيء هذا الشهر الكريم ويتهيأ لاستقباله، ويعرف الناس فضائله ومزاياه، ويذكر لهم ما فيه من خيرات ورحمات وبركات, فتقوى عندهم الهمة, وتشتاق القلوب والأرواح لقدوم هذا الشهر المبارك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة ».
فلنحافظ على صوم شهر رمضان, ولنبتعد فيه عن اللغو والرفث والعصيان، والغيبة والنميمة وكل فعل لا يرضي الرحمن, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه ».
عباد الله: المراد من الصيام تقوى الله عز وجل, يقول تعالى( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)
والتقوى هي امتثال أوامر الله تعالى، واجتناب نواهيه، ويحققها المسلم في رمضان بمراقبة الله تعالى في صيامه، وامتناعه عن الشهوات والمباحات في نهار رمضان، وبالإقبال على صلاة القيام، وقراءة القرآن، وفعل البر والإحسان, وإخراج الزكاة والصدقات, وبر الآباء والأمهات، وصلة الرحم والقرابات, وإطعام الطعام، وإفشاء السلام وكفالة الأيتام, والعطف على الفقراء والمساكين, وتفقد المحتاجين، والقيام بالواجبات بنشاط وهمة، وأداء المهمات بتميز وعزيمة، والتحلي بالصبر ليفوز بالجنة.
أيها المسلمون: ومن معاني الاستعداد لاستقبال شهر البر والخيرات أن نسارع بالتوبة النصوح الصادقة, وأن نعقد النية على الإخلاص في صيامنا وقيامنا, ليغفر الله تعالى لنا ما تقدم من ذنوبنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».
ويجب على الصائمين -استعدادا لشهر رمضان الكريم- أن يتعلموا أحكام الصيام ويسألوا عن ذلك أهل العلم الكرام, وينظموا فيه أوقات الليل والنهار, ويسلكوا فيه مسلك الأبرار، فوقت لتلاوة القرآن, وآخر لذكر الرحمن, وفسحة لدعوة الأقارب وإقامة المآدب، وزمن لتعلم العلم، والزيادة من الحكمة والفهم، وهمة لقضاء حوائج الناس، وساعة للترويح عن النفس، ويكون في كل أوقاته مراقبا لله تعالى في سلوكه وأعماله، فيرد الإساءة بالإحسان ويقابل الجهل بالصفح والغفران، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل، فإن جهل عليه فليقل إنى امرؤ صائم ».
اللهم بارك لنا فيما بقي من شعبان وبلغنا رمضان, وأعنا فيه على الصيام والقيام، وغض البصر وحفظ اللسان وقراءة القرآن.
نسأل الله سبحانه أن يوفقنا جميعا لطاعته وطاعة من أمرنا بطاعته, عملا بقوله( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم،
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
عباد الله: ها هو شهر رمضان أقبلت نسماته، وهلت خيراته، تستعد فيه الجنة لاستقبال الصائمين من باب الريان، فعن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :« إن في الجنة لبابا يدعى الريان يدعى له الصائمون، فمن كان من الصائمين دخله، ومن دخله لم يظمأ أبدا»
ألا فاستعدوا له استعداد الذي أعطي الفرصة ليفوز برحمة الله وجنانه، ويحظى بعفوه وغفرانه، ويعتق نفسه من نيرانه.
عباد الله: إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى فيه بملائكته فقال تعالى(إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا»
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعن سائر الصحابة الأكرمين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي.
اللهم سلمنا لرمضان، وسلم رمضان لنا، وتسلمه منا متقبلا، اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام، اللهم اجعلنا فيه ممن قبلتهم وغفرت لهم، وأعتقت رقابهم من النيران.
اللهم وفق ولي أمرنا رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد ونائبه لما تحبه وترضاه، وأيد إخوانه حكام الإمارات وولي عهده الأمين.
اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر، اللهم إنا نسألك الفوز بالجنة والنجاة من النار، اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا حاجة إلا قضيتها ويسرتها يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم إنا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحم الشيخ زايد، والشيخ مكتوم، وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك، اللهم اشمل بعفوك وغفرانك ورحمتك آباءنا وأمهاتنا وجميع أرحامنا ومن كان له فضل علينا.