اذاعة عن اللغة العربية بالفصحى , مقدمة اذاعة وخاتمة عن اللغة العربية ,حكمة الصباح عن اللغة العربية
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي شرح صدور المؤمنين لطاعته، وأعانهم على ذكره وشكره وحسن عبادته، تقدس الكبير المتعال، تبارك ذو الجلال، عز ذو الجمال والكمال.
والصلاة والسلام على صاحب الرسالة الحقة، والمنهج المستقيم، والدين القويم، بعث إلى العالمين ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، فصلوات ربي عليه وعلى من اتبع نهجه إلى يوم الدين. ثم أما بعد:
تعد اللغة العربية أقدم اللغات الحية على وجه الأرض، ومن هذا اليـوم ( ) الـموافق ( ) من شهر ( ) لعام ألف وأربعمائة و( ) من الهجرة النبوية، سوف نتحدث عن هذه اللغة الخالدة، لغة القرآن، اللغة العربية الفصحى.
وقد امتدح الله -عز وجل- اللغة العربية في كتابه الكريم:
القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿ وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ * وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴾ [النحل: 101، 103].
ومن درر الحبيب صلى الله عليه وسلم اخترنا لكم هذا الحديث:
الحديث
عن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» رواه البخاري.
وللغة العربية كلمة:
أهمية اللغة العربية:
لا نجد شكًا في أن العربية التي نستخدمها اليوم أمضت ما يزيد على ألف وستمائة سنة، وقد تكفّل الله – سبحانه وتعالى – بحفظ هذه اللغة حتى يرث الله الأرض ومن عليها، قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، ومذ عصور الإسلام الأولى انتشرت العربية في معظم أرجاء المعمورة، وبلغت ما بلغه الإسلام وارتبطت بحياة المسلمين، فأصبحت لغة العلم والأدب والسياسة والحضارة فضلاً عن كونها لغة الدين والعبادة. لقد استطاعت اللغة العربية أن تستوعب الحضارات المختلفة؛ العربية، والفارسية، واليونانية، والهندية، المعاصرة لها في ذلك الوقت، وأن تجعل منها حضارة واحدة، عالمية المنزع، إنسانية الرؤية، وذلك لأول مرّة في التاريخ، ففي ظل القرآن الكريم أصبحت اللغة العربية لغة عالمية، واللغة الأم لبلاد كثيرة. إن أهمية اللغة العربية تنبع من نواحٍ عدّة؛ أهمها: ارتباطها الوثيق بالدين الإسلامي والقرآن الكريم، فقد اصطفى الله هذه اللغة من بين لغات العالم لتكون لغة كتابه العظيم، ولتنزل بها الرسالة الخاتمة ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [يوسف: 2]، ومن هذا المنطلق ندرك عميق الصلة بين العربية والإسلام، كما نجد تلك العلاقة على لسان العديد من العلماء، ومنهم ابن تيمية حين قال: «إن اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرضٌ، ولا يفهم إلا باللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب»، ويقول الإمام الشافعي في معرض حديثه عن الابتداع في الدين: «ما جهل الناس، ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب»، وقال الحسن البصري – رحمه الله- في المبتدعة: «أهلكتهم العجمة». كما تتجلى أهمية العربية في أنها المفتاح إلى الثقافة الإسلامية والعربية، ذلك أنها تتيح لمتعلمها الاطلاع على كم حضاري وفكري لأمة تربعت على عرش الدنيا عدة قرون، وخلفت إرثًا حضاريًا ضخمًا في مختلف الفنون وشتى العلوم. وتنبع أهمية العربية في أنها من أقوى الروابط والصلات بين المسلمين، ذلك أن اللغة من أهم مقومات الوحدة بين المجتمعات. وقد دأبت الأمة منذ القدم على الحرص على تعليم لغتها ونشرها للراغبين فيها على اختلاف أجناسهم وألوانهم وما زالت، فالعربية لم تعد لغة خاصة بالعرب وحدهم، بل أضحت لغة عالمية يطلبها ملايين المسلمين في العالم اليوم، لارتباطها بدينهم وثقافتهم الإسلامية، كما أننا نشهد رغبة في تعلم اللغة من غير المسلمين للتواصل مع أهل اللغة من جهة، وللتواصل مع التراث العربي والإسلامي من جهة أخرى.
ومن عجائب لغتنا العربية: الدقة في المسميات:
أصوات الحيوانات ماذا تسمى؟
صوت الهدهد يسمى: هدهدة.
صوت الدجاجة يسمى: نقنقة.
صوت الحصان يسمى: صهيل.
صوت الحمام يسمى: هديل.
صوت النسر يسمى: صفير.
صوت الحية يسمى: فحيح.
صوت الناقة يسمى: حنين.
صوت الغراب يسمى: نعيق.
صوت الأسد يسمى: زئير.
صوت النحلة يسمى: طنين.
صوت العصفور يسمى: صياح.
صوت البلبل يسمى: تغريد.
صوت القط يسمى: مواء.
صوت الغزال يسمى: سليل.
صوت الفأر يسمى: نهيز.
صوت الذئب يسمى: عواء.
صوت البوم يسمى: نعيق.
ومن أعلام اللغة العربية:
سيبويه:
هو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قِنْبَر، وسِيبَوَيْهِ هو لقبه الذي به اشتهر حتى غطى على اسمه وكنيته، كانت أمه تحب أن تراقصه به وتدلـله في الصغر، وهي كلمة فارسية مركبة وتعني “رائحة التفاح”. وهو إمام النحاة الذي إليه ينتهون، وعلم النحو الشامخ الذي إليه يتطلعون، وصاحب كتاب العربية الأشهر ودستورها الخالد. فارسي الأصل ولد في حدود عام (140هـ)، على أرجح الأقوال في مدينة البيضاء ببلاد فارس.
جاء سيبويه إلى البصرة وهو غلام صغير؛ لينشأ بها قريبًا من مراكز السلطة والعلم، بعد أن فسحت الدولة العباسية المجال للفرس، كيما يتولوا أرفع المناصب وأسناها.
تتلمذ سيبويه على عديد من الشيوخ والعلماء، كان من أبرزهم الخليل بن أحمد الفراهيدي، وهو أكثرهم تأثيرًا فيه.
ولقي ربه وهو ما زال في ريعان الشباب، لم يتجاوز عمره الأربعين، وذلك سنة (180هـ)، على أرجح الأقوال.
ونستمع الآن إلى ما قاله حافظ إبراهيم على لسان اللغة العربية:
شعر:
رموني بعقم في الشباب وليتني
عقمت فلم أجزع لقول عداتي
ولدت ولما لم أجد لعرائسي
رجالاً وأكفاء وأدت بناتي
وسعت كتاب الله لفظًا وغاية
وما ضقت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة
وتنسيق أسماء لمخترعات
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
ونترككم الآن مع فقرة قل ولا تقل:
قل ولا تقل
قل: يا أبتِ ولا تقل: يا أبتي.
قل: حديث شائق ولا تقل: حديث شيق.
قل: لا يخفى عليكم ولا تقل: لا يخفاكم.
قل: هذه البئر ولا تقل: هذا البئر.
قل: هذه الحال ولا تقل: هذا الحال.
قل: دوار ولا تقل: دوخة.
قل: يكاد يفعل ولا تقل: يكاد أن يفعل.
قل: عسى أن يفعل ولا تقل: عسى يفعل.
قل: ضحك منه ولا تقل: ضحك عليه.
قل: اقتناع بالفكرة ولا تقل: قناعة بالفكرة.
في الختام نقول: تكمن الأهمية القصوى للغة العربية لدى المسلمين، من عدة نواحٍ؛ فهي لغة مصدري التشريع الأساسيين في الإسلام: القرآن الكريم، والحديث النبوي المروي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولا تتم الصلاة وعبادات أخرى في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلمات هذه اللغة، وغيرها؛ لذا علينا المحافظة على لغتنا العربية بكل ما نستطيع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته