ابيات شعر غزل
الحب
يعد الحب من أجمل المشاعر الإنسانية التي قد تصيب العاشقين؛ حيث إنّه يدخل إلى قلوبهم من غير استئذان. تحدّث الكثير من شعراء الأدب العربي عن الحب ووصفوه، وبيّنوا تأثيره على العاشقين، وسنذكر في هذا المقال أبرز وأجمل مل قيل في شعر الغزل.
المتنبّي
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه
ولكن من يبصر جفونك يعشق
أغرّك منّي أنّ حبّك قاتلي
وأنّك مهما تأمري القلب يفعل
يهواك ما عشت القلب فإن أمت
يتبع صداي صداك في الأقبر
أنت النّعيم لقلبي والعذاب له
فما أمرّك في قلبي وأحلاك
وما عجبي موت المحبّين في الهوى
ولكن بقاء العاشقين عجيب
لقد دبّ الهوى لك في فؤادي
دبيب دم الحياة إلى عروقي
خَليلَيَ فيما عشتما هل رأيتما
قتيلاً بكى من حبّ قاتله قبلي
لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم
و لا رضيت سواكم في الهوى بدلا ً
فيا ليت هذا الحبّ يعشق مرّةً
فيعلم ما يلقى المحبّ من الهجر
عيناكِ نازلتا القلوب فكلّهـــــا
إمـا جـريـحٌ أو مـصـاب الـمـقـتــــلِ
وإنّي لأهوى النّوم في غير حينـه
لـــعـلّ لـقـاءً فـي الـمـنـام يـكون
ولولا الهوى ما ذُلّ في الأرض عاشـقٌ
ولـكنّ عـزيـز الـعاشـقـيـن ذلـيل
نقّل فؤادك حيث شئت من الهــــوى
ما الــحـبّ إلّا لـلـحـبـيــــب الأوّل
إذا شئت أن تلقى المحاسن كلّها ففـي
وجـه مـن تـهوى جـمـيع المحاسن
لا تحـارب بنـاظريك فــــؤادي
فــضــعـيــفــان يــغـلــبــان قـويّــــاً
إذا مـا رأت عـيـني جـمالـك مـقـبلاً
وحـقّـك يـا روحي سـكرت بـلا شرب
كـتـب الـدّمع بخـدّي عـهــــــده
لـلــهــوى و الـشـوق يمـلي ما كـتـب
أحـبّك حُـبّـين حـبّ الـهـــــــــــوى
وحــبــّاً لأنـّـك أهـل لـذاك
رأيـت بهـا بدراً على الأرض ماشـياً
ولـم أر بـدراً قـطّ يـمشي عـلى الأرض
قـالوا الفراق غـداً لا شكّ قـلت لهـم
بـل مـوت نـفـسي مـن قبل الفراق غـداً
قفي ودعيـنا قبل وشك التفـرّق
فمـا أنا مـن يـحـيا إلى حـيـن نـلـتقي
نزار قبّاني
- فكلُّ السنوات تبدأ بكِ
- وتنتهي فيكِ
- سأكونُ مُُضحِكاً لو فعلتُ ذلك
- لأنّكِ تسكنينَ الزمنَ كلَّهْ
- وتسيطرينَ على مداخل الوقتْ
- إنَّ ولائي لكِ لم يتغيَّرْ
- كنتِ سلطانتي في العام الذي مضى
- وستبقين سلطانتي في العام الذي سيأتي
- ولا أفكّرُ في إقصائِكِ عن السُلْطَهْ
- فأنا مقتنعٌ
- بعدالة الّلون الأسود في عينيكِ الواسعتينْ
- وبطريقتكِ البَدَويَّةِ في ممارسة الحُبّ
- ولا أجدُ ضرورةً للصراخ بنَبْرَةٍ مسرحيَّة
- فالمُسمَّى لا يحتاجُ إلى تَسْمِيَهة
- والمُؤكَّدُ لا يحتاجُ إلى تأكيدْ
- إنني لا أؤمنُ بجدوى الفنِّ الاستعراضيّْ
- ولا يعنيني أن أجعلَ قصّتنا
- مادة للعلاقات العامّة
- سأكونُ غبيّاً
- لو وقفتُ فوق حَجَرٍ
- أو فوقَ غيمَة
- وكشفتُ جميعَ أوراقي
- فهذا لا يضيفُ إلى عينيْكِ بُعْداً ثالثاً
- ولا يُضيف إلى جُنُوني دليلاً جديداً
- إنني أُفضِّلُ أن أسْتَبْقيكِ في جَسَدي
- طفلاً مستحيلَ الولادَة
- وطعنةً سِريّة لا يشعُرُ بها أحدٌ غيري
- لا تبحثي عنّي ليلةَ رأسِ السَنَة
- فلن أكونَ معكِ
- ولن أكونَ في أيِّ مكانْ
- إنّني لا أشعرُ بالرغبة في الموت مشنوقاً
- في أحدِ مطاعم الدّرجة الأُولى
- حيثُ الحبُّ طَبَقٌ من الحساء البارد لا يقربُهُ أَحَدْ
- وحيثُ الأغبياءُ يوصونَ على ابتساماتهم
- قَبْلَ شهرينِ من تاريخ التّسليمْ
- لا تنتظريني في القاعات التي تنتحرُ بموسيقى الجازْ
- فليس باستطاعتي الدخولُ في هذا الفرح الكيميائيّْ
- حيثُ النبيذُ هو الحاكمُ بأمرهْ
- والطبلُ هو سيِّدُ المتكلِّمينْ
- فلقد شُفيتُ من الحماقات التي كانتْ تنتابني كلَّ عام
- وأعلنتُ لكلِّ السيداتِ المتحفّزاتِ للرقصِ معي
- أنَّ جسدي لم يَعُدْ معروضاً للإيجارْ
- وأنَّ فمي ليس جمعيَّة
- تُوَزِّعُ على الجميلات أكياسَ الغَزَل المُصْطَنعْ
- والمجاملاتِ الفارغَة
- إنّني لم أعُدْ قادراً على ممارسة الكَذِب الأبيض
- وتقديمِ المزيد من التنازلاتِ اللغويَّة
- والعاطفيَّة
- اقبلي اعتذاري يا سيّدتي
- فهذه ليلةُ تأميم العواطفْ
- وأنا أرفضُ تأميمَ حبّي لكِ
- أرفضُ أن أتخلَّى عن أسراري الصغيرَة
- لأجعلَكِ مُلْصَقاً على حائطْ
- فهذه ليلةُ الوجوهِ المتشابهة
- والتفاهاتِ المتشابِهَة
- ولا تُشبهينَ إلا الشِّعْرْ
- لن أكونَ معكِ هذه الليلَة
- ولن أكونَ في أيِّ مكانْ
- فقد اشتريتُ مراكبَ ذاتَ أَشْرعةٍ بَنَفسجِيَّة
- وقطاراتٍ لا تتوقَّف إلاّ في محطّة عينيكِ
- وطائراتٍ من الوَرَقِ تطير بقوة الحُبِّ وحدَهْ
- واشتريتُ وَرَقاً وأقلاماً ملوَّنة
- وقرَّرتُ أن أسهَر مع طفولتي
- ولا تُشبهينَ إلا الشِّعْر
- حبيبتي هي القانون
- أيّتها الأنثى الّتي في صوتها
- تمتزج الفضّة . . بالنّبيذ . . بالأمطار
- ومن مرايا ركبتيها يطلع النّهار
- ويستعدّ العمر للإبحار
- أيّتها الأنثى الّتي
- يختلط البحر بعينيها مع الزّيتون
- يا وردتي
- ونجمتي
- وتاج رأسي
- ربّما أكون
- مشاغباً . . أو فوضويّ الفكر
- أو مجنون
- إن كنت مجنوناً . . وهذا ممكن
- فأنت يا سيّدتي
- مسؤولة عن ذلك الجنون
- أو كنت ملعوناً وهذا ممكن
- فكلّ من يمارس الحبّ بلا إجازة
- في العالم الثالث
- يا سيّدتي ملعون
قيس ليلى
وأيّام لا نخشى على الّلهو ناهيا
تذكّرت ليلى والسنين الخواليا
بليلى فهالني ماكنت ناسيا
ويوم كظلّ الرّمح ، قصرت ظلّه
بذات الغضيّ نزجي المطيّ النواحيا
بتمدين لاحت نار ليلى ، وصحبتي
إذا جئتكم بالّليل لم أدر ما هيا
فيا ليل كم من حاجة لي مهمّة
وجدنا طوال الدهر للحب شافيا
لحيّ الله أقواماً يقولون أننا
قضى الله في ليلى ، ولا قضى ليا
خليلي ، لا والله لا أملك الذي
فهلًا بشيءٍ غير ليلى ابتلاني
قضاها لغيري ، وابتلاني بحبّها
يكون كافياً لا عليّ ولا ليا
فيا ربّ سوّ الحب بيني وبينها
جميل بثينة
ألا إنّها ليست تجود لذي الهوى
بل البخل منها شيمة وخلائق
وماذا عسي الواشون أن يتحدّثوا
سوى أن يقولوا إنّني لك عاشق
نعم صدق الواشون أنت كريمة
عليّ وإن لم تصف منك الخلائق
ويقول الشّاعر أيضاً:
ألا ليت ريعان الشباب جديد
ودهراً تولّى يا بثين يعود
فنبقى كما كنّا نكون ، وأنتمُ
قريب وإذا ما تبذلين زهيد
خليليّ ما ألقي من الوجد باطن
ودمعي بما أخفي الغداة شهيد
إذا قلت ما بي يا بثينه قاتلي
من الحب، قالت : ثابد ويزيد
وإن قلت ردّي بعض عقلي
أعش به تولّت وقالت : ذاك منك بعيد
فلا أنا مردود بما جئت طالبا
ولا حبها فيما يبيد يبيد
وقلت لها : بيني وبينك فاعلمي
من الله ميثاق له عهود
وأفنيت عمري بانتظاري وعدها
وأبليت فيها الدّهر وهو جديد
عنتر عبلة
يا دار عبلة بالجوى تكلّمي
وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي
إن تغدفي دوني القناع فإنّني
طب بأخذ الفارس المستلئم
أثني عليّ بما عملت فإنّني
سمح مخالطي إذا لم أظلم
ولقد ذكرتك والرّماح نواهل
منّي وبيض الهند تقطر من دمي
هلّا سألت الخيل يا ابنة مالك
إن كنت جاهلةً بما لا تعلمي
فوددت تقبيل السّيوف لأنّها
لمعت كبــارق ثغرك المتبسّم
يدعون عنترة والرّماح كنّها
أشطان بئر في لبان الأدهم
ما زلت أرميهم بثغرة نحره
ولبنانه حتى تسربل بالدّم
أحمد شوقي
وما الحبّ إلّا طاعة وتجـاوزٌ
وإن أكثروا أوصافه والمعانيا
وما هو إلا العين بالعين
تلتقي وإن نوّعوا أسبابه والدّواعيـا
صفيّ الدّين الحلبي
تحمّـل من حبيبك كلّ ذنبٍ وعد خطاه في وفق الصوابِ
ولا تعتب على ذنبٍ حبيباً
فكم هجـــراً تـولد من عتـــابِ
العبّاس بن الأحنف
أَمــيـرَتـي لا تَــغـفِـري ذَنــبــي
فَــــإِنَّ ذَنــبــي شِــــدَّةُ الــحُـبِّ
يــا لَـيـتَني كُـنـتُ أَنــا الـمُبتَلى
مِــنــكِ بِــأَدنــى ذَلِـــكَ الــذَنـبِ
حَــدَّثـتُ قَـلـبـي كــاذِبـاً عَـنـكُـمُ
حَـتّى اِسـتَحَت عَينَيَ مِن قَلبي
الشّريف الرضيّ
يا ظَبيَةَ البانِ تَرعى في خَمائِلِهِ
لِـيَهنَكِ الـيَومَ أَنَّ القَلبَ مَرعاكِ
الـمـاءُ عِـنـدَكِ مَـبـذولٌ لِـشارِبِهِ
وَلَيسَ يُرويكِ إِلّا مَدمَعي الباكي
هَبَّت لَنا مِن رِياحِ الغَورِ رائِحَةٌ
بَــعـدَ الـرُقـادِ عَـرَفـناها بِـرَيّـاكِ
أبيات غزليّة معبّرة
لك عندي وإن تناسيت عهداً
في صميم القلب غير نكيث
خَليلَيَ فيما عشتما هل رأيتما
قتيلاً بكى من حبّ قاتله قبلي
لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم
ولا رضيت سواكم في الهوى بدلا ً
إذا شئت أن تلقى المحاسن كلّها ففي
وجه من تهوى جميع المحاسن
قبّلتها ورشفت خمرة ريقها
فوجدت نارَ صبابةٍ في كوثر
لأخرجنّ من الدّنيا وحبّكم
بين الجوانح لم يشعر به أحد
وقلت شهودي في هواك كثيرةٌ
وأصدقها قلبي ودمعي مسفوح
عذّبني بكلّ شيءٍ سوى الصدّ
فما ذقت كالصّدود عذابا
وقد قادت فؤادي في هواها
وطاع لها الفؤاد وما عصاها
عذّبي بما شئت قلبي عذّبي
فعذاب الحب أسمى مطلبي
ما كنت أؤمن في العيون وسحرها
حتى دهتني في الهوى عيناك
فلو كان لي قلبان عشت بواحد
وأبقيت قلباً في هواك يعذّب
والله ما طلعت شمسٌ ولا غابت
إلّا وذكرك متروكٌ بأنفاسي
ولقد قرأتُ كتابها، ففهمتهُ
لو كانَ غيرَ كتابها لم أفهم
عجمتْ عَلَيْهِ بِكَفِّها، وَبَنانِها
مِنْ مَاءِ مُقْلَتِها بِغَيْرِ المُعْجَمِ
ومشَى الرَّسولُ بحاجَةٍ مكتُومةٍ
لوْلا ملاحَة بعْضِها لَمْ تُكْتمِ
في غَفْلَةٍ ممَّنْ نحاذرُ قوْلهُ
وسوادِ ليلٍ ذي دواجٍ، مظلم
ديني وَدِينُكِ يا كُلَيْثِمُ واحدٌ
نرْفضْ وَقيْتُكِ دِيننا أَوْنُسْلم