ابيات شعر عن الغزل
شعر الغزل
تطوّرت موضوعات الشّعر العربي باختلاف العصر، والأحداث السّياسية، لكنّ الغزل بقي ظاهراً في كلّ العصور العربيّة على اختلافها، إضافة إلى المحافظة على طابع المطلع الغزليّ على الرّغم من تنوّع الموضوع الرّئيس في القصيدة.
أجمل ما قيل في الغزل
الآتي بعضاً من جميل القصائد الغزليّة.
من شعر الوليد بن يزيد
- جَاءَتْ بِوَجْـهٍ كَأَنَّ البَـدْرَ بَرْقَعَـهُ
نُوراً عَلَى مَائِسٍ كالغُصْـنِ مُعْتـدِلِ
إحْدى يَدَيْها تُعاطينِـي مْشَعْشَعـةً
كَخَدِّها عَصْفَرَتْهُ صبْغَـةُ الخَجَـلِ
ثُمَّ اسْتَبَدَّتْ وقالَتْ وهْـيَ عالِمَـة
بِمَا تَقُولُ وشَمْـسُ الرَّاحِ لَمْ تَفِـلِ
لاَ تَرْحَلَنَّ فَمَا أَبْقَيْـتَ مِنْ جَلَـدِي
مَا أَستَطِيـعُ بِـهِ تَودِيـعَ مُرْتَحِـلِ
وَلاَ مِنَ النَّومِ مَا أَلقَـى الخَيَـالَ بِـهِ
وَلاَ مِنَ الدَّمْعِ مَا أَبْكِـي عَلَى الطَّلَـلِ
- ألاَ فَامْلَ لِي كَاسَاتِ خَمْـرٍ وَغَنِّنِـي
بِذِكْـرِ سُلَيْمَـى وَالرَّبَـابِ وَتَنَعّمِ
وَإيَّـاكَ ذِكْـرَ العَـامِـرِيَّـةِ إِنَّنِـي
أَغَـارُ عَلَيْـهَا مِـنْ فَـمِ المُتَكَلِّـمِ
أَغَـارُ عَلَـى أَعْطَافِهَـا مِنْ ثِيَابِهَـا
ِإذَا لَبَسَتْـهَا فَـوقَ جِسْـمٍ مَنَعَّـمِ
وَأَحْسُـدُ كَاسَـاتٍ تُقَبِّـلُ ثَغْرَهَـا
إِذَا وَضَعَتْهَا مَوْضِعَ اللَّثْـمِ فِي الفَـمِ
- طرقْتكَ زينَبُ والرِّكَـابُ مُناخَـةٌ
بِجنوبِ خَبٍت والنَّـدى يَتَصَبَّـبُ
بثنيّـة العَلَمَيْـنِ وهْنـاً بَعـدَمـا
خَفَقَ السِّماكُ وجَاوزَتْـهُ العَقـرَبُ
فَتَحيَّـةٌ وسَـلامَـةٌ لِخَـيـالِهَـا
ومَعَ التَّحِيَّـةِ والسَّلامـةِ مَرْحَـبُ
أَنَّى اهتَدَيْتِ ، وَمَنْ هَـدَاكِ وَبَيْنَنـا
فَلْـجٌ فَقُلَّـةُ مَنْعِـجٍ فالـمَرْقَـبُ
وزَعَمْتِ أَهلكِ يَمنَعُـونكِ رَغبَـةً
عَنِّي ، وأَهلِي بِي أَضَـنُّ وَأَرغَـبُ
أَوَليـسَ لِي قُرَنَـاءُ إِنْ أَقْصَيْتنِـي
حَدِبُوا عَلَـيَّ وفِيهـمُ مُسْتَعْتِـبُ
يَأبَـى وجَـدِّك أَنْ أَلِيـنَ لِلَوعَـةٍ
عَقلٌ أَعيـشُ بِـهِ وَقَلـبٌ قُلَّـبُ
وأَنَا ابنُ زَمزَمَ والحَطِيـمِ ومَولِـدِي
بَطحَـاءُ مَكَّـةَ والمَحلَّـةُ يَثـرِبُ
وإلى أَبِي سُفيَانَ يُعْـزَى مَولِـدِي
فَمَنِ المُشاكِـلُ لِي إِذَا مَا أُنْسَـبُ
وَلَـوَ انَّ حيًّـا لارتفَـاعِ قَبِيلَـةٍ
ولجَ السَّمَاءَ ولَجْتُهَـا لاَ أُحْجَـبُ
- نالت على يدها مالم تنله يدي
نقشاً على معصمٍ أوهت به جلدي
كأنهُ طُرْقُ نملٍ في أناملها
أو روضةٌ رصعتها السُحْبُ بالبردِ
وقوسُ حاجبها مِنْ كُلِّ ناحيةٍ
وَنَبْلُ مُقْلَتِها ترمي به كبدي
مدتْ مَوَاشِطها في كفها شَرَكاً
تَصِيدُ قلبي بها مِنْ داخل الجسد
إنسيّةٌ لو رأتها الشّمسُ ما طلعتْ
من بعدِ رُؤيَتها يوماً على أحدِ
سَألْتُها الوصل قالتْ :لا تَغُرَّ بِنا
من رام مِنا وِصالاً مَاتَ بِالكمدِ
فَكَم قَتِيلٍ لَنا بالحبِ ماتَ جَوَىً
من الغرامِ ، ولم يُبْدِئ ولم يعدِ
فقلتُ: استغفرُ الرّحمنَ مِنْ زَلَلٍ
إنّ المحبَّ قليل الصّبر والجلدِ
قد خَلفتني طرِيحاً وهي قائلةٌ
تَأملوا كيف فِعْلُ الظّبيِ بالأسدِ
قالتْ:لطيف خيالٍ زارني ومضى
بالله صِفهُ ولا تنقص ولا تَزِدِ
فقال:خَلَّفتُهُ لو مات مِنْ ظمَأٍ
وقلتُ :قف عن ورود الماء لم يرِدِ
قالتْ:صَدَقْتَ الوفا في الحبِّ شِيمتُهُ
يا بَردَ ذاكَ الذي قالتْ على كبدي
واسترجعتْ سألتْ عَني ، فقيل لها
ما فيه من رمقٍ .. و دقتْ يداً بِيَدِ
وأمطرتْ لُؤلؤاً من نرجسٍ وسقتْ
ورداً ، وعضتْ على العِنابِ بِالبردِ
وأنشدتْ بِلِسان الحالِ قائلةً
مِنْ غيرِ كُرْهٍ ولا مَطْلٍ ولا مددِ
واللهِ ما حزنتْ أختٌ لِفقدِ أخٍ
حُزني عليه ولا أمٌ على ولدِ
إن يحسدوني على موتي ، فَوَا أسفي
حتّى على الموتِ لا أخلو مِنَ الحسدِ.
من شعر جميل بثينة
- تنادى آلُ بثنة َ بالرّواحِ
وقد تَرَكوا فؤادَكَ غيرَ صاحِ
فيا لكَ منظراً، ومسيرَ ركبٍ
شَجاني حينَ أبعدَ في الفَيَاحِ
ويا لكَ خلة ً ظفرتْ بعقلي
كما ظَفِرَ المُقامِرُ بالقِداحِ
أُريدُ صَلاحَها، وتُريدُ قتلي،
وشَتّى بينَ قتلي والصّلاحِ!
لَعَمْرُ أبيكِ، لا تَجِدينَ عَهدي
كعهدكِ، في المودة ِ والسّماحِ
ولو أرسلتِ تستَهدينَ نفسي،
أتاكِ بها رسولكِ في سراحِ
- تقولُ بثينة ُ لما رأتْ
فُنُوناً مِنَ الشَّعَرِ الأحْمَرِ:
كبرتَ، جميلُ، وأودى الشبابُ،
فقلتُ: بثينَ، ألا فاقصري
أتَنسيَنَ أيّامَنَا باللّوَى ،
وأيامَنا بذوي الأجفَرِ؟
أما كنتِ أبصرتني مرّة ً،
لياليَ، نحنُ بذي جَهْوَر
لياليَ، أنتم لنا جيرة ٌ،
ألا تَذكُرينَ؟ بَلى ، فاذكُري!
وإِذْ أَنَا أَغْيَدُ، غَضُّ الشَّبَابِ،
أَجرُّ الرِّداءَ مَعَ المِئْزَرِ،
وإذ لمتني كجناحِ الغرابِ،
تُرجَّلُ بالمِسكِ والعَنْبَرِ
فَغَيّرَ ذلكَ ما تَعْلَمِينَ،
تغيّرَ ذا الزّمنِ المنكرِ
وأنتش كلؤلؤة ِ المرزبانِ،
بماءِ شبابكِ، لم تُعصِري
قريبانِ، مَربَعُنَا واحِدٌ،
فكيفَ كَبِرْتُ ولم تَكْبَري؟
- زورا بثينة ، فالحبيبُ مزورٌ،
إنّ الزيارة َ، للمحبِّ، يسيرُ
إنّ الترحُّلَ أن تَلَبّسَ أمرُنَا،
وأعتاقنا قَدَرٌ أُحِمَّ بَكُورُ
إني، عَشِيّة َ رُحتُ، وهي حزينة ٌ،
تشكو إليّ صبابة ً، لصبورُ
وتقول: بتْ عندي، فديتكَ ليلة ً
أشكو إليكَ، فإنّ ذاكَ يَسيرُ
غرّاءُ مِبسامٌ كأنّ حديثها
دُرٌّ تحدّرَ نَظمُه، منثور
محطوطة ُ المَتنين، مُضمَرة ُ الحشا،
رَيّا الرّوادفِ، خَلّقُها مَمكُور
لا حسنها حسنُ، لا كدلالها
دَلٌّ، ولا كوقَارها توقير
إنّ اللّسانَ بذكرها لموكلُ،
والقلبُ صادٍ، والخواطِرُ صُور
ولئن جَزَيتِ الودَّ منّي مثلَهُ،
إنّي بذلكَ، يا بثينَ، جديرُ
من شعر امرئ القيس
- ديمة ٌ هطلاءُ فيها وطفٌ
طبقَ الأرض تجرَّى وتدرّ
تخرجُ الودّ إذا ما أشجذت
وتورايهِ إذا ما تشتكر
وَتَرَى الضَّبَّ خَفِيفاً مَاهِراً
ثانياً برثنهُ ما ينعفر
وَتَرَى الشَّجْرَاءَ في رَيِّقِهِ
كَرُؤوسٍ قُطِعَتْ فيها الخُمُرْ
سَاعَة ً ثُمّ انْتَحَاهَا وَابِلٌ
ساقط الأكناف واهٍ منهمر
رَاحَ تَمْرِيهِ الصَّبَا ثمّ انتَحَى
فيه شؤبوبُ جنوبٍ منفجر
ثَجّ حَتّى ضَاقَ عَنْ آذِيّهِ
عرض خيمٍ فخفاءٍ فيسرُ
قد غدا يحملني في أنفه
لاحقُ الإطلين محبوكٌ ممرّ
- أيا هِندُ، لا تَنْكِحي بوهَة ً،
عَلَيْهِ عَقيقَتُهُ، أحْسَبا
مُرَسَّعة ٌ بينَ أرْساغِهِ،
به عَسَمٌ، يَبْتَغي أرْنَبا
ليجعلَ في رجلهِ كعبها
حذارَ المنيّة ِ أن يعطبا
ولستُ بخذرافة في القعود
ولستُ بطياخة أخدبا
ولست بذي رثية إمر
إذا قيد مستكرهاً أصحبا
وقالت بنفسي شباب له
ولمته قبل أن يشجبا
وإذ هي سوداء مثل الفحيم
تغشى المطانَب والمنكبا
- ألا يا لهف هُنْدٍ إثْرَ قَوْمٍ
هم كانوا الشّفاء فلم يصابوا
وقاهم جدهم ببني أبيهم
وبالأشقّين ما كان العقابُ
وأفلتهنَّ علباءٌ جريضاً
وَلَوْ أدْركْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ
من شعر بشّار بن برد
- يا قُرَّة العيْنِ إِنِّي لاأسمِّيكِ
أَكْنِّي بأخْرَى أسَمِّيها وأَعْنِيكِ
أخشى عليك من الجاراتِ حاسدة ً
أو سَهْمَ غيْران يرْمِينِي ويرْمِيك
لولا الرَّقيباتُ إذ ودعت غادية ً
قبَّلتُ فاكِ وقلتُ: النَّفس تفديكِ
يَا أَطيبَ النَّاسِ رِيقاً غير مُخْتَبِرٍ
إلاَّ شهادة أطرافِ المساويكِ
قد زرتِنا مرَّة ً في الدّهر واحدة ً
عُودِي ولاتَجْعَلِيها بيضَة َ الدِّيكِ
يا رحمة الله حلِّي في منازلنا
حسبي برائحة ِ الفردوس من فيكِ
إنّ الذي راح مغبوطاً بنعمتهِ
كَفٌّ تَمسُّكِ أَوْ كَفٌّ تُعَاطِيكِ
ولو وهبتِ لنا يوماً نعيشُ بهِ
أَحَييتِ نفْساَ وكَانتْ من مَسَاعِيكِ
- يزهدني في حبّ عبدة معشرٌ
قلوبُهم فيها مخالفَة ُ قَلبي
فقلتُ دعوا قلبي بما اختارَ وارتَضى
فبالقلبِ لا بالعينِ يبصرُ ذو اللبِّ
وما تبصر العينان في موضعِ الهوى
ولا تسمع الأذنان إلا من القلب
وما الحسنُ إلاّ كل حسنٍ دعا الصّبا
وألف بين العشق والعاشق الصبِّ
- هل تعلمين وراءَ الحُبِّ مَنْزِلَة ً
تدني إليك فإنَّ الحبَّ أقصاني
يا رِئْمُ قُولي لِمِثْلِ الرِّئْم قدْ هَجَرَتْ
يَقْظَى فما بالُها في النَّوْم تَغْشانِي
لهْفِي عَليْها ولهْفِي مِنْ تذَكُّرِهَا
يدنو تذكُّرها منِّي وتنآني
إذ لا يزال لها طيفٌ يؤرِّقني
نَشْوانَ من حبّها أو غَيْرَ نَشْوانِ
- منَ المشهورِ بالحبِّ
إِلَى قَاسِيَة ِ الْقَلْبِ
سَلاَمُ اللّه ذِي الْعَرَشِ
على وجهكِ ياحبِّي
فأمَّا بعدُ يا قرَّ
ة َ عيني ومنى قلبي
ويا نفسي التي تسـ
ـكُنُ بَيْنَ الْجَنْبِ والْجَنْبِ
لقدْ أنكرتُ يا “عبدَ”
جفاءً منكِ في الكتبِ
أعَنْ ذَنْبٍ وَلاَ واللَّهِ
مَا أحْدَثْتُ مِنْ ذَنْبِ
ولاَ والله ما في الشَّرْ
قِ منْ أنثى ولاَ الغربِ
سِوَاكِ اليوم أهواها
على جدِ ولا لعبِ
من شعر البحتري
- قَبَّلْتُها مِنْ بَعيدٍ فانْثَنَتْ غَضَباً
وقَدْ تَبَيَّنَ فِيهَا التِّيهُ والخَجَلُ
ومَسَّحَتْ خَدَّها مِنْ قُبْلَتِي ،ومشَتْ
كَأَنَّها ثَمِلٌ أَو مَسَّها خَبَلُ
- قد جَاءَك الْحُبُّ بِي عَبْداً بِلاَ ثَمَنِ
إِنْ خَانَكَ النَّاسُ لَمْ يَغْدُرْ ولَمْ يَخُنِ
مَا لِلْهَوَى ، أَخَذَ اللهُ الْهَوَى بِدَمِي ،
يُحَكِّمُ النَّاسَ فِي رُوحِي وفِي بَدَني
مَا حَلَّ لِلحُبِّ إِنَّ الحُبَّ أَعْدَمَنِي
صَبْرِي وحَرَّمَ أَجْفَانِي عَلَى الْوَسَنِ
- لولا اعتراض الحبّ في صدري
وخيفتي من لوعة الهجر
لم أجعل الذّل لباسي لمن
تاه، ولم أفزع إلى العذر
جرّب صبري صبره مازحاً
فغاظه ذاك ولم أدر
أسلّمني الصّبر إلى هجره
ما كان أغناني عن الصّبر!
من شعر أبو تمّام
- فَحْواكَ عَيْنٌ على نَجْوَاكَ يامَذِلُ
حَتَّامَ لاَيَتَقضَّى قَوْلُكَ الخَطِلُ!؟
وإنَّ أسمجَ من تشكو إليهِ هوى ً
من كانَ أحسنَ شيءٍ عندهُ العذلُ
ما أقبلتْ أوْجُهُ اللذّاتِ سافرة ً
مذْ أدبرَتْ باللّوى أيامُنا الأولُ
إن شئتَ ألّا ترى صبراً لمصطبر
فانظُرْعلى أَي حالٍ أصبَحَ الطَّلَلُ
كأَنَّما جَادَ مَغْناهُ، فَغَيَّرَه
دُمُوعُنا،يومَ بانُوا،وَهْيَ تَنْهَمِلُ
وَلَوْتَرَاهُمْ وإيَّانا ومَوْقِفَنا
في مـأتمِ البينِ لاستهلالنا زجلُ
من حرقة أطلقتها فرقة ٌ أسرتْ
قلباً ومنْ غزلٍ في نحرِهِ عذلُ
وقَدْطَوَى الشَّوْقَ في أَحشائنا بَقَرٌ
عينٌ طوتهنَّ في أحشائِها الكللُ
فرَغْنَ لِلسحْرحَتَّى ظَلَّ كُلُّ شَجٍ
حران في بعضه عن بعضه شغلُ
- ما عهدنا كذا نحيبَ المشوقِ
كَيْفَ والدَّمْعُ آيَة ُ المَعْشُوقِ
فأَقِلاَّ التَّعْنِيفَ إِنَّ غَرَاماً
أنْ يكونَ الرّفيقُ غيرَ رفيقِ
واستمحيا الجفونَ درة ً دمعٍ
في دُمُوع الفِرَاقِ غَيرِ لَصِيقِ
إِنَّ مَنْ عَقَّ والديْهِ لمَلْعُو
نٌ ومَنْ عَقَّ مَنْزِلاً بالعَقيقِ
فقفا العيسَ ملقياتِ المثاني
في مَحَل الأنِيق مُغْنَى الأَنيقِ
إنْ يكنْ رثِّ منَ أناسٍ بهمْ كا
ن يُدَاوَى شَوْقِي ويَسْلسُ رِيقِي
من شعر جرير
- بَانَ الخَليطُ، وَلَوْ طُوِّعْتُ ما بَانَا،
وقطعوا منْ حبالِ الوصلِ أقرانا
حَيِّ المَنَازِلَ إذْ لا نَبْتَغي بَدَلاً
بِالدارِ داراً، وَلا الجِيرَانِ جِيرَانَا
قَدْ كنْتُ في أثَرِ الأظْعانِ ذا طَرَبٍ
مروعاً منْ حذارِ البينِ محزانا
يا ربَّ مكتئبٍ لوْ قدْ نعيتُ لهُ
بَاكٍ، وآخَرَ مَسْرُورٍ بِمَنْعَانَا
لوْ تعلمينَ الذي نلقى أويتِ لنا
أوْ تَسْمَعِينَ إلى ذي العرْشِ شكوَانَا
كصاحبِ الموجِ إذْ مالتْ سفينتهُ
يدعو إلى اللهِ أسراراً وإعلانا
يا أيّهَا الرّاكِبُ المُزْجي مَطيّتَهُ،
بَلِّغْ تَحِيّتَنَا، لُقّيتَ حُمْلانَا
بلغْ رسائلَ عنا خفَّ محملها
عَلى قَلائِصَ لمْ يَحْمِلْنَ حِيرَانَا
كيما نقولَ إذا بلغتَ حاجتا
أنْتَ الأمِينُ، إذا مُستَأمَنٌ خَانَا
تُهدي السّلامَ لأهلِ الغَوْرِ من مَلَحٍ،
هَيْهَاتَ مِنْ مَلَحٍ بالغَوْرِ مُهْدانَا
أحببْ إلى َّ بذاكَ الجزعِ منزلة ً
بالطّلحِ طلحاً وبالأعطانِ أعطانا
يا ليتَ ذا القلبَ لاقى منْ يعللهُ
أو ساقياً فسقاهُ اليومَ سلوانا
أوْ لَيْتَهَا لمْ تُعَلِّقْنَا عُلاقَتَهَا؛
غدْرَ الخَلِيلِ إذا ماكانَ ألْوَانَا
هَلا تَحَرّجْتِ مِمّا تَفْعَلينَ بِنَا؛
يا أطيَبَ النّاسِ يَوْمَ الدَّجنِ أرَدَانَا
قالَتْ: ألِمّ بِنا إنْ كنتَ مُنْطَلِقاً،
وَلا إخالُكَ، بَعدَ اليَوْمِ، تَلقانَا
يا طَيْبَ! هَل من مَتاعٍ تمتِعينَ به
ضيفاً لكمْ باكراً يا طيبَ عجلانا
ما كنتُ أولَ مشتاقٍ أخي طربٍ
هَاجَتْ لَهُ غَدَوَاتُ البَينِ أحْزَانَا
يا أمَّ عمرو جزاكَ اللهُ مغفرة ً
رُدّي عَلَيّ فُؤادي كالّذي كانَا
ألستِ أحسنَ منْ يمشي على قدمٍ
يا أملحَ الناسِ كلَّ الناسِ إنساناً
- غداً باجتماعِ الحيَّ نقضي لبانة ً
وأقسمُ لا تقضى لبانتنا غدا
إذا صَدَعَ البَينُ الجَميعَ وَحَاوَلَتْ
بقوٍّ شَمَالِيلُ النّوَى أنْ تَبَدّدَا
و أصبحت الأجزاعُ ممّنْ يحلها
قِفَاراً، فَمَا شاء الحَمَامُ تَغَرّدَا
أجَالَتْ عَلَيْهِنّ الرّوَامِسُ بَعْدَنَا
دقاقُ الحصَى من كلّ سهلٍ وَأجلَدَا
لقد قادني منْ حبَّ ماوية َ الهوى
وما كانَ يلقاني الجنيبة َ أقودا
وَأحْسُدُ زُوّارَ الأوَانِسِ كُلّهُمْ،
وقدْ كنتُ فيهنَّ الغيورَ المحسدا
أعدُّ لبيوتِ الأمورِ إذا سرتْ
جِمالِيّة ً حَرْفاً، وَمَيْساَء مُفْرَدَا
لهَا مِجْزَمٌ يُطْوَى عَلى صُعَدائِهَا،
كطى الدّهاقينْ البناءَ المشيدا
وَقَدْ أخْلَفَتْ عَهدَ السِّقابِ بجاذبٍ
طوتهُ حبالُ الرّحلِ حتّى تجدّدا
وزافتْ كما زافَ القريعُ مخاطراً
وَلُفّ القِرَى والحالِبَانِ فألْبَدَا
وَتُصْبِحُ يَوْمَ الخِمسِ وَهيَ شِمِلّة ٌ
مروحاً تقالى الصّحصحانَ العمردا
أقولُ لهُ يا عبدَ قيسٍ صبابة ً
بِأيٍّ تَرَى مُسْتَوقْدَ النّارِ أوْقَدَا
فقالَ أرى ناراً يشبُّ وقودها
بحيثُ استفاضَ الجِزْعُ شيحاً وَغَرْقَدَا
أحِبّ ثَرَى نَجْدٍ وَبالغوْرِ حاجَة ٌ،
فغارَ الهوى يا عبدَ قيسٍ وأنجدا
من شعر أبي نواس
- نالي على الحُبِّ من ثباتِ ،
إن كانَ مولايَ لا يواتي
كيْفَ مُواتاة ُ مَنْ عَلَيْهِ
أهوَنُ من ذرّة ٍ حياتي
إن قلتُ كُذِّبْتُ، أو شكَوْتُ
هانتْ على نفسهِ شَكاتي
يا عبدَ أصْبحْتُ، فاعْلَميني،
غَيْرَ حَريصٍ على وَفاتي
إن قلتِ مُتْ، متُّ في مكاني،
أو قلتِ عِشْ عشتُ من مماتي
عاقبتني ظالماً بذَنْبٍ ،
فَسُرَّ من سُرَّ من عُداتي
إنّي على ما ارتكَبْتِ منّي
أدْعو لكِ اللهَ في صلاتي
وَيْلي على شادِنٍ سَبَاني،
أهْوَنُ منْ ذَرّة ٍ حياتي
نِصفينِ نصْفٌ نَقاً ، ونِصْفٌ
أحْلى اسْتِواءً من القَنَاة ِ
- قد عذّبَ الحبُّ هذا القلب ما صلُحـا ،
فلا تَعُدّنّ ذنْباً أن يُقالَ صَحا
أبقيْتَ فيّ لتَقْوَى الله باقية ً
ولم أكنْ كحريصٍ لم يدعْ مَـرَحـا
وحاجة ٍ لم تكن كالحاجِ واحدة ً
كلّفْتُها العزْمَ ، والعَيرَانة َ السُّرُحـا
يكونُ جَهْدَ المطايا عفْوَ سيرتِها
إذا نَسائِجُها كانت لها وُشُحا
نَرْمي به كلَّ ليلٍ كان كَلْكَلُه
مثلَ الفَلاة ِ، إذا ما فوْقها جنَحـا
حتّى تبَيَّنَ في أثناءِ نُقْبَتِهِ
وِرْدَ السَّرَاة ِ ترى في لونه مِلَحا
و هنَّ يَلْحَقْنَ بالمَعْزَاءِ مُجْمِرَة ً
خُشْمَ الأنوفِ نَرى في خطْوِها رَوَحـا
يطءلبْنَ بالقوْمِ حاجاتٍ نضَمّنَها
بدْرٌ بكلّ لسانٍ يلبسُ المِدَحا
كأنّ فَيضَ يديه ، قبلَ تَسألُـهُ ن
بابُ السماءِ، إذا ما بالحيا انْفتحا
- أضْحَـكَني الحُبُّ ، وأبْكانـي،
وهاجَ شوْقي طُولُ كتماني
من حُبّ حَوْراءَ، رُصَافيّة ٍ،
كأنّهـا غُـصْـنٌ من البــانِ
مخرُوطَة ُ الكُمّينِ، قصريّة ٌ
جنّيّة ٌ في خَلْقِ إنْسانِ
كأنّهـا من حُسْـنِها دُرَّة ٌ
بارِزَة ٌ من كَـفِّ دَهْـقـانِ
أو مِسْكَة ٌ خالطها عَنْبَرٌ،
واستُودعَتْ طاقَة َ ريْحانِ