ابن زريق البغدادي شاعر العصر العباسي
و الجدير بالذكر أنه قد ذكر أن الأمير أبو الخير عبد الرحمن قد قام بإعطاء أبن زريق هذا المال القليل ليقوم بإختباره إذا كان أبن زريق يقوم بهذا المال طمعا في المال فقط أم أنه لم يكون يبحث عن المال ، و عندما قد سأل عنه و عن أصله فإنه قد أراد أن يزيد من عطائه له و قد أرسل إليه المبعوثين إلا أنهم وجدوه ميتا .
و قد وجدوا بجانبه أيضا رقعة من الورق و كان مكتوب عليها قصيدة قد كتبها قبل أن يموت لزوجته حبيبته ، و الذي قد تأثر مما حدث و ظل يبكي عليها حتى توفى .
– قصيدة لا تعذليه فإنه العذل يولعه : و هذه القصيدة تعرف بأنها هي القصيدة الوحيدة و التي قد أصبحت متبقية منه حتى عصرنا هذا ، كما أنها هي القصيدة التي قد وجدوها عند رأسه عندما وجد ميتا ، و تعرف هذه القصيدة بأنها من عيون الشعر ، و التي قد خضعت للدراسة من الشعراء و الأدباء و جميعهم قد أقروا و أشادوا بجمال هذه القصيدة .
و قد قام الشاعر أبو بكر العيدي بمعارضة هذه القصيدة أيضا بقصيدة أخرى تتكون من تسعة و أربعون بيت ، و كان أبن زريق في هذه القصيدة يقوم بمخاطبة زوجته و يؤكد على حبه و إخلاصه لها ، حيث كان يحكي لها قصته مع الغربة و المعاناة التي قد عاش بها في الأندلس ، و قد تكلم أيضا عن عدم رغبة زوجته في سفره مما قد جعله يحزن و يتحسر أكثر حتى أخر القصيدة و مات بعدها .
و قد أشاد الشعراء عن صدق مشاعر أبن الزريق و حرارة و مرارة تجربته و بلاغة لغته الشعرية المتفردة و التي قد نبعت من خياله الوثاب ، كل هذا إلى جانب صياغته البلاغية المميزة ، و إحساسه المرهف و الصادق لزوجته .