إكزيما الأطفال , علاج إكزيما الأطفال
يطلق عليها أيضاً الحساسية الوراثية، وكثيراً ما تكون جزءاً من متلازمة التأتب وهي عبارة عن مجموعة من الأعراض تصيب عدة أجهزة في الجسم خاصة الجلد في صورة إكزيما الأطفال والجهاز التنفسي في صورة ربو والأنف والأغشية المخاطية في صورة حساسية الأنف وترتبط هذه الإصابات الثلاث ارتباطاً وثيقاَ ويكثر أن يوجد تاريخ عائلي أو شخصي عند المريض بواحد أو أكثر من هذه الأمراض.
لماذا تحدث للأطفال؟
لا يعرف إلى الآن أسباب الإصابة بالإكزيما وان كان كالكثير قد عرف عنها في السنوات الأخيرة ومن أهم الأمور التي تؤدي إلى الإصابة العوامل التالية؟
ـــ العامل الوراثي: حيث يمكن أن يكون هناك أقارب من الدرجة الأولى (الأبوان والأخوان) مصابين بها أو بأحد الأضلاع الأخرى (حساسية الأنف والصدر).
ـــ العوامل المناعية: وهذه أيضاً يكثر أن يحكمها العامل الوراثي حيث يمتاز الجهاز المناعي للمصابين باستجابته المفرطة للكثير من الأشياء التي يكثر التعرض لها في البيئة المحيطة وهذا يؤدي إلى إنتاج أجسام مضادة من نوع (IgE) مسبباً كثرة الاستجابة لهذه المؤثرات البيئية.
ـــ جفاف الجلد: ويعتقد أنه ناتج عن خلل في الطبقات العليا من البشرة المؤولة عن تكوين حاجز البشرة.
كيف تظهر إكزيما الأطفال؟
تزهر إكزيما الأطفال في عدة صور حسب عمر المصاب وتقسم هذه الصور إلى المراحل التالية:
إكزيما الأطفال الرضع
حيث تبدأ الإكزيما في أول ستة أشهر من العمر خاصة حوالي الشهر الثالث بظهور احمرار وتقشر على الوجنتين والوجه يمكن أن يتطور إلى بقع ناضحة بالسوائل، ويبدأ الرضيع عادة بحك المناطق المصابة في حوالي الشهر الثالث أو الرابع وحينما يبدأ الرضيع بالحبو فإن الإكزيما تنتقل إلى مناطق فوق المفاصل حول الكوعين وعلى الركبتين كما يمكن أن تعمم الجسم كله إلا أنها تكون دائماً أقل في ثنايا الجسم الداخلية مثل الإبطين ومنطقة الحفاظ.
إكزيما الأطفال
وتبدأ عادة بعد السنتين الأولى من العمر بظهور نفس الآفات ولكن في مناطق ثنايا الجسم الخارجية مثل خلف الركب وأمام الأكواع والوجه كما قد يحدث تعميم للجسم بكامله.
إكزيما البالغين
وهي امتداد للمرحلة الثانية وتشبهها في توزيع الآفات، إلا أنه يمكن أن تتقلص الأعراض إلى إكزيما في اليد خاصة في مناطق ظهر اليد والأصابع حيث إنها أكثر صور الإكزيما عند البالغين، كما يمكن أن تظهر في صورة إكزيما الجفون والتي كثيراً ما تصيب الجفن الأعلى مسببة حكة مزعجة مع انتفاخ في الجفون.
التشخيص والفحوصات
يعتمد تشخيص إكزيما الأطفال بشكل رئيسي على تاريخ المرض والفحص السريري بدون اللجوء إلى الفحوص المخبرية والتي قد تفيد في تشخيص وعلاج المكونات الأخرى للمشكلة مثل حساسية الأنف أو الصدر.
هل هناك مثيرات خارجية لإكزيما الأطفال:
هناك العديد من المثيرات الخارجية والتي وأن كانت لا تؤدي إلى إزالة المشكلة إلا أنه يساعد تجنبها على التحكم في المشكلة ومنع انتكاستها ونجاح العلاج:
أ- جفاف الجلد: خاصة عند الذين يعيشون في مناطق جافة كجو المملكة.
ب- المهيجات: وتشمل جميع المواد الكيماوية التي تقع على الجلد وأهمها:
– المنظفات والصوابين.
– المواد الكيماوية عامة.
– الصوف في الملابس وأقل المواد تهييجاً للجلد هو الفطن الخالص.
– الانتانات الجرثومية، أهمها الإصابة بالمكورات العنقودية الذهبية التي كثيراً ما تستوطن جلد المصابين
إكزيما الأطفال والغذاء:
نظراً لارتباط الإكزيما باستثارة عامة للجهاز المناعي لإنتاج الأجسام المضادة (IgE) المسئول عن إفراز حويصلات الخلايا البدينة (Mast Cells) مما يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض المرضية وإلى النتائج التالية:
1- يكثر إنتاج الأجسام المضادة (IgE) بشكل غير محدد للكثير من البروتينات الموجودة في الغذاء والبيئة مثل عثة الغبار المنزلية، وفرو الحيوانات الأليفة كالقطط والطيور وغيرها.
ـــ يكثر أن يؤدي هذا الإنتاج المفرط بأجسام المضادة (IgE) إلى حوادث نتيجة موجبة لفحص الحساسية الوخزي (Prick Test) والذي يشير إلى إنتاج الأجسام المضادة (IgE) في الدم، ولكن هذا قليلاً ما يترجم إلى حساسية سريرية بمعنى حدوث أعراض مرضية في الحياة اليومية وبالتالي فان تجنب هذه المواد ذات الفحص الموجب ليس بالضرورة مفيد للمريض.
ـــ في حالة وجود توافق بين الفحص الوخزي الموجب وأعراض المريض فإن الأعراض المرضية تكون غالباً في صور الحساسية الفورية من النوع الأول حسب تصنيف أنواع الحساسية والتي تظهر بشكل الشرى الجلدي (Urticaria) وليس بصورة إكزيما جلدية.
ـــ من ذلك ينتج أن المصابين باكزيما الأطفال أكثر عرضة لتكوين حساسية من النوع الفوري (النوع الأول) ولكن هذا شيء مختلف عن الإكزيما ولم تثبت حتى الآن وجود علاقة بين ظهور أو زيادة الإكزيما والغذاء وهذا مشاهد في فشل محاولات العلاج بتغيير أنواع الغذاء وتجنب أنواع معينة اشتهر بين بعض الأطباء ومعظم الناس خطأ بارتباطها بالإكزيما مثل البيض والموز والسمك.
ـــ في حالة الأطفال فإن تجنب أنواع معينة من الغذاء وخاصة ذات المحتوى العالي من البروتين كمشتقات الحليب يؤدي إلى سوء التغذية وبالتالي تأخر في النمو الجسمي والعقلي.
مضاعفات إكزيما الأطفال:
أ- الإنتانات الجرثومية:
كثيراً ما يوجد لدي المصابين بالإكزيما ضعف نسبي في المناعة الجلدية مما يسبب سهولة إصابتهم بالإنتانات الجرثومية المختلفة وأهمها.
• الإنتانات البكتيرية وأهمها القوباء المعدية.
• الإنتانات الفيروسية وأهمها الإصابة بالثآليل الجلدية والرخوية المعدية والهربس البسيط.
ب- فشل النمو (Failure to Thrive):
حيث أن الإنتانات والالتهابات الجلدية إضافة إلى تسرب المصل وسوائل الجسم من خلال مناطق الإكزيما يؤدي إلى استهلاك طاقة الطفل مما يسبب ضعفاً في نموه.
ج- ضعف التحصيل الدراسي:
حيث إن قلة النوم عند الطفل ليلاً بسبب الحكة المستمرة يؤدي إلى قلة تركيزه نهاراً مما يسبب ضعف تحصيله الدراسي، وقد وجدت بعض الدراسات أن ذلك يحسن بشكل ملحوظ معد التحكم الصحيح في الإكزيما.
د- زيادة الضغط النفسي على الطفل والعائلة:
ويحدث في الحالات الشديدة حيث تؤدي مضاعفات الإكزيما من إنتانات وتكرار الدخول إلى المستشفى للعلاج مع حرمان الطفل وأبويه من النوم أثناء الليل إلى الشعور بالإرهاق والإحباط كما قد يؤدي إلى مصاعب وظيفية للأبوين ودراسية للطفل المصاب مما قد يؤدي أحياناً إلى نشوب خلافات عائلية وأن يلقي كل طرف اللوم على الآخر.
علاج إكزيما الأطفال:
يعتمد العلاج بشكل رئيسي على شقين رئيسين:
أ- برنامج العناية بالجلد:
ويشكل الجانب الرئيسي من العلاج حيث يؤدي إلى الأمور التالية:
ـــ تهيئة أفضل الفرص لنجاح العلاج الدوائي.
ـــ تقليل الفرصة لانتكاسة المرض بعد إيقاف الأدوية
ـــ تقليل العوامل المثيرة للمرض.
ـــ التقليل من استعمال الكورتيزون في العلاج.
ـــ إيجاد نمط حياتي متعايش مع المرض ويستجيب لمتطلبات ونواتج وجود المشكلة.
أولاً: برنامج العناية بالجلد:
ويركز بشكل أساسي على إصلاح الخلل الرئيسي الموجود وهو الجفاف الدائم، ويتم ذلك بالأمور التالية:
ـــ استعمال المرطبات الجلدية بتكرار كاف وبشكل مستمر، حيث يجب أن لا يقل التكرار عن أربع مرات يومياً وليس هناك حد أعلى حيث يجب المحافظة دائما على الجلد رطباً، ويعتبر هلام الفازلين من أفضل وأسلم المرطبات كما يمتاز بسعره المنخفض، ويمكن استعمال المرطبات الأخرى من كريمات وخلافها بشرط أن يكون التكرار كافياً وأن لا توجد عند المريض حساسية منها أو مكوناتها.
ـــ الإكثار من الاستحمام للشخص المصاب، حيث يؤدي ذلك إلى زيادة المحتوى المائي للجلد مقللاً من الجفاف، وتكون أعظم فائدة للاستحمام إذا تم بدون الإفراط في استعمال الصابون مع استعمال الفازلين بعده مباشرة و على الجلد الرطب بدون تجفيف.
ـــ التقليل ما أمكن من استعمال المنظفات (الصوابين والشامبوهات) حيث إنها تؤدي إلى إزالة طبقات الدهون وجفاف الجلد، ويمكن استعمال الصابون (وليس الشامبو) اللطيف على الجلد مرة أو مرتين أسبوعياً على الأكثر ولا مانع من استعمالها في المناطق المغلقة كالإبطين ومنطقة العانة لأنها رطبة دائماً.
ـــ تجنب استعمال اسفنجات الحمام والليفة لتنظيف الجلد: حيث يكفى المسح اللطيف باليدين.
ـــ استعمال المغاطس للاستحمام وتجنب الدش، كما يجب أن تكون درجة الحرارة للماء معتدلة وتجنب الماء الحار مع إمكانية إضافة زيت جسم للأطفال مع الحذر من خطر الانزلاق.
ـــ المحافظة على درجة حرارة معتدلة للغرفة التي ينام فيها الطفل.
ـــ الحرص على استعمال الملابس القطنية خاصة الملاصقة للجلد و تجنب الملابس الصوفية نهائياً.
ـــ المحافظة على أظافر الطفل قصيرة كي لا يخدش الجلد ثم تحدث عدوى بكتيرية تزيد من الحساسية.
يجب فهم أنه يجب تطبيق البرنامج بشكل متواصل وبدون انقطاع بغض النظر عن نشاط المشكلة حتى في حال اختفائها بالكامل.
ب- العلاج الدوائي:
ويطلب وقت نشاط المشكلة ويجب إيقافه حال اختفائها ويتكون من الأمور التالية:
ـــ مراهم الكورتيزون الموضعية: وتستعمل على الأماكن المصابة فقط دون باقي الجلد حيث تدهن مرتين يومياً حتى تختفي البقعة المصابة ثم يتوقف عنها بعد اختفاء البقع، ويمكن العودة إليها إذا عادت، ويستعمل الطبيب عادة مركبات ذات قوة مناسبة لعمر الطفل وللمكان المصاب ولشدة الإصابة، ويجب أن يكون جميع استعمالات هذه المركبات تحت إشراف الطبيب المباشر، وهذه الأدوية مأمونة إذا تم استعمالها بطريقة صحيحة تحت إشراف الطبيب.
ـــ مضادات الهستامين بالفم: حيث تستعمل الأنواع المنعسة لتخفيف الحكة ومساعدة الطفل المصاب على النوم، ولا تفيد الأنواع غير المنعسة.
ـــ دواء التاكروليمس (Tacrolimus): تم مؤخراً طرح هذا الدواء في شكل مرهم موضعي.
ـــ دواء البيمكروليمس (Pimecrolimus) وهو شبيه بالدواء السابق ويمكن استعماله للأطفال أقل من سنتين وأكثر من 3 أشهر. ويعيب الدواءين الأخيرين ارتفاع سعريهما وكونهما حديثي الاستعمال ويجب عدم اللجوء إليهما إلا في حال وجود قلق من استعمال أدوية الكورتزون الموضعية عند الطبيب المعالج. . . .
علاج الحالات المستعصية من إكزيما الأطفال
يتم ذلك بعدة طرق أهمها:
العلاج الضوئي: حيث يمكن استعمال أشعة (أ) مع أو من دون السورالين بالفم وأشعة (ب) لكبح جماح التهاب الجلد
الأدوية المثبطة للمناعة: وهناك أنواع عدة يختارها الطبيب حسب ملاءمتها للمريض.
التوقعات المرضية:
معظم المرضى يتخلصون من المشكلة تلقائياً بمرور الوقت حيث تختفي المشكلة عند 50% منهم بسن العاشرة وعند 90% بسن الثامنة عشرة وهذا يعني بقاءها عند 10% من المرضى كإكزيما البالغين.
أخطاء شائعة عن إكزيما الأطفال:
ـــ إكزيما الأطفال مرض وراثي:
خطأ: هي مرض عائلي وليس وراثيا ويعني هذا إمكانية وجود العامل الوراثي أو غيابه.
ـــ إكزيما الأطفال ناتجة بسبب حساسية لعامل معين في الغذاء أو البيئة.
خطأ: حيث إن الإكزيما ليست حساسية العامل معين ومحدد.
ـــ تجنب الاستحمام مفيد لإكزيما الأطفال:
خطأ: وتعتبر من أكثر الأخطاء إساءة للمريض حيث أنه وجدت مدارس طبية قديما تنادي بالتقليل من التعرض للماء على أساس أن ترطيب الجسم ثم جفافه يؤدي إلى تفاقم مشكلة الجفاف ولكن هذه الأفكار قد عفا عليها الزمن وتبدلت إلى تشجيع الاستحمام ثم استعمال المرطبات الجلدية التي تشكل طبقة تحفظ الماء داخل الجلد من التبخر