إذاعة عن خطر القنوات الفضائية, إذاعة مدرسية كاملة عن القنوات الفضائية
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله، مستوٍ على عرشه، بائن من خلقه، مستغن عن عباده، متفرد بربوبيته وألوهيته، واحد في أسمائه وصفاته.
حكيم خبير، عليٌّ كبير، بارئ مصور جبار متكبر، ملك قدوس، مهيمن قوي، عزيز حكيم، غفور رحيم، عليٌّ عظيم، ملك كريم.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ختم به النبيين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلي يوم الدين.
ثم أما بعد:
تعددت وسائل الإعلام وتنوعت في هذا العصر، بكل لون، وكل وسيلة، بالصوت والصورة والصحيفة، وتنوعت طرق الإفساد فيها – إلا ما رحم ربي- ووجهت سهامها إلى كنز هذه الأمة شبابها وفتياتها.
ونحن في هذا اليوم (……..) الـموافق (……..) من شهر(……..) لعام ألف وأربعمائة و(……..) من الهجرة لبيان خطر هذه الوسائل الإعلامية.
وقد حذر الله – عز وجل – من إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا، وأخبر بسوء عاقبة من يشيع الفاحشة:
القرآن الكريم
قال تعالى:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 19، 21].
وقد حذرنا رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم من شيوع الفواحش وانتشارها:
الحديث
عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن – وأعوذ بالله أن تدركوهن -: لم تظهر الفاحشة في قوم قط، حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع، التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان، إلا أخُذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله، إلا سلط الله عليهم عدوًا من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله، ويتخيروا مما أنزل الله، إلا جعل الله بأسهم بينهم»حسنه الألباني.
ونأخذ من الحكمة نصيبًا:
الحكمة:
♦ سلامة الإنسان في حلاوة اللسان.
ونقف مع إحدى مفاسد هذه الوسائل الإعلامية، ألا وهي:
إضعاف مستوى التعليم:
وهذا واضح، فإن الطالب الذي يقضي معظم ساعات نهاره وليله في متابعة القنوات الفضائية، كيف له أن يجد وقتًا للبحث والدرس والعمل الجاد نحو تحصيل علمي نافع؟
بل إن هذا الطالب الذي سهر ليله على مشاهدة التلفاز، ثم استيقظ مبكرًا ليذهب إلى مدرسته أو جامعته، هل سيكون مستعدًا للتلقي بشكل جيد عن أستاذه ومعلميه؟ كيف ذلك؟ وهو حاضر غائب، نائم على نفسه، يفتح عينه بصعوبة، ولا يفكر بشيء، إلا في الوقت الذي سيقرع فيه الجرس معلنًا انتهاء هذا اليوم الدراسي الممل.
وهذه دراسة أجريت عن أثر التلفاز على تحصيل الطالب، فأفاد 64% ممن شملتهم الدراسة: أن التلفاز يشغل عن التحصيل والاستذكار، فكيف تكون الحال مع الفضائيات بقنواتها المتعددة، وجاذبيتها الكبيرة؟
يقول الدكتور حمود البدر: أثبتت الأبحاث أن بعض التلاميذ في البلاد العربية، عندما يتخرج من الثانوية العامة يكون قد قضى أمام التلفاز خمسة عشر ألف ساعة، في حين لم يقضِ في مقاعد الدراسة أكثر من عشرة آلاف وثمانمائة ساعة، إذا لم يتغيب درسًا واحدًا.
إن إدمان النظر في التلفاز يؤدي إلى بلادة الذهن، وضعف الحفظ، وقلة الصبر على القراءة والاطلاع، بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية التي يصاب بها بعض الطلاب، بسبب رؤيتهم لأفلام الرعب والخوف والعنف، مما يقلل لديهم نسبة التحصيل الدراسي التي تحتاج إلى استقرار نفسي.
وبعض المراهقين من الطلاب يتعلق قلبه وفكره بممثلة حسناء، أو مغنية فاتنة، تشغل لبه وتفكيره، فيتأخر في الدراسة بعد ما كان متقدمًا، ويتدنى بعدما كان مبرزًا، وينسى بعد ما كان حافظًا، مما يؤدي إلى الإخفاق الدراسي.
تأمل: لاحظ مدير مدرسة غياب ثلث التلاميذ في الفترة الصباحية، وبعد البحث والمراقبة، تبين أن صاحب بناية مهجورة، يعرض على شاشة تليفزيونية مسلسلات جنسية على الطلاب الغائبين الهاربين، فألقي القبض عليه.
ومن مفاسد هذه القنوات أيضًا تزييف الحقائق:
تزييف الحقائق:
تقوم كثير من القنوات التليفزيونية بتزييف متعمد للحقائق ونشر الأكاذيب؛ فالتقدم والرقي ليس بالعلم والبحث والنظر والاكتشاف والجدية في العمل والإنتاج والصبر والمصابرة، وإنما التقدم والرقي في نظر كثير من الفضائيات العربية في الغناء والرقص، والفيديو كليب، وتقليد الشباب الغربي في ارتداء ملابسهم ولبس السلاسل الذهبية والنمص والتخنث وغير ذلك.
ومن تزييف الحقائق ترسيخ المفاهيم الخاطئة في أذهان المشاهدين، ومن ذلك تمجيد المشاهير من الفنانين والفنانات، والراقصين والراقصات، والمغنين والمغنيات، واللاعبين واللاعبات، وتقديمهم على أنهم نجوم المجتمع الذين يقدمون للأمة أعظم الخدمات والتضحيات بفنهم وغنائهم ورقصهم ولعبهم، وأنهم بذلك أهم من العلماء والمخترعين والمهندسين والأطباء.
تأتي هذه الفضائيات لإبراز هؤلاء النجوم والكواكب والشموس والأقمار، ثم تصب جام غضبها على المدرس المسكين فتبرزه في أقبح صورة، حتى تسقط هيبته من نفوس الطلاب، ولا يعد لكلامه وتوجيهاته أدنى قيمة.
وتأتي هذه القنوات إلى أعمدة تاريخنا الإسلامي العتيد، فتتناولها بالكثير من التشويه والتزوير والمغالطة، كما فعلوا مع هارون الرشيد الذي صوروه على أنه زير نساء، لا يعيش إلا وسط الجواري والنساء والخمور والسهرات الحمراء، مع أن المعلوم عن هارون الرشيد – رحمه الله – أنه كان عابدًا مجاهدًا، يغزو عامًا ويحج عامًا، يتأثر بالموعظة ويبكي من التذكير، وله بعض الهنات مغمورة في بحار حسناته رحمه الله. غير أن هذه القنوات تأتي إلى تلك الهنات فتنفخ فيها، حتى تجعلها كالجبل، وتنسج عليها أشياء أخرى باطلة، ثم تقدم هذا الغثاء للمشاهد الذي لا يفرق -في الغالب – بين الحق والباطل، مما يقدم له، فترسخ في ذهنه تلك الصورة المشوهة عن هذا البطل الإسلامي العظيم.
ونستمع إلى بعض الإحصاءات:
إحصاءات:
أثبتت الإحصاءات أن نسبة كبيرة من حالات الطلاق بسبب الأفلام والمسلسلات، ولبيان خطورة هذه الأفلام على الواقع الاجتماعي تشهد دراسة حديثة أخرى أجراها “مركز دراسات المرأة” حول أثر بعض الأفلام والمسلسلات العربية على التفكك الأسرى والخيانة الزوجية. أكدت أن غياب البعد الديني في هذه الأعمال وراء الكثير من الكوارث.
ولم تقف خطورة هذه الفضائيات على هذا الحد، بل صورت المرأة بأقبح صورة:
المرأة تاجرة مخدرات أو فتاة ليل!
يكاد الأمر أن يكون أسوأ في حالة المرأة، فهي تظهر في الأفلام العربية بصورة سلبية، كأنها تاجرة مخدرات، أو فتاة ليل أو مدمنة أو خائنة وشهوانية، لا يهمها من أمر حياتها سوى البحث عن الحب والمتعة والإيقاع بين الأزواج، أو خطف زوج من زوجته. والشاب بدوره يظهر كأن ليس له هم سوى الجنس والثراء الفاحش. والفتاة لا هم لها سوى “المكياج” ومتابعة “الموضة”، والأسرة لا يهمها سوى جمع المال وسكن القصور والفيلات. هذه هي الصورة التي تنقل للنشء والجمهور.
في الختام نقول: إن خطر هذه الوسائل الإعلامية عظيم، وخصوصًا على الشباب والمراهقين؛ لذا علينا الوقوف في وجه هذه الوسائل الإعلامية والتحذير منها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته