القسم الادبي

إذاعة عن الكتب المدرسية , اذاعة كاملة عن القراءة و الكتب والمطالعة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الذي خلق كل شيء فقدره تقديرًا، وأتقن ما شرعه وصنعه حكمة وتدبيرًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وكان الله على كل شيء قديرًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أرسله إلى الخلق بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد:

مع إطلالة هذا الصباح، وفي هذا اليوم (…….) الموافق (…….) من شهر (…….) لعام (…….)، يسرنا أن نكون معكم للحديث عن مكتبة المدرسة، تلك الغرفة التي لم تعطها حقها من الاهتمام والعناية إلا ما ندر.

القرآن الكريم

قال تعالى: ﴿ الم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ * هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ * خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ * هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [لقمان: 1 – 11].

ونقف مع الحديث الشريف:

الحديث

عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة» رواه البخاري.

“القراءة أولاً” عنوان كلمتنا لهذا اليوم:

القراءة أولاً

قال الله سبحانه: ﴿ اقْرَأْ ﴾ [العلق: 1]، وكانت هذه هي أول آية نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم من الوحي سيدنا جبريل عليه السلام، وقال:

﴿ اقْرَأْ ﴾ [العلق: 1]، فماذا نقرأ؟

نقرأ القرآن الكريم؛ لأنه يكون معك في الدنيا والآخرة، إذا كنت من أهله؛ لذلك عليك أن تقرأه وتفهمه، وتكون ماهرًا فيه، وتعلمه للآخرين، وبذلك يكون التعليم والمعرفة مستمرين في الزمن إلى آخر يوم في هذه الحياة.

إذن المعرفة تبدأ بالقراءة، ولذلك يجب أن تقرأ يوميًا على الأقل (20) دقيقة؛ فالقراءة مهمة، وهي تعطيك القوة، ومن هنا قال الله عز وجل: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9]، فبمجرد أن تقرأ فأنت تعلم، وأصبحت من العلماء في هذا العلم، فأي شيء تفعله وتعمله تصبح عالمًا فيه؛ لأنك فعلته.

لذلك ابدأ بالقراءة واقرأ على الأقل (20) دقيقة يوميًا، وبذلك فأنت تنمي قوة ذهنك، وقوة تفكيرك، وقوة إدراكك، وقوة تركيزك، وقوة انتباهك، وقوة أحاسيسك، وتصبح عندك معرفة في منتهى الروعة.

وعندما تقرأ المعلومة أكثر من مرة، فإنها ستصبح جزءًا منك، وتصبح أنت جزءًا منها، وستصبح مهارة، وستصبح ماهرًا في إلقائها والتكلم عنها؛ لأنك أصبحت ماهرًا في وضعها في الفعل، وهذا هو الذي يجب أن تفعله.

ونقف مع هذا التساؤل:

هل كان هناك مكتبات في العصور القديمة؟

المكتبة هي محاولة لجمع كتابات البشر، وقد بذل هذا الجهد قبل الميلاد بزمن طويل. فلقد اكتشف العلماء الذين قاموا بالحفريات في أور الكلدانيين، خاتمًا خزفيًا، يحمل كتابات، ويعود تاريخه إلى سنة (800) قبل الميلاد، ويمكن أن يكون جزءًا من أول مكتبة في التاريخ.

كانت لشعوب بلاد ما بين النهرين في السنة (600) قبل الميلاد مكتبات منظمة تمامًا في معابدهم وقصورهم. وكانت الكتب في هذه المكتبات الأولى ألواحًا من طين مجفف. وكانت الآلاف من هذه الألواح مرتبة حسب الموضوعات في المعابد والقصور، فكانت في الواقع، المكتبات الحقيقية الأولى.

وكان لدى المصريين كذلك، مكتبات يتعهدها الكهنة في المعابد، وكانت الكتب على شكل دروج، مصنوعة من البردي. ولكن أشهر المكتبات في العصور القديمة كانت مكتبة الإسكندرية. فقد أنشئت حوالي سنة (300) قبل الميلاد، وكانت المحاولة الأولى لجمع كل الأدب الإغريقي، وكانت تضم على أقل تعديل (700) ألف درج من البردي، وكلها مجدولة ومفهرسة، ومنظمة كما في أحدث المكتبات في يومنا هذا.

لم يكن الرومان، في البدء، يهتمون كثيرًا بالمكتبات. ولكنهم ما لبثوا أن استلهموا الإغريق، وأنشأوا نظامًا للمكتبات العامة. واهتم المواطنون الأثرياء في روما بتأسيس مكتبات للشعب، وبتزويد منازلهم بالمجموعات الكثيرة من الكتب.

وكثير من هذه المكتبات الرومانية الأولى كانت تقام في الساحات العامة، أو في الحمامات العامة. وفي القرن الرابع، كان هناك (28) مكتبة عامة في روما. ولكن الحرائق أو أعمال السلب والنهب، أو الرطوبة أو الإهمال ذهب بمعظمها عندما اجتاح الهمجيون الآتون من الشمال الإمبراطورية الرومانية.
أما المكتبات العامة التي نعرفها اليوم، فقد بدأت تظهر في القرن التاسع عشر في إنجلترا. فقد سمح قانون صادر عن البرلمان الإنجليزي السنة (1850) بتأسيس المكتبات العامة. ونحن اليوم نعتبر، بالطبع، المكتبة العامة، جزءًا أساسيًا من الحضارة.

وتعالوا لنتعرف أهداف المكتبة:

أهداف المكتبة وأثرها التربوي

نحاول أن نوجز هذه الأهداف والآثار فيما يلي:

1-الغاية من المكتبة المدرسية في المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية؛ هي تشجيع الطلاب على المطالعة، وتنمية ميولهم نحو القراءة، حتى تصبح المطالعة عادة أصيلة عندهم، تستفرغ بعض طاقاتهم في أوقات الفراغ. والمكتبة في الكلية أو الجامعة تفي بحاجة الطلاب، وتشبع تلك الميول والعادات التي نشأت قبل المرحلة الجامعية.

2-الهدف الثاني من أهداف المكتبة هو تنمية قدرات الطلاب، في الاعتماد على أنفسهم، في كسب المعرفة والتعلم الذاتي، والتدرج في البحث، وحسن استيفاء المعلومات من المصادر والمراجع المطبوعة والمخطوطة، وعدم الاعتماد على المدرس في كل شيء، حتى يصل الطالب إلى مرحلة الاستقلال في أبحاثه.

3-إذا سلك النظام التدريسي طريقة الفصول والمحاضرات والفصل بين المقررات، إنما سلك هذا السبيل لتسهيل عرض العلوم على الطلاب، وتنسيق الأعمال التدريسية، ولم يقصد من وراء ذلك الفصل بين المواد والمقررات العلمية حقيقة، فإن العلوم يتمم بعضها بعضًا، كما يكمل كل مقرر غيره. وهنا يأتي دور المكتبة فنهدم الحواجز التي تفصل بين المعارف البشرية – شكلاً لا حقيقة – بعضها عن بعض، تلافيًا لما يحدث في تدريس كل موضوع بمفرده في قاعات المحاضرات. وبهذا تظهر المعارف الإنسانية مجموعة متكاملة.

4-تُسْهِم المكتبة إسهاماً فعالاً في بناء المواطن الصالح، بما تهيئه من الغذاء العقلي والزاد الروحي لأبناء الأمة، فتوسع المدارك. وتقضي على الجهل قضاء النور على الظلام، وفي هذا الخير العميم للفرد والجماعة، هذا إلى جانب ما تغرسه المطالعة في دور الكتب من عادات اجتماعية فاضلة في نفوس روادها. كالأمانة والتعاون الجماعي والتوجيه والمساعدة والمحافظة على الأنظمة، والحرص على الكتب من التلف أو سوء الاستعمال لأنها من ذخائر الأمة وتراثها.. هذا إلى جانب احترام آراء الآخرين وحرياتهم.

5-تساعد المكتبة في تطبيق جميع موضوعات المناهج النظرية والعملية المقررة، بما توفره للباحث من مواد تعليمية، تساعده على الوصول إلى بغيته.

6-المكتبة عامل مهم في الكشف عن الميول الفردية والمهارات والقابليات الشخصية، وليس هذا العامل خاصًا بالمدرسين الذي يشرفون على أبحاث الطلاب، ويراجعونها، ويضعون الملاحظات عليها، ويوجهون أصحابها الوجهات السليمة، بل تتعداهم إلى أولياء الأمور وإلى الطلاب أنفسهم، فكثيرًا ما يكشف الطالب ميله بنفسه بالمطالعة والممارسة، بعد ذلك القدرة على محاكاة أديب أو مضاهاة كاتب، فيرتقي من مرحلة التقليد إلى مرحلة الاستقلال بشخصيته الأدبية أو العملية، ومن ثم يتضح دور المكتبة المهم في الكشف عن المواهب وتنميتها وصقلها.
ختامًا: نسأل الله أن تكونوا قد تعرفتم أهمية ودور المكتبة المدرسية في تعزيز الثقافة، ونشر العلم، ونحيي كل طالب يزور مكتبة المدرسة ليستعير كتابًا، أو يتصفح، ليرفع رصيده الثقافي والمعرفي.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زر الذهاب إلى الأعلى