أول من اخترع كروية الأرض
أوّل من خمن أنّ الأرض كروية الشكل هم اليونانيّون القدماء، وظلّت هذه الفكرة مجرّد تخمين ولم يقم أحدٌ منهم بإثباتها؛ حيث إنّهم قاموا باستوحاء شكل الأرض الكروي بسبب رؤية اختلال في ارتفاع مكان عن مكان آخر عند السفر، ولكنّهم لم يقوموا بإثبات ذلك، ولم يكن لديهم أيّ دليل ينسب بأنّهم أول من اكتشف كروية الأرض، وبقيت مجرّد توقعات لم تؤخذ بعين الاعتبار، وتمّ وضع نظريّة فلسفيّة على يد العالم الفلكي الهلسنتي؛ حيث إنّه منذ القدم تمّ اعتبار الأرض أنّها مسطحة، وبأنّ الّذي يوجد فوقها سماء كرويّة، وتم رسم الخرائط بناءً على أنّ الأرض مسطحة.
وقد تمّ ذكر الأرض في أكثر من موضع في القرآن الكريم، وهناك الكثير من الآيات التي كانت تثير التساؤلات عن كرويّة الأرض مثل قول الله تعالى في كتابه الحكيم: “وإلى الأرض كيف سطحت”، والآية الكريمة: ” وهو الذي مدّ الأرض وجعل فيها رواسي وأنهاراً ومن كلّ الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشى الليل النهار إنّ في ذلك لآيات لقوم يتفكّرون”، وغيرها من الآيات التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم والتي يستوحي منها القارئ أنّ الأرض مسطّحة وليست كرويّة دون التمعّن في كلام الله عزّ وجل وفهمه بشكل جيد وصحيح؛ لأنّ كلمتي سطحت ومد الأرض تعنيان أنّ الأرض تشكّلت فوق سطح الماء حتى تصبح صالحةً لعيش الكائنات الحية، دون ذكر أنّ شكل الأرض مسطّح وليس كرويّ؛ بل هناك العديد من آيات الله عزّ وجل التي تبين أن الأرض كرويّة.
وقام العديد من العلماء المسلمين بإجراء الأبحاث والدراسات لإثبات كرويّة الأرض؛ حيث إنّهم أجمعوا كلّهم بعدم وجود خلاف بين العلماء على أنّ الأرض تشبه الكرة والدليل الّذي يثبت ذلك هو أنّ الشمس عند شروقها وعند غروبها لا تكون في جميع الأماكن في الوقت نفسه؛ بل في أوقات مختلفة، وأيضًا الليل والنهار لا يكونان في جميع البلاد في الوقت نفسه؛ بل يكون النهار في إحدى الدول، والليل في دولة أخرى. وبالطّبع فإنّ كل الدراسات التي قام بها العلماء المسلمين مستندةً إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أمثال ابن عثيمين، والإمام ابن الحزم، وابن تيمية، والشيخ محمد بن شمس الدين، والشريف الإدريسي. وتعتبر الآية الكريمة التالية من الآيات التي استخدمها العلماء المسلمين في إثبات كرويّة الأرض؛ حيث قال تعالى: “خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار فيكور النهار على الليل”.
وبعد ذلك تم نسب اكتشاف كروية الأرض إلى العالم كوبرنيك، وتمّ تجاهل أبحاث ودراسات العلماء المسلمين لخدمة الغرب، حتّى يكونوا هم العلماء والمستكشفين.