أول صحيفة في العالم
الإنسان والمعرفة
الإنسان بطبيعته مخلوق يحب الاستطلاع والتعرّف على كل ما هو جديد في عالمه، فهو دائم البحث عن جميع الأمور في هذا العالم سواءً أكانت تخص البيئة التي يعيش فيها أم أموراً من خارج الزمان والمكان الذي يعيش فيه، فالفضول الموجود فيه هو غريزةٌ أودعها الخالق عزوجل فيه، من أجل أن يعمل ويبحث باستمرار ويستغل نعمة العقل التي أنعم بها الله جل وعلا عليه في التفكير بكل ما يتعرّف عليه، من حقائق ووقائع وظواهر وغيرها من الأمور التي تحدث في هذا العالم، لذا كان لا بد للإنسان من ابتكار طريقة تسهل المعرفة أمام البشرية، إلى أن توصل إلى الصحافة التي تعتبر من أفضل وأنجع الطرق في ذلك.
استطاع الإنسان على مر العصور الاستفادة من اللغة التي اكتسبها في حياته وتوظيفها في العديد من الأمور، وقد كانت الصحافة إحدى أهم الوسائل التي وظَّفت اللغة توظيفاً دقيقاً، والصحافة هي إحدى المهن المعروفة للبشر منذ عهد البابليين، الذين كانوا يستعينون بكاتب لتدوين جميع الأحداث اليومية حتى يستطيع باقي الناس الاطلاع عليها، فمهنة الصحافة تجمع الأخبار والمستجدات وتحللها تحليلاً دقيقاً، ومن ثم تتحقق من مدى مصداقيتها لتقدم بعد ذلك إلى الناس، وعادةً ما تكون المواضوعات الصحفية متعلقة بالسياسة أو الرياضة أو الأمور المحلية أو الاجتماعية أو الثقافية أو الفنية وغيرها العديد من المواضيع.
الصحافة في العالم
تعتبر الصحافة المقروءة أو المطبوعة من أكثر مجالات الصحافة تأثيراً في الناس، وذلك لأن الجميع على اختلاف شرائحهم، وفئاتهم، وطبقاتهم، ومعتقداتهم يستطيعون تداولها، فمهما كان تأثير الإذاعة والتلفزيون في الناس كبيراً، إلا أنه آنيّ ومؤقت ويزول بسرعة بعكس الصحف التي يستطيعون تداولها باستمرار، وقد بدأت صناعة الأخبار وطباعتها ونشرها بين الناس بعد اختراع الطابعة في أوائل القرن السادس عشر على يد غوتنبيرغ في مدينة ماينز الألمانية، بحيث كانت الأخبار تنتشر عن طريق المنشورات والإعلانات والصحف غير المنتظمة، وقد بقي الأمر على هذا الحال إلى أن ظهرت صحيفة “ديلي كورانت”، وهي أول صحيفة مطبوعة يومية ومنتظمة في إنجلترا وبالتحديد في لندن بتاريخ 11 أذار من عام 1702، على يد “إليزابيث ماليت”، وقد كانت هذه الصحيفة تتكون من صفحة واحدة فقط، تتضمن الأخبار والمستجدات بينما الإعلانات كانت على الجانب العكسي لهذه الصفحة، وقد كانت إليزابيث تهتم بنشر الأخبار الغريبة فقط، من دون أن تعلق عليها، تاركةً المجال أمام قرائها ليكون لهم ردود فعلهم الخاصة تجاه ما يقرأونه من أخبار، وقد كانت إنجلترا بذلك هي السّباقة في مجال تطور وتقدم الصحافة في العالم أجمع.