أهمية تنظيم الوقت
الوقت هو أثمن ما وهب الله سبحانه وتعالى للإنسان، واستغلال الوقت بالشكل الأمثل يعدّ أحد الطاعات التي تجلب رضى الله عزّ وجلّ، ويُسأل العبد يوم القيامة عن عمره فيما أفناه، فكيف بالوقت الذي يهدره المرء بلا فائدة، خاصة وأن تنظيم الوقت في الفترة الراهنة من أهم الأمور التي يجب أن تكون أولوية للإنسان، بسبب تسارع الأحداث الرهيبة في العالم والحاجة الشديدة والملحّة إلى القيام بالكثير من الأعمال في وقت قصير وبمهارة أيضاً، ولا يمكن أن يُغفل الإنسان تنمية مواهبه الشخصية وترك وقت من أجل الراحة والاستجمام دون إفراط أو تفريط بالطبع.
في الدول المتقدّمة توجد العديد من الإحصائيات حول الوقت وكيفية استخدامه لدى الشعوب وعلاقة استخدام ذلك المورد النادر بالإنتاج وبتقدّم الشعوب والأمم، ويتم تجديد تلك الإحصاءات بشكل سنوي من أجل مساعدة واضعي السياسات في تلك الدول على تحديد الحلول المثلى لتحقيق دخل قومي أعلى، أمّا على مستوى الفرد فإنّ الوقت هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن تعويضه، فإنّ الوقت يمكن تصنيفه كأحد الموارد الأشدّ ندرة في العالم، فمافات من الوقت لا يمكن تعويضه أو استبداله بآخر، ولا يعلم أحد متى يمكن أن ينتهي الوقت المخصص له في الحياة، لذا يحب على كل شخص أن يستغل الوقت الذي يملكه الاستغلال الأمثل حتى تكون لحياته قيمة ومعنى ويستطيع أن ينجز فيها ما ينفع به غيره من بعده.
الفوائد التي تقع على المرء جراء حسن استغلاله وتنظيمه للوقت كثيرة، فهو في المقام الأول يستطيع أن يخفّف من الضغوط النفسية التي يتعرض لها بسبب تراكم الأعمال التي يجب عليه إنجازها، فالأشخاص الذين ينجزون أعمالهم أولاً بأول يجدون مساحة كافية للاستجمام وتنمية مهاراتهم وحياتهم الاجتماعية، بالإضافة إلى القدرة على تحسين نوعية الحياة في حالة تنظيم الوقت، وكل شخص يتطلع إلى هدف معين في الحياة لا يمكنه أن يصل إليه أو يترقّى فكرياً واجتماعياً دون تخطيط وتنظيم لذا فإنّ التنظيم يكون العامل الأول والأساسي في تحقيق الأهداف والأحلام. كذلك تنظيم الوقت يفيد الجسد بشكل كبير، حيث إنّ التنظيم يتضمن مواعيد الوجبات والنوم وعدد ساعات النوم المطلوبة يومياً، والتي إن تم اختيارها بشكل صحي تعمل على تحسين نشاط الجسم وقدرته على مكافحة الأمراض بشكل أكبر وتقلل فرص الإصابة بأمراض الشيخوخة في سن متقدمة.
كل تلك الفوائد السابقة عن أهمية تنظيم الوقت بالنسبة للدول أو للأشخاص ليست إلّا أمثلة، ويمكن لكل شخص أن يفكر فيما يمكن أن يفيده تنظيم الوقت الخاص به ويعمل على الحصول على تلك الفوائد العظيمة.