أهمية الوقت في حياتنا
الوقت
تحتاج الحياة على سطح الأرض الى تنظيم الأعمال والأهداف من أجل الوصول الى الغايات المطلوبة والحصول على السعادة المرجوّة، ومن أهمّ ما يرتبط بمفهوم التنظيم هو الوقت، فقانون الوقت يسير على الإنسان في كلّ ظروفه نائماً وقائماً، سليماً ومريضاً، صغيراً وكبيراً، فهو لا يتوقّف عند أحد ولا يتوقف لظرف ما، وقد أوصانا ديننا الحنيف بحسن استغلال الوقت وتنظيمه بما يرضي الله عز وجل، فالوقت ينقضي ولا يبقى منه سوى الذكرى والأعمال التي تمّت خلاله.
أهمّيّة الوقت
أقسم الله تعالى بالوقت في كتابه الكريم؛ قال عز وجل”والعصر، إن الإنسان لفي خسر”، وقال تعالى: ” والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى”، ولا يقسم العظيم إلا بعظيم، فأولى الإسلام الوقت الكثير من الإهتمام لأنّ فيه تتمّ الأعمال الصالحة أو الطالحة ويحاسب العبد بناءً على هذه الأعمال، ويعلم مكانه في الآخرة.
أوجب الإسلام ملأ الوقت بالأعمال الجيّدة والإيجابية والتي تعود على الفرد بالمنفعة والخير مثل: أداء العبادات، وممارسة الرياضة، والقراءة فيما ينفع الأمة، حيث إنّه لا يوجد أخطر على الناس خاصّة الشباب من الفراغ لأنّه يؤدّي إلى اتّباع الطريق الخاطئة، ويستغل الشيطان هذا الفراغ ويجرّ الإنسان إلى طريق الفساد والمعاصي ويزيّنها في عينه، ويصغّر من إثمها فيضيع الإنسان، وينغمس في الشهوات والضلالات، وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحّة والفراغ” (رواه البخاري).
يجب على الإنسان أن ينظّم وقته ويستغلّه؛ وأولى الخطوات هي تحديد هدف للسعي من أجل تحقيقه، فالعوم في هذه الحياة دون هدف توقِع الفرد في التخبط، وتداخل أمور حياته المختلفة مع بعضها، وقد يؤدّي به هذا إلى الشعور بالإحباط والتوتر والإكتئاب، والخطوة الأخرى هي تنظيم الوقت واستغلاله في اتباع الأسباب المشروعة التي قد توصل الى الهدف، كما يجب الإبتعاد عن أصدقاء السوء اللذين يضيعون وقتهم في اللهو واللعب واتباع المفاسد فالرفقة الصالحة تشجّع الفرد على استغلال الوقت بما يرضي الله عز وجل وكسب الحسنات التي تأتي يوم القيامة تثقل ميزانه.
ويجب أن لا ننسى أخي القارىء أنّ الإنسان سوف يُحاسب على كل لحظة من عمرة ماذا عمل بها؛ لذلك يجب المحافظة على هذا الوقت للفوز بالجنة عند الحساب، ولا ينفع الندم على ما فات من وقت، فكم من شيخٍ كبير يتمنّى لو يرجع به العمر ليستغلّ وقته فيما ينفعه، ولكن يجب عدم ترك المجال للشيطان بأن يدخل من مداخل أنّ الوقت قد فات ولا ينفع الندم وإنّما كل لحظة يمكن البداية منها فلعلّ هذه اللحظة هي التي يبدأ فيها الإنسان تصويب أوضاعه هي المنقذة له.