الأدعية والأذكار
أهمية الدعاء في حياة المسلم
خلق الله عزّ وجل الإنسان وأعطاه ما يحتاجه من أجل إعمار الأرض وعبادته تعالى، ولكنّه خلقه محتاجاً إليه في كلّ أحواله وظروفه، لذلك يلجأ العبد الى الدعاء بما يحتاجه من أجل إزالة الهم والخروج من الكرب والشدائد، وللدعاء أهميّة خاصة في حياة العبد؛ فهو لجوء إلى القوي العزيز الجبّار عند الضعف والحاجة.
أهمية الدعاء
- كسب الأجر والثواب بسبب تنفيذ أوامر الله عزّ وجل، فقد أمر الله عز وجل بالدعاء، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ أَنْ يَرْفَعَ إِلَيْهِ يَدَيْهِ، فَيَرُدَّهُمَا صِفْرًا))، ومن يقوم بذلك يكون طائعاً له عزّ وجل، كما أنها تعتبر من العبادات التي يحبّها تعالى.
- تدريب نفس العبد على التواضع وترك الكبر، ففي الدعاء رضوخ لله تعالى وطلب الحاجة منه، وهذا من أكبر أنواع الخضوع المحبّب الى الله تعالى.
- عندما يشعر العبد أنّ هناك باب يستطيع أن يطرقه عند الحاجة فإنّ ذلك يسبّب الراحة وإزالة الهم عن قلبه.
- يعتبر الدعاء من أسباب التوكّل على الله عز وجل، فعند توجّه العبد إلى الله عز وجل طالباً منه ما يريد فإنّ ذلك يدل على أن العبد متوكّلاً على الله ولديه القناعة بأنّ الله عز وجل هو مسير الأمور.
- إنّ الله تعالى يحبّ الدعاء والتضرع إليه، ولذلك فإنّ تركه يسبّب غضبه تعالى.
- يعتبر الدعاء سلامةً من العجز الّذي وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال: ((أعجز الناس من عجز عن الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام)).
شروط وآداب الدعاء
للدّعاء شروط وآداب يستحب أن يلتزم بها العبد ليصح دعاؤه، منها:
- أن يقوم العبد بالثناء على الله عزّ وجل واستذكار نعمه، ومن ثمّ الصلاة على سيد المرسلين سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم، واستقبال القبلة ورفع اليدين وختم الدعاء بالصلاة مرّةً أخرى على النبي صلى الله عليه وسلم.
- إيمان العبد واقتناعه بأنّ الله تعالى سوف يرزقه بما طلب، وإن كانت الطرق مختلفة، فأحياناً قد يطلب العبد من الله شيئاً معيّناً ولكن لا يحصل عليه مثلما دعا، وهنا قد يصيب قلبه الفتور، ولكن يجب أن يعلم أنّ الله تعالى قد رزقه ما طلب من خلال دفع أذىً عنه، أو أنه قد حفظها له إلى يوم القيامة ليحصل عليها بشكل أكبر، كما أنّه يجب على العبد أن يكون حاسماً في طلبه وليس متردداً.
- على العبد التأنّي وعدم استعجال الله عز وجل في الاستجابة، ويجب أن يكرّر الدعاء ويلحّ في طلبه، ويجب أن يحضر قلبه في الدعاء، ويكون مخلصاً لله عز وجل ولقدرته.
- ليست هناك طريقة معيّنة أو كلام معيّن للدعاء؛ بل إنّ الله عز وجل ترك العبد ليعبّر بطريقته وبلغته الخاصة عن مطالبه؛ حيث إنّه من غير المحبب أن يجتهد في جعل الدعاء سجعاً، كما أنه من غير المحبب أن يرفع صوته عند الدعاء لأنّ الله أقرب إلى العبد من حبل الوريد، ولا يحتاج إلى الصوت العالي في الدّعاء ليسمع طلب العبد، بل يجب أنيكون الدعاء على شكل مناجاةٍ.