أهمية التخطيط
لا يوجد شيء في هذا الكون عشوائيّاً، أو من خلال الطبيعة البحتة كما يدّعي بعض الذين سلبوا عقولهم بأفكار بائسة وجنوا على بشريّتهم بهذا الهراء، فالكون كلّه محكوم بالقانون العامّ الذي تنتظم به الأحداث، والأفلاك، ولا تتوارى فيه ذرّة عن مجرّة إلّا بسبب ولحكمة يعلمها الله، وقد هيّأ الله لنا بعضاً من هذا العلم، وعلى الرّغم من كلّ ما وصلت إليه البشريّة ما زلنا لم نؤت من العلم إلّا قليلاً.
وبالتالي فإنّ في هذا الكون وهذا العالم الذي نراه ماثلاً أمامنا درساً عمليّاً على أنّهُ لا يتحقق النجاح واستمرار الحياة وضمان عدم حدوث الأخطار إلاّ بالتنظيم والتخطيط، وفي ضوء ذلك فإنّ الإستقراءات الكونيّة يجب أن تنعكس بشكلٍ جليّ على حياة الإنسان وتكون انعكاساً للتخطيط والتنظيم العامّ الذي هوَ أساس الحياة، فماذا نعني بالتخطيط؟
التخطيط
التخطيط هوَ وضع الأمور في نصابها التنظيميّ من خلال الخطط المدروسة والمُحاكة بعناية، والتخطيط السليم أساس نجاح الأفراد والمؤسسات على كافّة الصُعُد، فلا تتصفّ جهةٌ ما بالنجاح بدون وجود التخطيط والتنظيم، كما أنّ التخطيط يكون بمُعاينة البدائل التي تُطرح أمام الإدارة بحيث يكون الاختيار الأنسب لخيارٍ مُعيّن دونَ خيارٍ آخر. وفي التعريف السائد لمفهوم التخطيط وضعٌ في مقام الوظيفة الإداريّة الأولى والأهم والتي تعتمد عليها بقيّة الوظائف الإداريّة الأخرى.
أهميّة التخطيط
- التخطيط يحمي المؤسسات والأفراد من الأخطار المُستقبليّة، ويضمَن المُستقبَل الآمن وخصوصاً عند دراسة الظّروف التي تمرّ بها الإدارة العامّة للمؤسسة أو حياة الشخص نفسه، وبالتالي نتجنّب الأخطاء التي قد تُصيب الجسم العامّ للمؤسسة من خلال الدراسة المُسبقة.
- يضمن التخطيط السليم عدم هدر الأموال الطائلة دون جدوى، وضمان توفير التكاليف الماديّة التي من المُمكن أن تُهدر بسبب سوء التخطيط والإدارة المسؤولة، حيث إنَّ التخطيط يقوم بتوظيف المال العامّ وتوظيف الطُرق التي يتمّ بها الإنفاق العاقل المدروس.
- يقوم التخطيط بدور بارز في الخلاص من الإشكاليات التي قد تطرأ على المؤسسة أو الشخص من خلال تجنّبها أثناء إعداد الخطط والدراسات.
- التخطيط يجعل المؤسسات والأشخاص في حالة أمان إداريّ وأمان وظيفي وينشر جوّاً من الاستقرار الذي يشجّع بدوره على أهميّة العمل الجادّ والطموح في سبيل قطف الثمار التي ألقت بها الدراسات والخُطط الواعية.
- التخطيط ينشر ثوب العدالة على المؤسسة ويُلقي بظلال العدل الوظيفيّ نتيجة معرفة كُلّ شخص بواجباته وحقوقه، حيث إنَّ التخطيط يضمن عدالة توزيع الحقوق بين الجميع بالشكل الذي يقضي على التحيّز والتمييز بين أفراد المؤسسة الواحدة.