أهمية الأرض
الأرض واحدة من المجموعة الشمسيّة المعتمة والتي تتلقى ضوءها من الشمس، وتتميّز عن غيرها من الكواكب بموقعها المتوسّط من الشمس، ولذلك تعتبر الأرض الكوكب الوحيد الذي به حياة، وقد تأثّرت الكرة الأرضيّة بعوامل جيولوجيّة كثيرة أدّت إلى إحداث تغيّرات بشكل القارات، والبحار، والمحيطات، وما زالت تتأثّر بعوامل داخليّة مثل البراكين، والزلازل، والالتواءات، والانكسارات التي تغيّر من مظاهر سطحها ومكوّنة بالتالي للجبال والهضاب، كما تتأثّر بعوامل خارجيّة وهي عوامل التعرية التي تعمل على تسوية سطح الأرض. وتدور الأرض حول الشمس دورةً كل عام تنتج عنها الفصول الأربعة، كما وتدور دورةً ثانيةً حول نفسها ينتج عنها الليل والنهار. وبسبب تلك الظواهر وُجدت على الأرض ظروف الحياة المختلفة، فلو كانت الأرض غير متحرّكة لكان هناك ليل دائم في بعض الأماكن ونهار دائم في أماكن أخرى، وصيف دائم وشتاء دائم.
أهمية الأرض للحياة
لقد خلق الله تعالى الأرض أولاً ومن بعدها خلق الكائنات الحيّة، حيث إنّ الأرض هي الوسط الذي تعيش فيه هذه الكائنات الحيّة، وعند قولنا الأرض نعني اليابس والماء، فالأرض بدورها كانت شرطاً أساسياً لوجود النوع الإنساني وبقائه، حيث إنّ الأرض هي مصدر الغذاء والماء، أمّا ما تبقى من الحرارة، والبرودة، والهواء فالمصدر الرئيسي لهم هو الغلاف الجوي للأرض.
وكما أنّ الشمس مصدر الحياة على الأرض، فالأرض مصدر الحياة للكائنات الحيّة من الإنسان إلى الحيوان و النبات وباقي المخلوقات، ويبقى ما يختلف هنا هو تعامل كل صنف من هذه المخلوقات مع الأرض، فالحيوان والنبات يتعامل مع الأرض من جانب واحد لكون الأرض توفّر لكل منهما حاجاته الحيويّة، بينما يتفاعل الإنسان مع ما حوله من الموجودات (البيئة) ويتطوّر هذا التفاعل بحسب معرفة الإنسان وتطور هذه المعرفة.
وفيما يختص بعيش الإنسان على سطح الأرض فقد عاش الإنسان في مراحل حياته الأولى كغيرة من الحيوانات معتمداً على ما تجود به الطبيعة عليه من مأكل، ومشرب، وملبس متنقّلاً من مكان إلى آخر، إلى أن اكتشف الزراعة التي يعد اكتشافها هو بداية مرحلة التمدّن عند الإنسان فاستوطن في مكان محدّد وبدأ يؤثّر في الطبيعة، فعلاقة الإنسان مع الطبيعة هي علاقة مزدوجة، فالأرض تعطي الإنسان المواد الخام والإنسان يصنع هذه المواد.
وبسبب تطوّر المعرفة عند الإنسان ومن أجل تلبية احتياجاته المتزايدة، بات الآن البيئة تشهد حركة تدميريّة واسعة، وهي التي تشكّل بدورها مصدر حياة ذلك الإنسلان فتحايل على مقدرة التربة على توفير الغذاء له باستخدام الأسمدة، وبحث عن المياه في الأرض واستنزفها، واستغل الغابات بأكثر من طاقتها/ ممّا أدّى هذا كلّه إلى تدهور التوازن بين هذه المكونات، وإلحاق التلوّث بالبيئة، لذا ومن هنا وجب علينا أن نحفظ بيئتنا ونقيها من التلوّث، ضماناً لصحة أفضل.