أنبياء الله
اصطفى الله تعالى من البشر رسلًا وأنبياء خصّهم برسالته وتبليغ شرائعه إلى النّاس، وقد كان هؤلاء المصطفين من خيرة عباد الله حيث اتّصفوا بالصّفات الحميدة والأخلاق الحسنة فكانوا صفوة البشر بلا منازع، ولم تخل أمّةٌ من الأمم من الرّسل والأنبياء، فقد أقام الله تعالى الحجّة على البشر من خلال الرّسل والأنبياء حتّى لا يكون لأحد عذر عند الله تعالى بعدم وصول رسالة الله تعالى إليه، وقد كان رسل الله وأنبياcه مثالًا في البذل والتّضحية في سبيل الدّعوة إلى الله، حتّى أنّ كثيراً منهم بل أغلبهم تعرّض للأذى من قِبل قومه ولم يثنه ذلك عن تبليغ رسالة الله تعالى، وقد تفاوت الأنبياء والرّسل فيما بينهم في الدّرجات فكان هناك أولوا العزم من الرّسل وهم خمسة نوح وموسى، وإبراهيم ،وعيسى، ومحمّد عليهم الصّلاة والسّلام .
وقد فرّق جمهور العلماء بين النّبي والرّسول، فالرّسول يأتي برسالة وشريعة جديدة من ربّ العالمين، بينما النّبي يكون في قومه لتأكيد الشّريعة التي أُرسلت من قبله وبيان الأحكام الشّرعية وغير ذلك من المسائل لقومه، فكلّ رسول يكون نبي، بينما ليس كلّ نبي رسول، وقد وردت روايات عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام في عدد الأنبياء والمرسلين، فالأنبياء يبلغون حوالي مائة وأربعة وعشرين ألفًا بينما الرّسل لا يتجاوزون ثلاثمائة وبضعة عشر رسولًا، وقد كان أوّل رسولٍ يبعثه الله تعالى سيّدنا نوح عليه السّلام، إذ كان النّاس قبله على دين الله تعالى والتّوحيد، فجاءهم الشّيطان فعبدوا الأصنام وتركوا دين آبائهم، ممّا استلزم إرسال الرّسل لتذكير النّاس بدينهم وإعادتهم إلى جادة الصّواب والصّراط المستقيم.
وقد ذكر القرآن الكريم خمسةً وعشرين نبيًّا ورسولًا منهم آدم، ونوح وهود، وصالح، وشعيب، وموسى، وعيسى، ولوط، ويونس، وداود وسليمان، وإبراهيم، واسماعيل، واسحق، ويعقوب، ويوسف، وهارون، وإلياس، وإدريس، وذو الكفل، وزكريا، ويحيى، واليسع عليهم جميعا أفضل الصّلاة والتّسليم وأخيرًا نبيّ الأمّة وخاتم النّبيّين محمّد عليه الصّلاة والسّلام .
وقد توافرت في الأنبياء والرّسل عددٌ من الصّفات منها الذّكورة حيث لم يبعث الله تعالى إلا رجالًا، إلى جانب صفات التّقوى، والعدالة، والتّعبد لله تعالى فقد كانوا قبل البعثة يتحنّثون لله تعالى كما كان النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام يتعبّد في غار حراء، والأنبياء هم بشر يأكلون، ويشربون، ويمشون في الأسواق، مع تواجد صّفات تميّزهم عن بقية البشر ومنها أنّه تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم، وأنّهم يخيّرون حين قبض الرّوح وكذلك لا يورثوا ديناراً ولا درهمًاً.