: أفعال الظن والمقاربة والشروع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله.
السلام عليكم أحبتي في الله.
مازلنا في معرض الحديث عن نواسخ المبتدأ والخبر.
واليوم نتناول بعون الله الأفعال التي تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر.
هي ثلاثة أقسام: أفعال الظن، وأفعال اليقين، وأفعال التحويل.
1 _ أفعال الظن: مثل: ظنَّ، كقولنا: ظننت الدرسَ صعباً. المفعول الأول (الدرس) والمفعول الثاني(صعباً)
حسِب، كقولنا: حسِبت الوقتَ انتهى. المفعول الأول( الوقت) والمفعول الثاني جملة(انتهى)
خال، مثل: خلت السفرَ هيناً. المفعول الأول (السفر) المفعول الثاني (هيناً)
زعم. مثل: زعم الكفار أن محمداً صلى الله عليه وسلم ساحرٌ. جملة أنّ مع اسمها وخبرها سدت مسد مفعولَي زعم.
2 _ أفعال اليقين: مثل: وجد، كقولنا: وجدت النحوَ ممتعاً.
رأى ، كقولنا: رأيت اللهَ أكبرَ كل شيءٍ.
علم، مثل: علمتُ القصةَ كاملةً.
ألفى، مثل: ألفيت الصدقَ منجياً.
وتسمى هذه الأفعال أفعال القلوب لأنها تدل على معانٍ تُدرك بالقلب، لا بالحس.
فالوجود في المثال الأول إدراك معنوي وليس وجوداً حسياً.*****
وكذلك الرؤية في المثال الثاني ليست رؤية حسية بصرية، وإنما هي رؤية قلبية أي إدراك بالعقل.وهكذا.
ويشترط في هذه الأفعال أت تدل على معنى قلبي. فإن دلت على معنى حسي اكتفت بمفعول به واحد.
3 _ أفعال التحويل : مثل: جعل، كقولنا جعل البرد الماءَ جليداً.
صيَّر، مثل: صيَّر الشرحَ القاعدةَ سهلةً
اتَّخذ: كقوله تعالى:” واتخذ الله ُ إبراهيمَ خليلاً”
ترك: كقوله تعالى:”وتركنا بعضَهم يموج في بعض” المفعول الأول في هذه الآية (بعضَهم) والمفعول الثاني(جملة يموج)
ردَّ: كقوله تعالى:”ودَّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً”المفعول الأول في هذه الآية ( الكاف في يردونكم) والمفعول الثاني (كفاراً).
ويشترط في هذه الأفعال أن تدل على التحويل، وإلا فإنها لا تنصب مفعولين.
ملاحظة: قد تدخل هذه الأفعال على جملة اسمية مسبوقة بأنَّ المشبهة بالفعل، وعندئذ تسد أنَّ مع اسمها وخبرها مسد المفعولين. إذ الغاية تمام المعنى.