أعراض تضخم البروستاتا
البروستاتا
البروستاتا غُدّة تُشبه حبّة الجَوز، وهي جزء من الأعضاء التناسليّة للرّجل والتي تشملُ أيضاً القضيب، وكيس الصَّفَن، والخصْيتين. تُفرِز البروستاتا جزءاً من السّائل المنويّ الذي هو مزيجٌ من الحيوانات المنويّة وإفرازات البروستاتا، وتقع أمام المُستقيم، وتحت المَثَانَة، وتحيطُ بالإحليل عند عنق المَثَانَة. يمرُّ من خلال البروستاتا البَوْل والسّائل المنويّ الذي يتدفّق عبر الإحليل الذي هو أنبوب يحمل البَوْل من المَثَانَة إلى خارج الجسم، كما يحمل السَّائل المنويّ من خلال القضيب أثناء القذف. تتعرّض البروستاتا لعدد من الأمراض منها تضخُّم البروستاتا، والتهاب البروستاتا، وسرطان البروستاتا.[١]
تَضَخُّم البروستاتا
يحدث تضخُّم البروستاتا الحميد (بالإنجليزية: Benign Prostatic Hyperplasia أو Prostate Enlargement) لدى جميع الرّجال تقريباً مع تقدُّمهم في السِّن، وما يُقارب نصف الرّجال الذين تزيد أعمارهم عن 75 عاماً تظهر لديهم بعض أعراض تَضَخُّم البروستاتا. عند تَضَخُّم حجم البروستاتا التي تُحيط بالإحليل قد تضغط أو تمنع جُزئيّاً مجرى البَوْل، ممّا يُسبّب مشاكل عند التبوُّل.[٢]
أعراض تَضَخُّم البروستاتا
من الأعراض التي تدلُ على الإصابة بتَضَخُّم البروستاتا ما يأتي:[٣]
- الحاجة المُتكرّرة أو المُلحّة للتبوّل: كثيرٌ من الرّجال الذين يُعانون من تَضَخُّم البروستاتا الحميد يشعرون بالحاجة إلىالتبوُّل بشكل مُتكرّر وخصوصاً في اللّيل. ويُعَرَّف كثرة التبوُّل من قبل المعاهد الوطنيّة للصحّة بالحاجة إلى التبوُّل ثمانِ مرّاتٍ أو أكثر في اليوم الواحد.
- صُعوبة في التبوُّل: يُعاني المُصاب بتَضَخُّم البروستاتا من صعوبةٍ في التبوُّل بسبب زيادة ضغط البروستاتا على مجرى البَوْل، كما يُمكن أن يُؤدّي إلى إغلاق مَجرى البَوْل، ممّا يجعل من الصّعب بِدء تدفّق البَوْل، أو ضعفه، أو تَقَطُعِّه خاصّةً في نهاية التبوُّل.
- الشّعور بالألم أثناء التبوُّل أو القَذْف: يُؤدّي تَضَخُّم البروستاتا إلى الضّغط على المسالك البَوْلية والتناسليّة، وبالتّالي الشّعور بالألم أثناء التبوُّل والقَذْف، وقد يكون الشّعور بالألم ناتجاً عن الإصابة بعدوى، وهي من المُضاعفات الشّائعة لتَضَخُّم البروستاتا.
- نزول دم أثناء التبوُّل، وتَغير رائحة ولون البَوْل: احتباس البَوْل يُؤدّي إلى تَغيُّرٍ في لون ورائحته، التي تدلُّ على التهابٍ في المسالك البَوْلية، وينتج الدَّم عن توسُّع الأوردة على سطح البروستاتا المُتَضَخّمة.
- احتباس البَوْل: عدم خروج البَوْل نهائيّاً، وهذا قد يستدعي تدخُّلاً عاجلاً من قِبَل الطّبيب لإدخال أنبوب يُعرف باسم القسطرة في المَثَانَة لتصريف البَوْل.
- التهابات المسالك البَوْليّة: عدم القدرة على تفريغ المَثَانَة من البَوْل يُمكن أن يُسبّب نموّ البكتيريا في المَثَانَة، ممّا يُؤدّي إلى عدوى المسالك البَوْليّة. قد تُسبّب هذه الالتهابات رائحةً كريهةً أو البَوْل الدمويّ.
- تلف المَثَانَة والكليتين: ينتج عن عدَم تفريغ المَثَانَة زيادة في سُمكها، فتفقد قدرتها على الانقباض بشكلٍ طبيعيّ، ممّا يجعل الأمر أكثر صعوبةً لإفراغ المَثَانَة تماماً، قد يُسبّب احتباس البَوْل الالتهابات التي تبدأ في المَثَانَة وتنتشر إلى الكليتين، كما أنَّ تَضَخُّم البروستاتا قد يضغط على المَثَانَة، ويُلحق الضّرر في الكليتين.
- حصوات المَثَانَة: حصوات المَثَانَة هي بلّورات صلبة من المعادن في المَثَانَة تتشكّل عندما يُصبح البَوْل مُركَّزاً للغاية لعدم القدرة على إفراغ المَثَانَة تماماً. يمكن أن تُسبِّب هذه الحصى:
- التهابات شديدة.
- دم في البَوْل.
- تهيُّج المَثَانَة.
- انسداد تدفُّق البَوْل.
تشخيص تَضَخُّم البوستاتا
يُمكن للطّبيب تشخيص تَضَخُّم البروستاتا باستخدام التّدابير الآتية:[٤]
- دراسة مُعدّل تدفُق البَوْل: يقومُ المريض خلال هذا الاختبار بتفريغ مثانته، ويستخدم الطّبيب جهازاً خاصّاً للكشف عن انخفاض تدفُّق البَوْل.
- فحص المُستقيم الرَقَميّ: يقوم الطّبيب في هذا الفحص بتحَسُّس البروستاتا من خلال فتحة المستقيم للكشف عن وجود أورام في البروستاتا أو سرطان البروستاتا.
- فحص مُستضِّد البروستاتا المُحدّد (PSA): الذي يُشير ارتفاعه عن المستوى الطبيعيّ إلى وجود اضطرابات البروستاتا ومنها سرطان البروستاتا.
- تنظير المَثَانَة: في هذا الفحص يقوم الطّبيب بإدخال أنبوبٍ رفيع مع ضوءٍ صغير في نهايته يُدعى منظار المَثَانَة من خلال فتحة الإحليل في القضيب. يحتوي منظار المَثَانَة على كاميرا تسمح للطّبيب بفحص داخل البروستاتا، وقناة مجرى البَوْل، والمَثَانَة.
- فحص الموجات فوق الصوتيّة: يستخدَم الطّبيب مسبار الموجات فوق الصوتيّة للحصول على صور للبروستاتا لمعرفة مقدار التَضَخُّم فيها.
- فحص خزعة من البروستاتا: في هذا الفحص يقوم الطّبيب بأخذ جزء صغير من أنسجة البروستاتا لدراستها تحت المِجهر.
- فحص الموجات الصوتيّة عبر جدار البطن: يمكن إجراء هذا الفحص لقياس حجم البروستاتا وكميّة البَوْل المتبقية في المَثَانَة بعد التبوُّل.
- تصوير البروستاتا بالرّنين المغناطيسي (MRI): يُوفّر التّصوير بالرّنين المغناطيسيّ صورةً دقيقة عن حالة البروستاتا.
علاج تَضَخُّم البروستاتا
تعتمد خيارات علاج تَضَخُّم البروستاتا على عدّةِ عوامل منها:[٥]
- شِدة ظهورِ الأعراض.
- حجم البروستاتا.
- عُمر المريض.
- الصّحة العامّة للمريض.
وتشمل خيارات العِلاج ما يأتي:
- أدوية مُثبّطات ألفا: التي تُؤدّي إلي ارتخاء الألياف العضليّة للبروستاتا والمَثَانَة البَوْلية، ممّا يُسهّل خروج البَوْل أثناء عمليّة التبوُّل.
- أدوية مُثبّطات مُختزلة الألفا: تُؤثِّر هذه الأدوية على الهرمونات الذكوريّة المُسبّبة لتَضَخُّم البروستاتا، ممّا يُؤدّي لتوقّف تَضَخُّم الغدّة وتُقلِّص من حجمها.
- العلاج بموجات الميكروويف التي تولّدُ حرارةً تقوم بتدَمير الجزء الداخليّ لغدة البروستاتا المتَضَخِّمة، الأمر الَذي يُؤدّي إلى تقليص حجم البروستاتا وتسهيل تدفُّق البَوْل.
- استئصال البروستاتا بالإبرة عبر الإحليل من خلال أمواج الرّاديو: في هذا الإجراء يتمُ تمرير مِنظارٍ في الإحليل، ومن ثم يقومُ الطّبيب باستخدام المِنظار لوضع الإبر في أماكنَ مُعيّنةٍ في غدّة البروستاتا، ثم يتمّ تمرير موجات الرّاديو التي تقوم بدورها بتسخين وتدَمير أنسجةِ البروستاتا التي تُعرقل تدفّق البَوْل.
- العمليّات الجراحيّة وتشمل :
- اِستِئصال البروستاتا عبر الإحليل (TRUP)، هذا الخيار لا يستدعي جراحةً مفتوحةً ولا إحداث شقّ خارجيّ، يقوم الجرّاح من خلاله باِستِئصال نسيج البروستاتا الذي يُعيق مَجرى البَوْل باستخدام منظار خاصّ.
- شقّ البروستاتا عبر الإحليل (TUIP): يقوم الجراح بعمل شَّق في غدّة البروستاتا لفتح قناةٍ في الإحليل لمرور البول.
- جراحة اللّيزر لعلاج البروستاتا، يتمّ من خلالها تمرير أشعّة ليزر إلى الإحليل وتفتيت أو تذويب أنسجة البروستاتا التي تُعيق مجرى البَوْل.
- اِستِئصال البروستاتا المفتوح، يقوم الجرّاح بعمل فتح أو شَّق في أسفل البطن للوصول إلى البروستاتا واِستِئصال الجزء الذي يُعيق مرور البَوْل.
النّظام الغذائيّ وصحّة البروستاتا
إنَّ اِتِّباع نظام غذائيّ غنيّ ببعض الفيتامينات والمعادن يُمكن أن يُبقي البروستاتا بصحّة جيّدة ويقي من تَضَخُّمها، كما أنّ ازدياد الوزن يُعتبر عامل خطرٍ قد يزيد من احتمال الإصابة بمشاكل البروستاتا، ممّا يجعل من الوجبات الصحيّة عاملاً مُهمّاً لتخفيف الوزن والوقاية من أمراض البروستاتا. وفي ما يأتي أهمّ الأغذية والأعشاب التي يُنصح بها لصحة البروستاتا:[٦][٧]
- تناول أغذية غنيّة بالزنك: الزّنك من العناصر المُهمّة لصحّة البروستاتا، وقد أشارت دراسةٌ نُشِرت في المجلة الهنديّة لجراحة المسالك البَوْلية أنَّ الرّجال المُصابون بتَضَخُّم أو سرطان البروستاتا لديهم مُستوىً مُنخفض من الزّنك، ويُمكن الحصول على الزّنك من خلال تناول بذور السّمسم، وبذور اليقطين، واللّوز، واللّوبياء المُقرّنة (فاصولياء الأزوكي، بُقول حمراء صغيرة الحجم).
- تناوُل مصادر غنيّة بأومغا 3 الذي يعمل على تخفيف الوزن والوقاية من تَضَخُّم البروستاتا، ومن المصادر الغنيّة بأومغا 3 السّلمون، وبذور الكتّان المطحون، والجوز، وبذور الشّيا، وزيت الكانولا.
- تناوُل الخضروات الغنيّة بفيتامين ج مثل القرنبيط، والفلفل الحلو، والبروكلي، والملفوف، والكرنب، والبندورة.
- تناوُل أغذية غنيّة باللّيكوبين (من الكاروتينويدات والذي يُعطي اللّون الأحمر لبعض الخضار والفاكهة)، أفادت إحدى الدّراسات أنّ اللّيكوبين يعملُ على الوقاية من تَضَخُّم البروستاتا، وسرطان البروستاتا. من الأغذيّة الغنية باللّيكوبين الطّماطم، والبطّيخ، والمشمش، والجريب فروت الورديّ، والبابايا، والأفوكادو.
- تناوُل الأطعمة الغنيّة بمادة بيتا سيتوستيرول يُقلّل من الأعراض المُرتبطة بتَضَخُّم البروستاتا مثل نقص تدفُّق البَوْل، وعدَم إفراغ المَثَانَة تماماً. من مصادر بيتا سيتوستيرول الأفوكادو، وبذور اليقطين، وجنين القمح، وفول الصّويا، والجوز الأمريكيّ.
- الإكثار من تناول الخضروات يُساعد على خفض خطر الإصابة بتَضَخُّم البروستاتا، والخضار الورقيّة الخضراء ذاتُ أهميّةٍ خاصّةٍ لأنّها غنيّةٌ بالمواد المُضادّة للأكسدة. كذلك البروكلي، والبصل، والثّوم .
- تناوُل مصادر ايسوفلافون الصّويا يُقلّل من نموّ الخلايا السرطانيّة في البروستاتا، ويُخفّف من أعراض تَضَخُّم البروستاتا، ومن مصادر هذه المادة التّوفو، وحليب الصّويا، ولبن الصّويا، وفول الصّويا المُحمّص.
- تناوّل البلميط المِنشاريّ (عبارة عن نخل صغير الشُّجيرات يتراوح ارتفاعه بين 1-2 متراً وتُعرف أيضاً باسم سابال) يُثبِّط عمل الإنزيم الذي يُغيّر هرمون التّستوستيرون، ويُقلّل من تَضَخُّم البروستاتا.
- تناول أزهار الصبّار: تُخفّف أزهار الصبّار من مُضاعفات تَضَخُّم البروستاتا، ولها دور في تنظيف المسالك البَوْليّة، ومنع الالتهابات، ومنع تكون حصى الكلِى.
- تناول عشبة البطباط: (بالإنجليزية: Polygonum) هو نبات من الفصيلة العُقديّة، يَقي من التهاب المسالك البَوْليّة، مُضادّ للالتهابات، ويُقلّل من خطر الإصابة بالأورام السرطانيّة.