أعراض تخثر الدم
تعريف خثرة الدّم
تُعرف خثرة الدّم بأنّها كتلة شبه صلبة أو هلاميّة من الدّم، تتكوّن لمنع فقدان الكثير من الدّم عند التعرّض للجروح أو الإصابات.[١] فور حدوث جرح أو إصابة في الوعاء الدّمويّ تقوم الصّفائح الدمويّة بالالتصاق بحافتَيّ الجرح وجذب المزيد من الصّفائح الدمويّة لإيقاف النّزيف، بعد ذلك تقوم عوامل التخثّر، وهي جُزيئات صغيرة، بإنتاج خيوط من الفايبرين للالتصاق معاً وسدّ الجرح من الدّاخل، وهذا يُؤدّي إلى شفاء الوعاء الدمويّ وذوبان الخثرة بعد أيّام قليلة.[٢]
على الرّغم من أنّ الخثرة عادةً لا تكون مُؤذيةً إن لم تتحرّك من مكانها، إلّا أنّها تُصبح خطرةً إن انتقلت من مكانها إلى مكان آخر عبر الأوردة، حيث إنّها قد تقف في مكان ما وتمنع الدّم من التدفّق، وهذا التّوقف قد يُسبّب حالةً طبيّةً طارئةً.[١]
أعراض تخثّر الدم
قد يحدث تخثّر الدّم، أو ما يُعرَف أيضاً بالجلطات، دون أيّة أعراض أو علامات أوليّة، لكن إن ظهرت الأعراض والعلامات فإنّها قد تتشابه مع أمراض أُخرى. ويُذكَر أنّ نحو 50% ممّن لديهم هذه الخثرات لا يشعرون بأيّة أعراض. تختلف هذه الأعراض بناءً على مكان الخثرة كما يأتي:[١]
- الخثرة الدّموية في الدّماغ: وتتضمّن أعراضها، بالإضافة إلىالصّداع الشّديد والمفاجئ، صعوبةً مُفاجئةً بالرّؤية أو النّطق، فضلاً عن أعراض أخرى.
- الخثرة الدمويّة في القلب: يشعر مُصاب هذه الحالة بثقل وألم في الصّدر، كما أنّه قد يُصاب بضيق في التنفّس، وصداع، وأعراض أخرى. يُشار إلى أنّ خثرات القلب لا تُعَدّ شائعةً كثيراً بين النّاس.
- الخثرة الدمويّة في السّاق: وتتضمّن أعراضها الألم، والانتفاخ وازرقاق لون الجلد، والشّعور بالدفء في المنطقة المُصابة. تختلف الأعراض بناءً على اختلاف حجم الخثرة، لذلك، قد لا يُصاب البعض بأيّة أعراض، أو قد يُصابون بأعراض طفيفة إن كانت الخثرة صغيرةً.
- الخثرة الدمويّة في الرّئة: وتتضمّن أعراضها الخفقان، وضيقاً غير مُبرّر بالتنفّس، فضلاً عن آلام الصّدر، وخروج الدّم مع السّعال.
- الخثرة الدمويّة في البطن: وتتضمّن أعراضها ألماً شديداً في البطن، بالإضافة إلى الإسهال والتقيّؤ.
عوامل توجب اللّجوء إلى الطّبيب
هناك صعوبة كبيرة في تشخيص الخثرات الدّمويّة عبر الأعراض فقط. لذلك، فينصح بالاتّصال بالطّبيب في حالة الشّكّ بوجود خثرة في مكان ما في الجسم.[١] وتتضمّن الأعراض التي قد تدلّ على وجود خثرة في مكان ما من الجسم، والتي عادة ما تأتي بشكل مفاجئ ما يأتي:[١]
- الضّغط على الصّدر.
- صعوبة في التّنفس أو النّطق أو الرّؤية.
- ضيق فجائي في الأنفاس.
- يجب في هذه الحالات الذّهاب إلى أقرب قسم للطّوارئ. فالأطبّاء هناك قادرون على تحديد ما إن كان هناك بالفعل خثرة في مكان ما من الجسم أو قد يقومون بتحويل الشخص لإجراء المزيد من الفحوصات للتعرّف على السبب وراء الأعراض.[١]
عوامل تزيد من احتماليّة الإصابة بالخثرات الدّمويّة
هناك عدة عوامل تزيد من احتماليّة الإصابة بالخثرات الدمويّة، منها ما يأتي:[١]
- البقاء في المستشفى أو المنزل دون حركة لمدّة طويلة؛ وذلك عادةً ما يكون بعد الخضوع لعمليّة جراحيّة كبيرة.
- السّفر في رحلات طويلة؛ وذلك بشكل خاصّ في الرّحلات التي يستمرّ الشّخص خلالها في وضعيّة الجلوس لمدّة 4 ساعات أو أكثر.
- السنّ؛ وخصوصاً لدى من تزيد أعمارهم عن 65 عاماً.
- التّدخين.
- وجود تاريخ عائليّ للإصابة بالخثرات الدمويّة.
- الوزن الزّائد.
- الحمل عند النّساء.
- استخدام بعض أدوية منع الحمل.
عوامل تُقلّل من احتماليّة الإصابة بالخثرات الدمويّة
تتضمّن النّصائح التي يجب أخذها بعين الاعتبار للوقاية من الخثرات الدّمويّة ما يأتي:[٣]
- طلب رأي الطّبيب حول إمكانيّة استخدام مُميّعات للدّم أو جوارب ضاغطة لمنع تكوّن الخثرات في حالة الحاجة لدخول المستشفى لمدّة طويلة.
- التحدّث مع الطّبيب حول إمكانيّة تَسبُّب الأدوية الهرمونيّة في تشكيل الخثرات.
- فقدان الوزن إن كان زائداً.
- الحركة كلّ ساعة على الأقلّ عند السّفر بالطّائرة أو غيرها، خصوصاً إن كانت مدّة السفر 4 ساعات أو أكثر.
- التوقّف عن القيادة كلّ ساعتين على الأقلّ والقيام ببعض الحركة.
- تحريك أصابع القدم ومِفصل الكاحل بشكل دائريّ أثناء الجلوس إن لم يكن هناك إمكانيّة للوقوف.
- مُمارسة التّمارين الرياضيّة والحفاظ على النّشاط.
علاج الخثرات الدمويّة
علاج خثرات الدّم الوريديّة
عادةً ما يتمّ إعطاء المُصاب بخثرة الدّم الوريديّة أدوية مُميّعة للدّم، وذلك لمُساعدة الخثرة على العبور من مكانها، كما قد يقوم الطّبيب بإجراء طبيّ للمُصاب لوضع مُرشّح بالوريد الأجوف السفليّ، وهذا الإجراء الطبيّ يُنصَح به لدى الأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة بالخثرات؛ حيث يُوضَع المُرشّح داخل الوريد لمنع تحرّك الخثرات عبر الوريد إلى الرّئتين أو القلب.[٤]
علاج خثرات الدّم الشريانيّة
قد يقوم الطّبيب بإجراء طبيّ يُعرف باسم انحلال الخثرة بالقسطرةالمُوجّهة؛ حيث يتمّ إيصال أدوية لتحطيم الخثرة في مكانها أو إجراء عمليّة جراحيّة لإزالة الخثرة، هذه العلاجات تُعدّ مُهمّةً كون الخثرات الشريانيّة قد تمنع تدفّق الدّم لأعضاء رئيسيّة في الجسم. ويُشار إلى أنّ هذه العلاجات عادةً ما تُستخدم في الحالات المُهدِّدة للحياة فقط.[٤]