أعراض الإصابة بفيروس سي النشط
فيروس C
يُعدّ فيروس C أحد أنواع الفيروسات التي تُسبِّب مرض التهاب الكبد الوبائيّ، وهو أحد أكثر هذه الفيروسات خطورةً؛ وذلك لارتباطه بإصابة الكبد بالتهاب مُزمِن، بالإضافة إلى المضاعفات الخطيرة التي تنتج عنه، مثل: تليُّف الكبد، وسرطان الكبد، وتتسبّب أنواع أخرى من الفيروسات بالإصابة بالتهاب الكبد، وتُسمّى بحروف الأبجديّة الإنجليزيّة، ويُعَدّ الفيروسان (C,B) أكثر الأنواع خطورةً وتسبُّباً بالتهاب الكبد المُزمِن، وقد ينتج أيضاً من الإصابة بأنواع أخرى من العدوى، أو جرّاء تناول أنواع معيّنة من الأدوية، بالإضافة إلى التعرّض إلى بعض السّموم، أو المُعاناة من أمراض المناعة الذاتيّة.[١]
أنواع التهاب الكبد الفيروسيّ C
هناك نوعان رئيسان من التهاب الكبد الناتج عن فيروس C: النّوع النَّشِط منه، الذي تستمرّ أعراضه مدّةً قصيرةً، يصل أقصاها إلى ستّة أشهر، أمّا النوع المُزمِن فينتُج غالباً بعد المُعاناة من النّوع النَّشِط؛ إذ من الصّعب على جسم الإنسان التخلُّص من هذا الفيروس، ويُعاني المريض منه مدى الحياة، وتظهر الأعراض فيه على شكل نوباتٍ، وذلك عند تفاقُم المرض وتسبُّبه بأضرارٍ جسيمةٍ للكبد، ويُقسَّم التهاب الكبد الناتج عن فيروس C إلى أنواع فرعيّة؛ وفقاً للنّمط الجينيّ لكلّ نوع، ولا وجود لاختلاف بين هذه الأنواع من حيث شدّة المرض وخطورته، إلّا أنّ تقسيمها على هذا النّحو له أهميّة كبيرة في تحديد نوع العلاج، وجُرعته، ومُدّته.[١]
أعراض التهاب الكبد الفيروسيّ C
تُشير الدّراسات إلى أنّ حوالي 80% من مرضى التهاب الكبد النّاتج عن فيروس C النَّشِط لا يُعانون أيّة أعراضٍ، أمّا في حال وجود أعراض فإنّها تظهر عادةً في مُدّة تتراوح بين أسبوعين وستّة أشهر بعد دخول الفيروس جسمَ المريض، وغالباً ما تكون هذه الأعراض مُشابِهةً إلى حدّ كبير لأعراض الإنفلونزا، أمّا الأعراض المُصاحِبة لهذا الالتهاب فهي على النّحو الآتي:[٢][٣]
- الشُّعور بآلام حادّة في البطن، خصوصاً في الجزء العلويّ منه.
- المُعاناة من الصّفار، وغالباً ما يظهر على الجلد أو العينين.
- الشُّعور بالتّعب العامّ والإعياء الشّديدين، وقد يُصاحِبهما الشّعور بآلام في مُختلَف عضلات الجسم والمفاصل.
- تحوُّل لون البول ليُصبِح داكناً، بالإضافة إلى تغيُّر لون البراز إلى اللون الفاتح، حيث يُشبِّهه الأطبّاء عادةً بلون الصّلصال.
- المعاناة من القشعريرة، وارتفاع درجة حرارة الجسم.
- فقدان الشهيّة للطّعام، وفقدان الوزن، بالإضافة إلى الشُّعور بالغثيان.
- الشُّعور بالحكّة الشّديدة في الجلد.
- المُعاناة من تقلُّبات المزاج.
مُضاعفات التهاب الكبد الفيروسيّ C
يُعدّ فيروس C أخطر أنواع الفيروسات المُسبِّبة لالتهاب الكبد الوبائيّ؛ بسبب خطورة المضاعفات التي قد تنتج عنه، فإضافةً إلى أنّ حوالي نصف المرضى المُصابين بالنّوع النّشِط منه سيصابون بالنّوع المُزمِن، فقد يُسبِّب هذا الالتهاب تشمُّع أنسجة الكبد، حينها تحوّل أنسجة الكبد السّليمة إلى أنسجة مريضة مُتليِّفة، ممّا يمنع الكبد من أداء وظائفه أداءً سليماً، ولا يمكن شفاء هذه الحالة إلّا بإجراء زراعةٍ للكبد، ومن مضاعفات التهاب الكبد C أيضاً فشل الكبد، وهو المرحلة النهائيّة من مرض الكبد، وفيه يتوقّف الكبد عن أداء وظائفه جميعها تقريباً، وقد يحدث هذا بعد المعاناة من تشمُّع الكبد، وربّما يسبّب التهاب الكبد الناتج عن فيروس C الإصابةَ بسرطان الكبد كذلك.[٤]
طرق انتقال فيروس C
ينتقل فيروس C غالباً عبر الدّم وبعض سوائل الجسم الأخرى، وهذه طريقة انتقال فيروس B نفسها؛ ويحدث ذلك عندما يختلط الدّم المُلوَّث بهذا الفيروس بدم الشّخص المُصاب، عن طريق ستخدام الإبَر المُلوَّثة بالفيروس، خصوصاً تلك التي يستخدمها متعاطو العقاقير المخدِّرة، بالإضافة إلى استخدام أدوات حِلاقة شخصٍ مُصابٍ، أو شفراته المُلوَّثة، أو فرشاة أسنانه.[٤]
من المُلاحظ انتشار فيروس C كذلك ضمن الأشخاص الذين يرسمون وُشوماً على أجسادهم في بيئة غير نظيفة، أو باستخدام أدوات غير مُعقَّمة، وقد ينتقل عبر ممارسة الجنس غير الآمن -أي دون استخدام أساليب الوقاية- إلّا أنّ انتقاله بهذه الطريقة نادر، وقد ينتقل فيروس C من المرأة الحامل المُصابة به إلى جنينها، ولكن لا يمكن لهذا الفيروس أن ينتقل عبر الطّعام، أو الشّراب، أو بملامسة الشّخص المُصاب خلافاً لفيروس A.[٤]
علاج التهاب الكبد الفيروسيّ C
بعد التأكُّد من تشخيص الإصابة بأعراض التهاب الكبد الوبائيّ C، يصِف الأطبّاء عادةً تركيباتٍ مُكوَّنةً من مجموعة من الأدوية لعلاج المرض، والحيلولة دون إلحاق الضّرر بالكبد، وقد تطوّر علاج التهاب الكبد C كثيراً في الآونة الأخيرة، فلم يكن له علاج سابقاً؛ حيث طوّرت مُنظَّمة الغذاء والدّواء العالميّة مُؤخَّراً دواءً يشفي التهاب الكبد C بنسبة كبيرة جدّاً، ويتكوّن هذا الدّواء من تركيبة مُكوَّنة من: إلبازفير (بالإنجليزيّة: Elbasvir )، وغرازوبريفير (بالإنجليزيّة: Grazoprevir)، ويُؤخَذ هذا الدّواء على شكل حبوب عن طريق الفم مرّةً واحدةً يوميّاً.[٥]
قبل صنع ذاك الدّواء، حقّقت أدوية أخرى نجاحاً باهراً في علاج التهاب الكبد C، مثل ذلك الدّواء المُكوَّن من مركّبَي: سوفوسبيوفير (بالإنجليزيّة: Sovaldi)، وليديباسفير (بالإنجليزيّة: Ledipasvir)، الذي قد يشفي مُعظم حالات المرض في مدّة تتراوح بين ثمانية أسابيع واثني عشر أسبوعاً، وقد تُصاحِب هذا الدَّواءَ أعراضٌ جانبيّة، مثل: الشّعور بآلام في الرّأس، بالإضافة إلى الغثيان.[٥]
وقد اقتصر علاج التهاب الكبد C سابقاً على دواء إنترفيرون (بالإنجليزيّة: Interferon) مع دواء ريبافيرين (بالإنجليزيّة: Ribavirin)، إلّا أنّ استخدامهما انخفض انخفاضاً كبيراً بعد اكتشاف أنواع الأدوية الأخرى؛ وذلك لقلّة عدد الحالات المُعالَجة باستخدامهما فقط، وكثرة الأعراض الجانبيّة لهما، فهما قد يُسبِّبان الشُّعور بالتّعب الشّديد، وفقر الدم، والمعاناة من القلق والتوتّر، والغثيان أو الاسهال، بالإضافة إلى ظهور طفح جلديّ، وقد يلجأ إليهما بعض الأطباء كأدوية مُساعدة مع أدوية أخرى مثل: بوسيبريفير (بالإنجليزيّة: Boceprevir)، وسيميبريفير (بالإنجليزيّة: Simeprevir)، وتليبريفير (بالإنجليزيّة: Telaprevir).[٥]