أسباب ظاهرة الاحتباس الحراري
ظاهرة الاحتباس الحراريّ
بدأت ظاهرة تزايد الغازات السّامة في الغلاف الجويّ المحيط بالأرض منذ بداية الثّورة الصِّناعيّة؛ فكان تطوّر الإنسان على حساب تهديد كوكب الأرض ومن عليه، ومن الظّواهر التي رافقت هذا التّزايد ما عُرف بظاهرة الاحتباس الحراريّ Global Warming.
الاحتباس الحراريّ هو الارتفاع التّدريجيّ في درجة حرارة الطّبقة الأولى من الغلاف الجويّ المحيط بالكرة الأرضيّة عن الحدّ المسموح به بسبب تزايد الغازات السّامة.
الغازات الطّبيعيّة الموجودة في الغلاف الجويّ تعمل على الحفاظ على درجة حرارة الأرض ضِمن معدلها الطّبيعيّ، عن طريق امتصاص الجزء الأكبر من الأشعة تحت الحمراء، والتي تنبعث من الأرض وتحتفظ بها في الغلاف الجويّ لتدفئة الأرض؛ فبدونها تصل درجة حرارة الأرض إلى ما يقارب 19°م تحت الصِّفر.
هذه الغازات تسمى الغازات الدفيئة وهي: بخار الماء، والميثان، وثاني أكسيد الكربون، وأكسيد النيتروز، والأوزون؛ ولكن الذي حصل هو زيادة في تركيز هذه الغازات، وبالتالي منع الأشعة تحت الحمراء والحرارة عامة من مغادرة الغلاف الجوي، ممّا نتج عنه ارتفاع في درجة حرارة الغلاف الجويّ ودرجة حرارة سطح الأرض.
أسباب ظاهرة الاحتباس الحراريّ
مازال الغموض يكتنف ظاهرة الاحتباس الحراريّ؛ فقد عجز العِلم الحديث عن إعطاء سببٍ واضحٍ لها، لكنّ العلماء أجمعوا على عدّة أسبابٍ قد تكون وراء هذه الظّاهرة منها:
- عمليّات تكرير النِّفط والتّصنيع البتروكيميائيّ.
- مخلّفات المصانع من الأدخنة والغازات السّامة التي تنبعث في الغلاف الجوي.
- عوادم المركبات من سياراتٍ وقطاراتٍ وغيرها.
- التّلوث البيئيّ النّاجم عن كثّرة التّصنيع، والحرائق، والانفجارات البركانيّة، وانبعاث الغازات دون معالجةٍ لتقليل أضرارها على الغلاف الجويّ.
- اختفاء المساحات الخضراء وقطع الأشجار والغابات التي كانت تعمل بمثابة آلة تنقيةٍ للجوّ من الغازات الدفيئة والسّامة.
- الرِّياح الشّمسيّة القادمة من الشّمس وزيادة درجة حرارة الشّمس التي أثّرت بشكلٍ كبير على ارتفاع درجة حرارة كوكبنا.
نتائج ظاهرة الاحتباس الحراريّ
إنّ حبس الحرارة في الغلاف الجويّ ومنعها من الانطلاق إلى الفضاء الخارجيّ، وبالتّالي رفع درجة حرارة الأرض ولو بنِسبٍ طفيفةٍ يؤدي إلى:
- الاختلال المُناخيّ أيّ سيتحوّل المُناخ خلال السّنة الواحدة إلى فصلين اثنين هما: الصّيف والشِّتاء مع درجاتٍ شديدة التّطرف في كليهما، واختفاء فصليّ الرّبيع والخريف، ممّا ينذر بدمار كوكب الأرض.
- كلما زادت الظّاهرة كلما أصبحت الأيام شديدة الحرارة أكثر؛ فيزداد الصّيف على حساب فصل الشِّتاء.
- ارتفاع مستوى المياه في المحيطات والبِحار عن الحدّ الطّبيعيّ، نتيجة ذوبان الثُّلوج في القطب الشّماليّ، وقمم الجبال العاليّة، وتمدد المياه نتيجة ارتفاع الحرارة.