أجمل القصص القصيرة للأطفال
قصص أطفال قصيرة
تكتسب الكتابة الأدبيّة للأطفال جدواها وجدارتها بقدر تلبيتها لاحتياجات الأطفال المعرفيّة، والنفسيّة، والعاطفيّة، والجماليّة، والترفيهيّة، وبقدر ما تمكّنهم من عدم الانجرار كليّاً وراء ثقافة الصّورة التي تحملها إلى الأطفال أجهزة الإعلام الحديثة، التي تهدّد الكتاب المقروء، وتُمعن في إبعاد الطّفل القارئ عنه على نحو خطير. وهناك الكثير من القصص الخاصّة المعدّة للأطفال، وهي في مضمونها تحتوي على العبر والحكم الخاصّة بهم.
البُستانيّ والثّعلبُ
حُكي أنّ بُستانيّاً كان له بستانٌ يعتني بأشجارهِ كلّ يومٍ، يسقيها، ويقلّب التّربة حولها، ويقلّم أغصانها، ويقلع الأعشاب الضّارة المحيطة بها. نَمَتْ أشجار البستان وأثمرتْ، فتدلّتْ أغصانها، وذات مساءٍ مرّ بالبستان ثعلبٌ جائع، فرأى ثماره النّاضجة، وسال لعابه، واشتهى أن يأكل منها، لكن كيف يدخل البستان؟ وكيف يتسلّق هذا السّور العالي؟
بقي الثّعلب يدور حول السّور، حتّى وجد فتحةً في أسفله، فنفذ منها بصعوبة، وبدأ يأكل الفواكه حتّى انتفخ بطنه، ولمّا أراد الخروج لم يستطع، قال في نفسه:” أتمدّدُ هنا كالميّت، وعندما يجدني البستانيّ هكذا يرميني خارج السّور، فأهرب وأنجو، وجاء البستانيّ ليعمل كعادته، فرأى بعض الأغصان مكسّرةً، والقشور مبعثرةً، عرف أنّ أحداً تسلّل إلى البستان، فأخذ يبحث حتّى وجد ثعلباً ممدّداً على الأرض، بطنه منفوخ، وفمه مفتوح، وعيناه مغمضتان، فقال البستانيّ: نلتَ جزاءك أيّها الماكر، سأحضر فأساً، وأحفر لك قبراً، كي لا تنتشر رائحتك النّتنة، خاف الثّعلب فهرب واختبأ، وباتَ خائفاً، وعند الفجر خرج من الفتحة التي دخل منها، ثمّ التفت إلى البستان، وقال: ثمارك لذيذة، ومياهك عذبة، ولكنّي لم أستفد منك شيئاً، دخلت إليك جائعًا، وخرجت منك جائعاً، وكدت أن أدفن حيّاً.
قصّة الطّفل المثاليّ
كان الطّفل بندر محبوباً في مدرسته لدى الجميع، أساتذةً وزملاءً، ونال قسطاً كبيراً من الثّناء والمدح من أساتذته، باعتباره طفلاً ذكيّاً، وعندما سُئل بندر عن سرّ تفوّقه أجاب: أعيش في منزلٍ يسوده الهدوء والاطمئنان، بعيداً عن المشاكل، فكلّ شخصٍ يحترم الآخر داخل منزلنا، ودائماً ما يسأل والديّ عنّي، ويناقشاني في عدّة مواضيع، من أهمّها الدّراسة والواجبات التي عليّ الالتزام بها، فهما لا يبخلان عليّ بالوقت، لنتحاور ونتبادل الآراء، وتعوّدنا في منزلنا أن ننام ونصحو في وقتٍ مبكّر، كي ننجز أنشطتنا.
أقوم في كلّ صباح نشيطاً، كما عوّدني والداي على تنظيف أسناني باستمرار، حتّى لا ينزعج الآخرون منّي حين أقترب منهم، ومن أهمّ الأسس الّتي لا يمكننا الاستغناء عنها الوضوء للصّلاة، وبعد الصّلاة نتناول أنا وإخوتي إفطار الصّباح، ليساعدنا على إنجاز فروضنا الدراسيّة بسهولةٍ ويسر، ثمّ أذهب إلى مدرستي الحبيبة، حيث أقابل زملائي وأساتذتي.
أحضر إلى مدرستي وأنا رافعٌ رأسي، وواضعٌ أمامي أماني المستقبل، ومنصتٌ لكلّ حرفٍ ينطقه أساتذتي حتّى أتعلّم منهم، ولأكون راضياً عن نفسي. وعندما أعود للمنزل يحين الوقت للمذاكرة، فأجلس خلف مكتبي المعدّ للدّراسة، وأحفظ جميع فروضي وواجباتي، وأكتبها بخطٍّ جميل؛ فبحمد الله جميع أساتذتي يشهدون على حسن خطّي، وآخذ قسطاً من الرّاحة كي ألعب وأمرح، ولكن دون المبالغة في ذلك، وفي المساء أذهب كي أنام لأستعيد نشاطي للبدء بيومٍ جديد.
قصّة الذّئب ومالك الحزين
كان هناك ذئبٌ يأكل حيواناً اصطاده، وأثناء أكله اعترضت بعض العظام حلقه، فلم يستطع إخراجها من فمه أو بلعها، فأخذ يتجوّل بين الحيوانات، ويطلب من يساعده على إخراج العظام، مقابل أن يعطيه ما يتمنّاه، فعجزت الحيوانات عن ذلك، حتّى أتى مالك الحزين ليحلّ المشكلة.
قال مالك الحزين للذئب: أنا سأخرج العظام وآخذ الجائزة، وحينها أدخل مالك الحزين رأسه داخل فم الذّئب ومدّ رقبته الطّويلة، حتّى وصل إلى العظام، فالتقطها بمنقاره وأخرجها، وبعدها قال للذئب: أعطني الجائزة الّتي وعدتني بها. فقال الذّئب:” إنّ أعظم جائزة منحتك إيّاها هي أنّك أدخلت رأسك في فم الذّئب، وأخرجته سالماً دون أذىً!! “.
قصّة الزّرافة زوزو
زوزو زرافةٌ تمتاز برقبتها الطّويلة، وجميع الحيوانات الصّغيرة تخاف منها، مع أنّها لطيفةٌ جدّاً؛ فعندما تراها صغار الحيوانات تسير في الغابة، تخاف من رقبتها التي تتمايل، لأنّها تظنّ بأنّ رقبتها ستسقط عليهم، فهي من طولها لا ترى إن مرّ أرنبٌ أو سلحفاةٌ صغيرة، وإذا مرّت بجانب بستانٍ جميل داست جميع الزّهور، وهي بذلك تُغضب الفراش والنّحل.
شعرت جميع حيوانات الغابة بالضّيق من تصرّفات الزرافة على الرّغم من طيبة قلبها، وعندما علمت زوزو بحقد الحيوانات عليها حزنت حزناً شديداً وصارت تبّكي، لأنّها تحبّهم، ولكنّهم لا يصدّقون ذلك.
وفي يومٍ من الأيّام رأت الزّرافة زوزو عاصفةً رمليّةً تقترب بسرعةٍ من المكان؛ فهي الوحيدة الّتي رأت ذلك، لأنّ الحيوانات لا تستطيع رؤية العاصفة بسبب قصر طولها، فصاحت الزّرافة زوزو محذّرةً الحيوانات كي تهرب، فاستجابت الحيوانات لها، واختبأت في بيوتها، وفي الكهوف، وتجاويف الأشجار، قبل أن تأتي العاصفة وتدمّر كلّ شيء، وبعد انتهاء العاصفة اعتذرت الحيوانات من الزّرافة زوزو، واعترفوا لها بأنّهم كانوا مخطئين في حقّها، فأصبحت زوزو صديقةً مقرّبةً لهم، وعاشت زوزو بعدها حياةً سعيدةً مليئةً بالحبّ.
قصّة ملك الضّفادع
كانت هناك مجموعةٌ من الضّفادع الّتي تعيش بسلام داخل إحدى البرك، وفي يومٍ من الأيّام قرّرت الضّفادع بأنّها تحتاج إلى ملكٍ كي يدبّر لها أمورها، فاختلفت فيما بينها أيّ الضّفادع أجدر بأن يكون ملكاً عليهم، فطلبت من حاكم الغابة أن يُرسل إليها ملكاً غريباً من صنفٍ آخر، ولأنّه أراد السّخرية منها أرسل طائر اللقلق، كي يعيش بينها ويحكم في الأمور.
فرحت الضّفادع بقدوم الطّائر، وأقامت حفلةً رائعة داخل البحيرة لتعيينه ملكاً جديداً، ولكنّها تفاجأت بعدم استجابة الطّائر لها، وجلوسه وحيداً دون أن يتكلّم معها، فقالت الضفادع: ربّما لأنّه جديد يخاف منّا، سنتعرّف عليه غداً.
نامت الضّفادع بهدوءٍ واطمئنان، وكان الطّائر يتحضّر ليأكلها، ولكن استيقظ أحدهم من نومه فجأةً، وحذّر أصدقاءه من الطائر، وقال لهم بأنّه شرير، فاختبئت الضّفادع في أماكن آمنة، حتّى ذهب الطّائر وغادر، وشكروا زميلهم الضّفدع على تنبيهه إيّاهم، وتعلّموا بألّا يضعوا ملكاً جديداً غريباً عنهم.