أبناء نوح – عليه السلام – في الديانة اليهودية
على الرغم من إجماع غالبية المسلمين وأتباع الديانات الأخرى أنّ الطوفان كان قد عم البلاد جميعها في الوقت الذي حدثت فيه، إلا أن هناك بعض الآراء الجادة والتي تلامس الواقع والمعقول بشكل أكبر ذهبت إلى أن طوفان نوح كان طوفاناً محلياً. وقصة طوفان نبي الله ورسوله نوحٍ – عليه السلام – هي قصة عالمية مشهورة وعظيمة، لها أهميتها في التاريخ وعند كل الحضارات المختلفة، إلا أن هذا الانتشار أثّر سلباً وبشكل كبير جداً عليها، فقد شابها العديد من الخرافات والأساطير التي أدخلت عليها ممّا جعلها قصة فيها نسبة كبيرة من الخيال.
أبناء نوح – عليه السلام – في الديانة اليهودية
بحسب ما أوردت التوراة كتاب اليهود المقدس، فقد كان لنوح – عليه السلام – أبناء أربعة وهم سام، وحام، ويافث، ويام وهو المعروف باسم كنعان. فأمّا سام فقد أوردت التوراة أنه أكبر أبناء نوح – عليه السلام -، حيث إن عمره كان قد بلغ حوالي 98 عاماً عندما حدث الطوفان العظيم. وذكرت التوراة أيضاً أنه كان قد عاش ما يقترب من 500 عاماً بعد أن انتهت أحداث الطوفان. ولقد ورد أيضاً أنه كان قد ولد لسام أبناء خمسة وهم آشور، وعيلام، وأرباجشاد، وآرام، ولود، والاعتقاد السائد أن من سلالة سام تناسل كل من العرب، والأشوريين، والعبريين، بالإضافة إلى الآراميين. أمّا الابن الثاني من أبناء نوح فهو يافث، وهو الابن الأصغر من أبناء نبي الله نوح – عليه السلام -، وهو الذي يعتقد أنه الجد الأكبر لكل الشعوب التي تعيش في القارة الأوروبية، ومن هذه الشعوب الأكراد، والسلوفاكيين، والطليان، والألمان، والإيرلنديين، والهنغاريين، واليونانيين، والفرس وغيرهم من الشعوب. ولقد وُلد ليافث أبناء سبعة وهم جومر، وتنيراس، وماجوج، وجافان، وميشيخ، وتوبال، وماداي.
الابن الثالث من أبناء نوح – عليه السلام – هو حام، وهو الذي تناسلت منه شعوب القارة الأوروبية بحسب الاعتقاد التوراتي، ولقد تناسل منه كل من الأمازيغ والمصريين وقليل من اليهود، وبحسب ما أوردته التوراة فإن نوحاً طلب من الله تعالى أن لا يبارك في هذا النسل لأن حاماً شاهده عارياً وأخبر أخويه بهذا الأمر، وفي هذه القصة لمسة من العنصرية التي ربما لا زالت تلقي بظلالها إلى يومنا هذا، فهي قصة من القصص المختلقة لتبرير اضطهاد بعض الأعراق والشعوب التي يعتبر أنها من الأعراق الدونية. الابن الأخير من أبناء نوح فهو كنعان أو يام. أمّا الروايات الإسلامية فقد تقاطعت مع هذه الروايات في عدد كبير من النقاط.