0 نثر و خواطر

بين صمت الرجل وكلام المرأة

إن تلك العبارة “صمت الرجل وكلام المرأة” تحمل من التناقض ما يستدعي وجود خلاف بينهما، لا سيما نحو الزوجين، فالرجل يجد في صمته خير أداة للتخفيف عن معاناته ومتاعبه، في حين المرأة على الضد من هذا إذ تجد في الخطاب والثرثرة خير أداة للتنفيس عن متاعبها وضيقها، ووجود ذلك التفاوت بين الزوجين في إستيعاب سلوكية الآخر بين الصمت والكلام يجعلهما في عراك لفظي، وألم نفسي تجاه الآخر، فالزوجة ترغب في من قرينها أن يتكلم ليخفف عنها متاعبها، في حين الزوج يرغب في منها أن تصمت حتى يهدأ ويعيش مع ذاته ومع مشاكله المخصصة.

الأشكال:-
1- كثرة صمت الزوج.
2- كثرة خطاب الزوجة.
3- كثرة الخلافات والشجارات بين الزوجين.
4- وجود موجة من الضيق وعدم الارتياح من الآخر.
5- عدم نقاش المواضيع الهامة والمتعلقة بشؤون البيت بدافع عدم فتح الميدان للكلام والثرثرة.
6- عدم تواجد روح التفاهم عند كل من الزوج والزوجة.
7- كثرة خروج الزوجة لزيارة صديقاتها أو تداول معهن الجديد عبر التليفون بدافع التنفيس عن كبتها.
8- اعتزال الزوج قرينته وذهابه إلى حجرة نومه أو مكتبه بدافع عدم إفساح الميدان لها لكثرة الخطاب.

العوامل:-
1- عوامل خِلقِية خاصة بتركيبة كل من الرجل والمرأة، وبالأخص داخل حدود منطقة الرأس، كما أثبتت هذا بعض الدراسات العلمية.
2- عوامل خاصة بالرجل: نتيجة لـ مشاغله وضغوطات الشغل، فهو يبحث عن السكون بشتى صوره، كما أنه بحكم احتكاكه المتواصل والدائم مع الناس في الشغل أو في الشارع أو الأصدقاء، أو أصحاب المتاجر وعلى ذلك فهو لا يجد مكاناً مناسباً للراحة والصمت والهدوء والاسترخاء سوى في بيته، كما أن الرجل يحب أن يكون الخطاب مختصراً مركزاً يناقش جوهر الموضوع ليختصر بهذا الخطاب ويرجع للصمت مرة ثانية.
3- عوامل خاصة بالمرأة: فبحكم بقائها في البيت لأوقات طويلة، وقلة احتكاكها بالناس، وبذلك تشاهد في شهوة الخطاب والجديد لذة لا بدّ من تذوقها، ولهذا نجد أن المرأة تبحث عن المواضيع الثانوية وتناقش الجزئيات والتفصيلات الغير هامة بدافع مزيداً من الخطاب والتحدث، أيضا نتيجة لـ أن وظيفتها في المنزل – خصوصا خلال عدم حضور كل من الزوج والأبناء- تكون مع أجزاء ثابتة ومكونات جمادية لا تساعدها على تنفيس صمتها، وعلى ذلك تكون مرتقب قرينها بفارغ الصبر ليخفف عنها من معاناتها النفسية.

الوقاية والحلول المقترحة:-
1- العلم بالتعلم والصبر بالتصبر، ومعنى هذا أن الرجل أو المرأة يستطيعان أن يكتسبها بعض التصرفات الجيدة، وإن كانت تركيبتها تخالف هذا، فلا يخضعان لأسر التركيب الخِلقِي.
2- أن يعمل على كل من الزوجين في إستيعاب نفسية الآخر ومحاولة التأقلم معها ولو بالتخلي عن قسم من قناعته بهدف المصلحة المشتركة بينهما.
3- أن يتعرف كل من الزوجين على نفسية الآخر، وعلى ذلك يحسن التداول معها، كما يدعو هذا إلى عدم الدخول معه في خلافات لأجل ذلك التصرف.
4- أن تسعى الزوجة أن تفرغ قسم من شهوة الخطاب تملك إلى صديقاتها أو المقربين تملك ما لم تكن مسائل خاصة بين الزوجين.
5- أن يسعى الزوج أن يخفف من الاختلاط بالأصدقاء ويجعل قسم من زمانه لزوجته ليتكلم معها ويسمع كلامها.

زر الذهاب إلى الأعلى