الاخبار

الصادق الرزيقي : سترون (الانتباهة) قريباً في جوبا!

%name الصادق الرزيقي : سترون (الانتباهة) قريباً في جوبا!

بعد نزول الصادق الرزيقي، رئيس تحرير صحيفة (الانتباهة)، من المنصة، ومصافحته الرئيس سلفاكير ميارديت، وتبادلهما “ابتسامات” تحمل بين ثناياها كثيراً من “الحذر”.. كان لا بد من الجلوس إلى رئيس تحرير (الانتباهة)، لمعرفة ما تغير وطرأ على الصحيفة الأكثر توزيعاً والمعروفة في الماضي بتوجهاتها الانفصالية.
أثناء العودة من جوبا.. جلسنا إلى الرزيقي ليزيح عنا “المشهد الضبابي” ويكشف سر الصفحة الجديدة التي قالها لرئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، فإلى ما أدلى به:

Table of Contents

*السيد الصادق الرزيقي.. ما سبب حضورك إلى جوبا؟

تلقيت دعوة من وزير الخارجية الدرديري محمد أحمد لزيارة جوبا وسعدت بها.. هدفي الحصول على المعلومات والتعرف على الإخوان في الجنوب بصورة أكبر، كما ليس لدي أي مشكلة في التواصل مع الإخوة في الجنوب.

*ألا ترى أن زيارتك تحمل شيئاً من الاستفزاز، لأن صحيفة (الانتباهة) التي ترأس تحريرها عُرفت بدعمها الانفصال ونشر أخبار ضد حكومة سلفاكير؟

فيما يتعلق بالوقائع السابقة، جرت مياه كثيرة تحت الجسر، وتغير الواقع السياسي والظروف والمناخ.. أيضاً توقف العداء الظاهر بين جوبا والخرطوم.. شعب الجنوب دخل في محنة كبيرة بسبب الحرب، ثبت عملياً أن الدعم الذي كانت تقدمه جوبا لحركات دارفور أو قطاع الشمال تراجع وتناقص، وإشاعة نوع من التعاون المشترك وبناء جدار ثقة بين البلدين أمر ضروري، ومن واجب الصحافة السير على المربع الإيجابي أكثر من السالب.

*نفهم أن السياسة التحريرية تغيرت؟

الصحيفة لم تُغيِّر سياستها التحريرية تجاه الحركة الشعبية، لكن تغيَّرت السياسة التحريرية في التعامل مع الجنوب وشعب الجنوب.. الآن ننظر إلى أن شعب الجنوب يستحق الأمن والاستقرار ونحن ضد الحرب في الجنوب، هناك ما يقارب مليون لاجئ جنوبي في كل من السودان وأوغندا وكينيا، وكما ذكرت توقف عداء الخرطوم وجوبا.

*لكن العداء بين (الانتباهة) وحكومة الجنوب لم يعتمد على تحسن علاقة (الخرطوم – جوبا) فالحكومة كانت تدعو في وقت من الأوقات إلى الوحدة و(الانتباهة) تدعم الانفصال، كما أن توجه الصحيفة خلال السنوات الماضية كانت بمنأى عن الرأي الحكومي، وعمدت الصحيفة إلى نشر الأخبار السالبة ضد حكومة سلفاكير؟

لا يوجد شيء اسمه أخبار سالبة وأخبار موجبة، الأخبار هي الأخبار، نحن دائماً ننشر عن جنوب السودان، حيث كانت هناك مشاكل ووقائع نقلناها تتعلق أيضاً بتجار سودانيين مقيمين في الجنوب.. أي أننا كنا ننقل الحقائق.

*لا يوجد تشكيك في مصداقية صحيفة (الانتباهة)، كما أنها الأكثر توزيعاً وانتشاراً، إلا أنها وفي ملف الجنوب فقط، كانت تنقل أخباراً “مضخمة ومن جانب واحد وغير دقيقة” – على حد وصف بعض المراقبين؟

كانت الصحيفة هي أكثر الصحف المتاحة لممثلي حكومة جنوب السودان، وكانت تنقل التصريحات منهم، كما أن سفارة جنوب السودان موجودة في الخرطوم ولم تشتكِ يوماً من خبر أو ترسل تصحيحاً كما أنها لم تذهب للمحكمة تحت مسمى “الأخبار السالبة أو الأخبار الكاذبة”، وما ننشره عن جنوب السودان صحيح، قد تكون هناك بعض الآراء والمقالات التي يمكن أن نضعها في خانة أنها متحاملة ولكن ما ننشره كان صحيحاً.

*ربما كان سبب عدم شكوى حكومة الجنوب أو سفارتها ضد (الانتباهة) متمثلاً في “فقدان الأمل” واليأس من إمكانية تعديل المنهج؟

لا أبداً.. صحيفتنا حتى الآن أكثر الصحف موثوقية لدى الإخوان الجنوبيين سواء كانوا داخل السودان لاجئين أو مقيمين.. هناك تفاعل كبير من مواطني الجنوب بالموقع الإلكتروني الخاص بـ(الانتباهة) ولدينا تواصل مستمر معهم.. حكومة جنوب السودان نفسها تتصل باستمرار بالصحيفة لنشر بعض التقارير والأخبار كما أنها تمدنا بالمعلومات باستمرار، نتمتع بعلاقات قوية مع الناطقين الرسميين في وزارة الإعلام بجنوب السودان، ولدينا صفحة يومية عن الجنوب توجد بها كافة ومختلف الأخبار، كون أن المعارضة الجنوبية لديها حيز أكبر في نشر المعلومات، فطبيعة العمل المعارض ليست له تغطيات اقتصادية أو سياسة أو محاذير إعلامية.. غرض المعارضين في كل مكان الوصول إلى وسائل الإعلام بسرعة، ظلت حكومة جنوب السودان في تواصل مستمر مع الصحيفة.

*نفهم أن هناك حالة رضا؟

قبل الزيارة، كانت لنا ترتيبات مع الجهات الرسمية هنا في الجنوب حول توزيع (الانتباهة) في جنوب السودان، وخلال لقائي مع مسؤول كبير في وزارة الخارجية (الجمعة) وسفارتنا في جوبا، تم الاتفاق على مواصلة هذا المسعى.

*هل تقصد نفس النسخة، أم نسخة مختلفة؟

نفس نسخة (الانتباهة) التي تُطبع في الخرطوم، تُوزَّع في جوبا.

*وكيف تنفي عدم تغير السياسة التحريرية.. هل تعتقد أن (الانتباهة) بذات النسخة يمكن أن تدخل إلى جوبا؟

نحن لم نُغيِّر السياسة التحريرية، ننشر كل الآراء المختلفة سواء كانت آراء حكومة أو معارضة، لكن الصحيفة في فترة المفاوضات وبعد أن احتضنت الخرطوم الفرقاء الجنوبيين حاولنا أن نتحلى بموضوعية أكبر حتى نساهم كصحيفة في حل القضية، وإيقاف الحرب.. دور الصحيفة في الفترة الأخيرة كان إيجابياً.

*هل كنت مطمئناً لردة فعل الرئيس سلفاكير بعد أن توليت إدارة الحوار بينه والإعلاميين؟

أعلم أن الرئيس سلفاكير يتحلى بمسؤولية كبيرة ويتعامل كرجل دولة، وباعتباري ممثلاً للصحيفة، تعاملت بالطريقة التي يمليها عليّ الواجب الصحفي.. لدينا علاقة به كصحيفة قبل انفصال جنوب السودان، وليست المرة الأولى التي نتواصل معه، وقد شعرت أنه كان سعيداً بوجود (الانتباهة)، ويبدو أنه شعر بالدور الإيجابي الذي أدته الصحيفة إبان المفاوضات.

*إن لم تنجح المفاوضات، أو بالأدق لم تُنفذ الاتفاقية مستقبلاً، هل ستعود (الانتباهة) إلى ما كانت عليه؟

حيفة (الانتباهة) مثل أي صحيفة تتعامل بمهنية ونزاهة وحياد، وهي لا تختلق أو تخترع المعلومات.

*ذكرت للرئيس سلفاكير “أننا نعيش صفحة جديدة”.. ماذا كنت تعني؟

الصفحة الجديدة أننا نعيش تعاوناً مثمراً وبنَّاءً، ومناخاً متجدداً وربما تتحقق بعض التطلعات في حل كل ما هو عالق.. إن كانت دولة الجنوب السودان لا تدعم المتمردين السودانيين فهذه يد بيضاء مُدت.

*وهل فتحت (الانتباهة) صفحة جديدة بينها وحكومة سلفا؟

نعم.. سنرى (الانتباهة) قريباً في الجنوب.

حاورته : لينا يعقوب

الخرطوم (صحيفة السوداني)

زر الذهاب إلى الأعلى