التعليمي

أكبر تجمع للبراكين

  • ١ البراكين
  • ٢ أنواع ثورات البراكين
  • ٣ أكبر تَجمّع للبراكين
  • ٤ براكين إندونيسيا
    • ٤.١ جيولوجيا إندونيسيا
    • ٤.٢ الأرخبيل الإندونيسي
  • ٥ المراجع

البراكين

هي بقاعٌ من قشرة الأرض البريّة أو البحرية تكون أكثر هَشاشةً ممَّا حولها؛ بحيثُ تترك مجالاً لتنبثق أو تخرج منها حممٌ مصهورة وصخور ذائبة وأبخرة وغازات، وتكونُ الحممُ التي تندفع منها خارجةً من طَبقات الأرض العَميقة، وتتسرّب منها المواد من خلال الفوّهات أو الشقوق، وتنساب أو تتراكم المواد المُنصهرة حسب لزوجتها ونوعها، وتتشكّل أشكال القشرة الأرضية فتنشأ الجبال العالية أو التلال المخروطيّة.
إنّ الصّهار التي تخرجُ من البراكين هي المادة نفسها التي تملأ طَبَقة الدّثار في باطن الأرض؛ فثورات البراكين تحدثُ عندما تصعدُ مُكوّنات باطن الأرض إلى سطحها بسبب حدوث شقوقٍ أو صدوعٍ فيها، ولهذا السبب فإنَّ من المُحتمل أن تَسبقها انبعاثاتٍ لغاز أو بُخارٍ ساخن جداً من التشقّقات، كما قد تَسبُقها سلاسلُ من مَوجات زلزاليّة ضعيفة.[١]
البركان في الأصل مُصطلحٌ يُشير إلى شقٍّ في قشرة الأرض تخرجُ منه الحمم، ولكنّه يرتبطُ عند مُعظم الناس بالجبال مخروطيّة الشكل، والسَّببُ في أنّ العديد من البراكين الكُبرى تتّخذ الشكل المخروطي هو أنَّ الحمم تصنعُ هذا الشكل بمُرور الزمن؛ فالبُركان يكونُ مَحض شقٍّ في الأرض، لكن بعد أن يثور وتخرجَ منه صهارةٌ مُلتهبة سوف يمرّ بعض الوقت ويبرُد، ومن ثمَّ سوف تتجمَّدُ تلك الصهارة وتتحوَّل إلى صُخورٍ جديدة حوله (لأن الصهارة هي محضُ صخور ذائبة)، ومع تدفّق الطبقة منها تلوَ الأخرى يُصبح وسط البُركان مُدبّباً، بينما تتراكمُ طبقاتٌ من الصخور المائلة حوله.[٢]

أنواع ثورات البراكين

تُوجد عدّة طرقٍ تحدثُ بها ثورة البُركان، فمن المُحتمل أن تتدفَّق الحممُ مُباشرةً من صدعٍ في قشرة الأرض إلى السَّطح، وعندها تصعدُ على شكل أنهارٍ سائلةٍ صغيرةٍ تتدفَّقُ فوق سطح الأرض من قمة البُركان، لكن في حالاتٍ أخرى يُمكن أن تحتبسَ كميَّات كبيرة من الغاز مع الحمم قبل أن ينفجرَ البُركان، ويضع هذا الغاز ضغطاً على الحمم يُحوّلها إلى أشلاء صغيرة ويحمُلها معه عندما يندفعُ خارج البُركان، ووقتها تتناثرُ الحمم على هيئة قطراتٍ ذائبةٍ صغيرة في الهواء، وتنقذفُ صوب كلّ مكان حول البركان.
في الحديث عن البراكين الأشدّ عُنفاً، تحدثُ ثورة البركان على صُورة انفجارٍ واحدٍ عنيف جداً يُطلق سحابةً دخانية عملاقة مليئة بالرَّماد، وترتفعُ هذه السحابة لمسافةٍ قد تصلُ إلى عشرات آلاف الأمتار في الهواء، ويتصاحبُ ذلك مع تناثرُ أحجارٍ صلبة وقطعٍ من الحمم والصّهارة، وتُؤدّي هذه البراكين إلى دمارٍ هائلٍ وتُؤثر على الطقس والملاحة الجوية.[٣]

أكبر تَجمّع للبراكين

أكبر تجمُّع للبراكين في العالم هو المنطقة المعروفةُ باسم حزام النار أو حلقة النار، والتي تقعُ حول سواحل الدول المُطلَّة على المحيط الهادئ، وهي نتيجةٌ لتحرّك الصفائح التكتونية التي تُكوّن سطح الأرض، وانزلاق بعضِها تحت صفائح أخرى؛ فَهذه المَنطقة من العالم تأوي وحدها 75% من البراكين في العالم، سواء النشطة أو الخامدة منها، كما تنبعُ منها 90% من أقوى البراكين المُسجَّلة تاريخياً.
عدا عن ذلك، تأتي 90% من جميع الزلازل في العالم (مهما كانت درجةُ قوّتها) من منطقة حزام النار، وحوالي 81% من الزلازل الكُبرى في العالم، أي الزلازل المُسجَّلة بالأرقام القياسية على ميزان ريختر الشهير. أكبرُ زلزالٍ مُسجَّل في تاريخ العِلْم وقعَ ضمن هذه المنطقة، وهو زلزال من درجة 9.5 على مقياس ريختر ضربَ دولة تشيلي في أمريكا الجنوبية عام 1960، وكذلك الزلزال الكارثي الذي ضربَ جزيرة سومطرة الإندونيسية في عام 2004م وأدّى إلى وفاة مِئات الآلاف، فضلاً عن العديد مِن الزلازال العُظمى الأخرى.[٤]
يبلغُ طول حزام النار حوالي 40,000 كيلومتر؛ فهو عبارةٌ عن قوسٍ عِملاق يمرُّ على جميع ضفاف المُحيط الهادئ تقريباً، ويتَّخذُ شكلاً شبيهاً بحدوة الحصان. تمتدُّ حلقة النار من السواحل الدّنيا لأمريكا الجنوبية (في تشيلي)، وصعوداً إلى أقصى شمال الأمريكيَّتين (في ألاسكا)، ومن ثمَّ تلتفُ نحو شواطئ روسيا (مضيق بيرنغ)، وتنزلُ إلى اليابان وتمرُّ بالفلبين وإندونيسيا وتنتهي في نيوزلندا، كما يُمكن أن تعتبر بعضُ البراكين الهامدة في أنتاركتيكا الخاتمة التي تُغلق الحلقة. على امتداد هذه المسافات الشّاسعة يقعُ 452 بُركاناً العديدُ منها هي من أعنف وأنشط البراكين على الأرض.[٥]

براكين إندونيسيا

توجد في الجزر الإندونيسيّة العديد من البراكين النشطة؛ إذ يصلُ عدد الجبال البركانية في هذه المنطقة إلى حوالي مائة وخمسين، ومن أبرز براكينها البركان المعروف باسم تامبورا الذي انطلقت منهُ أقوى ثورةٍ بركانيّة معروفة في التاريخ المُسجَّل عام 1815م، وكذلك بركان كراكاتوا الذي سبَّبَ تغيّرات عالمية في الطقس عام 1883، وهما مشهوران في نشاطهما المُدمّر خلال القرن التاسع عشر. اندلع قبل سبعين ألف عام تقريباً بركان هائل قُرب بحيرة توبا في إندونيسيا، ويُعتقد أنَّ آثاره كانت مُدمّرةً؛ حيثُ إنَّه تركَ العالم في حالة شتاءٍ وبُرودة شديدة لستّ سنوات مُتتالية.[٦] ومع أنّ البراكين ضارّة، لكن مع ذلك فإنّ رمادها البركاني هو المساهم الرئيسي لتشكيل تُربةٍ زراعية عالية الخصوبة والتي ساهمت بدورها في زيادة الكثافة السكانيّة في إندونيسيا، على الرّغم من المَخاطر الناتجة عن وجود هذا العَدد الهائل من البراكين في جاوة وبالي على الأخص.

جيولوجيا إندونيسيا

يتكوَّنُ الأرخبيل الإندونيسي من أكثر من 18,000 جزيرة مُتناثرة على مسافةٍ تصل إلى خمسة آلاف كيلومترٍ من الشرق إلى الغرب، والأرخبيل الإندونيسي هو من أكثر المناطق على سطح الكرة الأرض تعقيداً؛ فهو يقع ضمن مُقعّر أرضي (بالإنكليزية: Geosyncline)، أي منطقة التقاء صفيحتين تكتونيَّتين تنزلقُ إحداهُما تَحتَ الأخرى مُسبّبةً الاضطرابات الشديدة على السطح، ولهذا فهو ضمنَ أكثر أقاليم العالم من حيث النشاط الزلزالي والبركاني. تلتقي في جزر إندونيسيا المتنوّعة فروع من السلاسل الجبلية التي تُصنّف بأنها سلاسل جبليّة قوسية محيطيّة آسيوية، وهي تُطلّ من جهتها الشمالية الغربية على قمم سلاسل الجبال الصينية الهندية الغربية، وتطلّ أيضاً على سلاسل الجبال الأندامانية والنيكوبارية وعلى معظم جزر إندونيسيا.[٧]
توجد في إندونيسيا جزيرة جاوة وجزيرة الصوند الصغرى وجزيرة سومطرة، ولا تلبث أن تنحرف شرقاً حيث توجد الجزر مثل سيرام وبورو وتيمور، لتلتقي مع الأقواس الجبلية الثانية والتي تأتي من الشمال عبر الجُزر الفلبينية، ومن الشرق تأتي جزر سولاويسي، وتُحيط في هذه السلاسل هوّات مُحيطية سحيقة العمق، وتحتلّ المُنخفضات العميقة أجزاءً من بحار جزر سولاويسي والطرف الشرقي لبحر باندا وأواسط بحر فلوريس.[٧]

الأرخبيل الإندونيسي

الجزء الأكبر من الأرخبيل الإندونيسي يُعتبر قاريَّ المنشأ، وتتخللهُ جزر بركانيّة ومرجانية ولكنها صغيرة المساحة، وتقع بشكل خاص في المناطق الشرقية، وتتألَّف التضاريس من سلاسل جبلية التوائية يعودُ أصلها إلى كتلية انهدامية (بالإنكليزية: Fault block) في باطن الأرض، حيثُ تكوّنت هذه الجبال بفعل حركات الصفائح التكتونية في باطن الأرض. ترتفع السلاسل الجبلية في جنوب جزيرة سومطرة، وأهمها جبال باريسان المُمتدّة من الشمال الغربي للجزيرة وحتى الجنوب الشرقي لها، وهي شديدة الارتفاع فأقلها ارتفاعاً تبلغ 1650كم. وتُعتبر ثورات البراكين ظاهرةً غير نادرةٍ أبداً في هذه المنطقة من العالم.[٨]

المراجع

  1. “What is a Volcano?”, Australian Government, Retrieved 24-11-2016.
  2. “Types of Volcanoes and the Shapes of Volcanoes”, Mandy Barrow, Retrieved 24-11-2016.
  3. “Volcano | Geology”, Britannica, Retrieved 24-11-2016.
  4. Deanna Conners, “More than 450 volcanoes in Ring of Fire”،Earth Sky, Retrieved 24-11-2016.
  5. “Ring of Fire”, National Geographic, Retrieved 24-11-2016.
  6. “The 11 Biggest Volcanic Eruptions in History”, Live Science, Retrieved 24-11-2016.
  7. ^ أ ب ROBERT HALL, “INDONESIA, GEOLOGY”، Southeast Asia Research Group, Retrieved 24-11-2016.
  8. “Indonesia | Celebes and the Moluccas”, Britannica, Retrieved 24-11-2016.

زر الذهاب إلى الأعلى