القسم الادبي

افضل و اجمل قصائد مجنون ليلى , قصائد قيس بن الملوح مكتوبة

مجنون ليلى هو الشاعر قيس بن الملوح من أشهر الشعراء الجاهليين، فهو شاعر الغزل العربي والذي وقع في حب ليلى العامرية، فقد عشقها عشق الجنون لذلك سمي بمجنون ليلي، وباتت قصة حبهما قصة مازال صداها يتردد إلى الآن، فقد وصلنا إلينا قصائد وأشعار غزلية للشاعر قيس بن الملوح من أجمل ما يكون من خلال التراجم والسير والتي أوضحت مدى الحب الذي جمع بين قيس وليلي فقد تربوا من الصغر مع بعضهم البعض وعاشا سويا لذلك تعلق قلبهما بعضهما البعض وكانت النتيجة قصة حب خلدها التاريخ، وكانت أشعاره خير شاهد لذلك اخترنا هذا المقال لينقل بعض من قصائد قيس بن الملوح في حب ليلى

قصيدة (أحبك ياليلى)

أحبـك يا ليلى مـحبة عاشـق

عليه جـميع المصعبات تـهون

أحبـك حبا لو تـحبين مثلـه

أصـابك من وجد علي جنـون

ألا فارحـمي صبا كئيبا معذبـا

حريق الحشا مضنى الفـؤاد حزين

قتيـل من الأشـواق أما نـهاره

فبـاك وأمـا ليلـه فـأنيــن

له عبرة تـهمي ونيـران قلبـه

وأجفانـه تذري الدموع عيـون

فياليت أن المـوت ياتي معجـلا

على أن عشـق الغانيات فتـون

قصيدة ( إن ليلى بالعراق)

ألا إنَّ ليلـى بالعـراق مريضـة

وأنت خلي البـال تلهو وترقـد
فلو كنت يا مجنون تضنى من الهوى

لبـت كما بات السليم المسهـد

يقـولون ليلى بالعـراق مريضـة

فما لك لا تضنـى وأنت صديـق

شفى الله مرضى بالعـراق فأننـي

على كل مرضى بالعراق شفيـق

فإن تك ليلى بالعـراق مريضـة

فإني في بـحر الحتـوف غريـق

أهيـم بأقطار البلاد وعرضهـا

ومالـي إلى ليلى الغـداة طريـق

كـأن فـؤادي فيه مور بقـادح

وفيه لـهيب ساطـع وبـروق
إذا ذكرتها النفس ماتت صبابـة

لهـا زفـرة قتـالة وشهيــق
سقتنـي شمس يخجل البدر نورها

ويكسف ضوء البرق وهو بـروق

غرابية الفرعيـن بدريـة السنـا

ومنظـرها بادي الجمـال أنيـق

وقد صرت مجنونا من الحب هائما

كأنـي عان في القيـود وثيـق

أظل رزيح العقل ما أطعم الكرى

وللقلـب منـي أنـة وخفـوق

برى حبها جسمي وقلبي ومهجتي

فلم يبـق إلاّ أعظـم وعـروق

فلا تعذلوني إن هلكت ترحـموا

علي ففقـد الروح ليس يعـوق

وخطوا على قبري إذا مت واكتبوا

قتيل لـحاظ مات وهو عشيـق

إلى الله أشكو ما ألاقي من الهوى

بليلى ففي قلبي جوى وحريـق

قصيدة (أرى أهل ليلى)

أرى أهل ليلى أورثونـي صبابـة

ومالي سوى ليلى الغـداة طبيـب

إذا ما رأونـي أظهروا لي مـودة

ومثل سيـوف الهند حين أغيـب

فإن يمنعـوا عيني منها فمن لهـم

بقلب له بيـن الضلوع وجيـب

إن كان يا ليلى اشتياقي إليكـم

ضلالا وفي برئي لأهلك حـوب

فما تبت من ذنب إذا تبت منكـم

وما الناس إلاّ مـخطئ ومصيـب

بنفسي وأهلي من إذا عرضـوا له

ببعض الأذى لم يدر كيف يجيـب

ولم يعتذر عذر البـريء ولم يزل

به سكنـة حتـى يقال مريـب

فلا النفـس يسليها البعاد فتنثنـي

ولا هي عمـا لا تنـال تطيـب

وكم زفـرة لي لو علـى البحـر

أشرقت لأنشفـه حر لها ولهيـب

ولو أن ما بي بالحصى فلق الحصى

وبالريح لم يسمع لـهن هبـوب

وألقى من الـحب المبـرح لوعة

لها بين جلـدي والعظام دبيـب

قصيدة (ليت ليلى )

ألا ليت ليلى أطفـأت حر زفـرة

أعالـجها لا أستطيـع لـها ردا

إذا الريح من نحو الحمى نسمت لنا

وجدت لمسـراها ومنسمها بـردا

على كبد قد كاد يبدي بها الهـوى

ندوبا وبعض القوم يـحسبني جلدا

وإني يـماني الهوى منجد النـوى

سبيلان ألقى من خلافهما جهـدا

سقى الله نـجدا من ربيع وصيف

وماذا يرجى من ربيع سقى نـجدا

بلـى أنه قـد كان للعيـن قـرة

وللصحب والركبان منزلة حـمدا

أبى القلب أن ينفك عن ذكر نسوة

رقاق ولم يـخلفن شوما ولا نكدا

إذا رحن يسحبـن الذيول عشيـة

ويقتلن بالألـحاظ أنفسنا عمـدا
مشى عيطـلات رجح بحضورهـا

روادف وعثـات ترد الخطـا ردا

وتـهتز ليلى العـامريـة فوقهـا

ولاثت بسب القز ذا غدر جعـدا

إذا حـرك المدري ضفائرها العـلا

مججن ندى الريحان والعنبر الـوردا

قصيدة ( أَبُوسُ تُرابَ )
أَبُوسُ تُرابَ رجلك يا لِوَيلي
ولولا ذاك لا أُدعَى مصابـا

وما بَوسَ التراب لحب أرضٍ
ولكن حب من وطئ التراب
جُنِنتُ بها وقد أصبحت فيها
مُحِبـاً أستطيب بها العذابـا
ولازَمـتُ القفار بكل أرضٍ
وعيشي بالوحوش نما وطابـا

قصيدة (أتبكي على ليلى)

أتبكي على ليلى ونفسك باعـدت

مزارك من ليلى وشعباكما معـا

فما حسن أن تأتـي الأمر طائعـا

وتجزع أن داعي الصبابـة أسـمعا

قفا ودعا نجدا ومن حل بالـحمى

وقـل لنجـد عنـدنا أن يودعـا

ولـما رأيت البشر أعرض دوننـا

وجالت بنات الشـوق يحنن نزعـا

تلفت نـحو الحي حتى وجدتنـي

وجعت من الاصغاء ليتا وأُخدعـا

بكت عيني اليسرى فلما زجرتـها

عن الجهل بعد الحلـم أسبلتا معـا

وأذكر أيام الـحمى ثـم أنثنـي

على كبدي من خشية أن تصدعـا

فليست عشيات الـحمى برواجع

عليك ولكن خل عينيـك تدمعـا

معـي كل غر قد عصى عاذلاتـه

بوصل الغواني من لدن أن ترعرعـا

إذا راح يمشي في الرداءين أسرعت

اليه العيـون الناظـرات التطلعـا

قصيدة (أقول لأصحابي)

أقول لأصحابـي وقد طلبوا الصلـى

تعالوا اصطلوا إن خفتم القر من صدري

فـإن لـهيب النـار بين جوانـحي

إذا ذكـرت ليلى أحـر من الجمـر

فقـالوا نـريد الماء نسقي ونستقـي

فقلت تعالوا فاستقوا الماء من نهـري

فقـالوا وأين النهـر قلت مدامعـي

سيغنيكـم دمع الجفـون عن الحفـر

فقـالوا ولم هـذا فقلت من الـهوى

فقـالوا لحاك الله قلت اسمعوا عـذري

ألـم تعرفـوا وجها لليلـى شعاعـه

إذا بررت يغنـي عن الشمس والبـدر

يـمر بوهـمي خاطـر فيؤدهــا

ويـجرحها دون العيـان لها فكـري

منعمـة لـو قابـل البـدر وجههـا

لكـان له فضـل مبيـن على البـدر

هـلاليـة الأعلـى مطلخـة الـذرا

مرجرجة السفلـى مهفهفـة الخصـر

مبتلـة هيفـاء مهضـومة الحشــا

مـوردة الخـدين واضحـة الثغــر

خدلجـة الساقيـن بـض بضيضـة

مفلجـة الأنيـاب مصقـولة العمـر

فقـالوا أمـجنون فقلت موسـوس

أطـوف بظهر البيـد قفرا إلى قفـر

فـلا ملك الـموت المريح يريـحني

ولا أنـا ذو عيـش ولا أنا ذو صبـر

وصاحت بوشـك البين منها حـمامة

تغنـت بليـل في ذرا ناعـم نضـر

على دوحـة يستـن تحـت أصولـها

نواقـع ماء مـده رصـف الصخـر

مطـوقة طـوقا تـرى في خطامهـا

أصـول سواد مطمئـن على النحـر

أرنـت بأعلى الصوت منها فهيجـت

فـؤادا معنـى بالـمليحة لو تـدري

فقلـت لـها عودي فلمـا ترنـمت

تبادرت العينـان سحا على الصـدر

كأن فـؤادي حيـن جـد مسيـرها

جناح غراب رام نـهضا الى الوكـر

فودعتهـا والنـار تقدح في الحشـا

وتوديعهـا عنـدي أمـر من الصبـر

ورحت كأنـي يوم راحت جـمالهم

سقيت دم الحيات حين انقضى عمري

قصيدة (إذا نظرت نحوي)

إذا نظـرت نحوي تكلم طرفهـا

وجاوبـها طرفي ونحن سكـوت

فواحـدة منهـا تبشـر باللقـا

وأخـرى لها نفسي تكاد تـموت

إذا مت خوف الياس احياني الرجا

فكـم مرة قد مت ثـم حييـت

ولو أحدقوا بي الإنس والجن كلهم

لكي يـمنعوني أن أجيك لجيـت

قصيدة (يميل بي الهوى)

يـميل بي الهوى في أرض ليلـى

فأشكوهـا غرامـي والتهابـي

وأمطر في التراب سحاب جفنـي

وقلبـي فـي همـوم واكتئـاب

واشكـو للديار عظيـم وجـدي

ودمعـي في انهمـال وانسيـاب

أكلـم صورة في التـرب منهـا

كـأن التـرب مستمع خطابـي

كأنـي عنـدها أشكـو إليهـا

مصابـي والـحديث إلى التراب

فلا شخـص يرد جواب قولـي

ولا العتـاب يرجع في جوابـي

فأرجـع خائبـا والدمـع منـي

هتـون مثل تسكاب السحـاب

على أني بـها الـمجنون حقـا

وقلبـي من هـواها في عـذاب

قصيدة ( أراحلة ليلى )

أراحلةُ ليلى وفـي الصـدر حاجـة

أقـام بـها وجـدٌ فمـا يترحّـل

وقفنـا على دار البخيلـة فانبـرت

سواكبُ قد كانت بها العيـن تبخل

على دارس الآيـات عافٍ تعاقبـت

عليـه صَبـاً ما تستفيـق وشـمأل

فلم يدر رسـم الدار كيـف يجيبنـا

ولا نحن من فرط البكا كيف نسـأل

أجدَّك هل تنسى العهـود فينطـوي

بها الدهر أو ينسى الحبيـب فيذهـل

أرى حـبّ ليلى لا يبيـد فينقضـي

ولا تـلتـوي أسبــابـه فتحـلّل

زر الذهاب إلى الأعلى