التعليمي

كيف تذاكر في الثانوية العامة

من البديهي والمعروف لدينا وجود مرحلة في حياة كل شخص تتمحور حولها أمور كثيرة متعلقة بالمستقبل القريب البعيد، هذه المرحلة الفيصلية هي أولى القرارات التي سيتحتم على كل مراهق خوضها في حياته، وعلى ضوئها سيثبت نفسه وشخصه، وهي المرآة التي ستنعكس عليها معظم حياته، لذلك وجب على كل طالب سيخوض تجربة الثانوية العامة أن يكون على أهبة الاستعداد، فهي سنة مصيرية وجزء واحد لا يتجزأ من المستقبل المثمر المشرق.
في البداية سنتطرّق لأهمّ عنصر من العناصر التي تندرج تحت عنوان التركيز الجيد، ألا وهو النوم؛ فهو من أهم الأمور التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، والنوم الجيد هو الذي لا يتجاوز الثماني ساعات، وفي نفس الوقت لا يقل عن ستّ ساعات، بالإضافة إلى وجوب أن يكون النوم عميقاً، وفي بيئة ملائمة من ناحية، وأن يكون بعيداً عن مصادر الإزعاج والإضاءة من ناحية أخرى، فكلّما كان النوم عميقاً كان التركيز والاستيعاب أفضل؛ فهي علاقة طردية، وهي من أكبر المؤثرات في نسبة الحفظ.
العنصر الثاني الذي سنتحدث عنه والذي لا يقل أهميّةً عن العنصر الأول هو الغذاء المتوازن، وهو الذي نقصد به جميع العناصر الأساسية اللازمة والضرورية التي تساعد على نشاط الجسم وصحته؛ حيث يساهم الطعام الصحي بشكل جيد وملحوظ في زيادة التركيز، وقد أثبتت الوجبة الأساسية الأولى في اليوم أنها توازي التمرينات الرياضيّة الصباحية اليومية في الفائدة؛ فالإفطار يساعد على إزالة الخمول الصباحي، وهو أفضل من تناول المنبّهات التي تحتوي على كميات لا بأس بها من الكافيين كالقهوة مثلا .
ونشير إلى أنّ عنصر التخطيط يعدّ مهمّاً، فكما نعلم من فشل في التخطيط فقد خطّط للفشل الذريع، وفي بداية الدراسة يجب على الطالب وضع خطة دراسية تتلاءم مع ما سيتمّ دراسته وإنجازه في اليوم الواحد، وتتمثّل الخطة في التحضير المسبق للدروس، سواءً عن طريق قراءتها ومطالعتها، أو تدوين النقاط الرئيسية كتلخيصٍ موجز للتذكر، وهذا سيساعد في اليوم التالي في المدرسة أثناء الشرح بتذكر تلك المعلومات، وعند مغادرة المدرسة وأخذ قسط كافٍ من الراحة وتناول الغداء، من المهم جداً مراجعة تلك المعلومات وحفظ ما توجّب حفظه، ولن تكون عملية الحفظ تلك صعبة عليك، لأنك بهذه الطريقة ستكون قد قرأت المعلومات للمرة الثالثة، وهذا شيءٌ كفيل بأن يجعلك تحفظ بشكل سريع، كما أنه لن يأخذ منك الوقت الكثير.
وفي النهاية سيؤتي إصرارك على النجاح ثماره لا محالة، شريطة أن لا تتكاسل ولا تتهاون، وتأكّد بأنّ لا شيء يقف في طريق الإرادة القوية.

زر الذهاب إلى الأعلى