متفرقات

من هو حبيب بن مظاهر الاسدي

اسمه حبيب بن مظاهر الأسدي، وهو واحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلـم، وقد خاض كثيرا من المعارك مع رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام ومع المسلمين، وقد كان حبيب بن مظاهر الأسدي صديقا قريبا جدا للحسين، وقد كان أيضا من أصحاب العلم

تميز الأسدي عن غيره بعلمه الغريز، وقد كان حبيب الأسدي زعيما لبني أسد وقد كان عمره قد قارب الخمس وسبعون عاما يوم الطف، وقد كان لحبيب الأسدي ولد أطلق عليه اسم القاسم فقام بقتل الرجل الذي قتل والده سابقا وقد عرف عن حبيب الأسدي حرصه على نيل الشهادة، حيث أنه وقبل كل معركة كان يأتي إلى الإمام ويسأله عن موعد شهادته متى هي، وقد كان ذلك لعظيم تأثره بموت أصحابه وسبقهم له إلى الشهادة في سبيل الله.

وعندما أراد حبيب الأسدي أن يخرج لنصرة صاحبه الحسين حرص على أن يكتم أمره خوفا من أن تمنعه عشيرته، فبينما كان حبيب الأسدي ينظر في حوائجه وأمور لحاقه بالحسين، فإذا ببعض عمومته قد أقبلوا عليه وأرادو أن يمنعوه من الخروج فقالو له أنه قد بغلهم نيته في الخروج لنصرة الحسين وشددو عليه أنهم لن يتركوه يذهب فمالهم وشأن السلاطين، فأنكر حبيب عليهم هذا الأمر وأخفى ما في نفسه فعادوا ورجعوا عنه، فلما سمعت زوجته بأمره وسألته فأراد أن يختبرها فقال لها لن أذهب لنصرة الحسين فأخذت زوجته بالبكاء وقالت له أتترك من قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلـم أنهم سيدا شباب أهل الجنة، أفلا تنتصر لهما وقد طلبا منك العون، فقال لها مختبرا إياها إني لأخاف أن أذهب فييتم أطفالى وتترمل زوجتي فقالت له أن لها في الهاشميات والأيتام من آل رسول الله صلى الله عليه وسلـم خير قدوة والله كفيلنا، فلما أيقن حبيب الأسدي منها ومن صبرها وحرصها على الحسين أخبرها بحقيقة نيته وما هو مقبل على فعله من نيته في نصرة الحسين، فأوصته أن يقرأه منها السلام فقال حبا وكرامة.

ولما وصل حبيب الأسدي إلى الحسين ورأى ما رأى من قلة أتباع الحسين وأنصاره وكثرة أعداءه أخبر الحسين قائلا له أني من بني أسد فلو أذنت لي أدعوهم لنصرتك والوقوف معك لعل الله عز وجل أن يهديهم ويدفع بهم عنك فأذن له الحسين رحمه الله، فذهب حبيب الأسدي إلى قومه واعظا إياهم فأجابه إلى ذلك وقاموا فذهبوا معه فأخبر رجلا ابن سعد فأرسل الأزرق خمسمائة رجل معترضا طريقهم فقاتلهم حتى منعهم من الذهاب إلى الحسين، فعاد حبيب الأسدي إلى الحسين وأخبره بما كان فما كان من الحسين الى أن قال: “وما تشاؤون إلا أن يشاء الله”.

وقد نشبت معركة بين الحسين وأعداءه كانت من نتائجها مقتل حبيب الأسدي بضربة بالسيف قطعت رأسه.

زر الذهاب إلى الأعلى