التعليمي

مكافحة حمى الضنك بواسطة البعوض المعدل وراثيا

بعوض معدل وراثيا لمكافحة حمى الضنك

في إطار سعيها لمكافحة الحمى المدارية، قامت البرازيل بتعديل جينات بعوضة حمى الضنك بما يمكنها من قطع نسل البعوض، لكن يصعب التكهن بالعواقب البيئية لمثل هذه العملية.

http://l1.yimg.com/bt/api/res/1.2/z2G0HjHRENkpqVXc4dwluA–/YXBwaWQ9eW5ld3M7Y2g9NTE1O2NyPTE7Y3c9Njg2O2R4PTA7ZH k9MDtmaT11bGNyb3A7aD0xNDM7cT04NTt3PTE5MA–/http://media.zenfs.com/ar_XA/News/Aljazeera_Health/69a82f2e-6c02-433d-b730-d4474c000873.jpg

ويقود الأبحاث في هذا المجال المعمل الحيوي البرازيلي -موسكيمد- في منطقة باهيا البرازيلية النائية، حيث تنتشر حمى الضنك بشكل واسع أكثر من أي مكان آخر.

قطع النسل
وكان باحثون من شركة أوكزيتك البريطانية قد قاموا بتربية بعوض معدل جينياً، بحيث تكون الحيوانات المنوية لدى ذكور هذه الحشرات غير قادرة على إنتاج جيل قابل للحياة.

وبعد إتمام عملية التزاوج ووضع البيض كالمعتاد تواجه البيوض تحديات تؤدي بيولوجياً إلى موتها، عندما تتحول مثلا إلى يرقات في وقت مبكر أو متأخر. و قد قامت أوكزيتك بإطلاق هذا النوع من البعوض ميدانياً بنجاح في جزر كايمان و ماليزيا، وهو ما شجع موسكميد على الانضمام للمشروع في عام 2011.

وتشير مارغريت كابورو، عالمة الأحياء في جامعة ساو باولو ومنسقة مشروع ‘بعوض إيديس المعدل جينياً’، إلى أن البرازيل هي أكثر البلدان إنتاجاً للبعوض. ويتم لهذا الغرض تربية ما يزيد على 550 ألف بعوضة معدلة جينياً أسبوعياً ومن ثم إطلاقها في منطقتي الاختبار في المدينة. والنتيجة إيجابية، إذ لاحظ العلماء تناقصا حاداً في أعداد البعوض بنسبة تصل إلى 90% بعد ستة أشهر من إطلاق البعوض المعدل جينياً.

وفي المستقبل ينبغي إطلاق أربعة ملايين بعوضة معدلة جينياً أسبوعياً، وتنظيف مناطق أخرى في البلاد من الوباء وعلى رأسها جاكوبينا التي يقطنها ثمانون ألف شخص.

تحفظّات بيئية
ورغم تأكيدات إدارة موسكميد على سلامة هذه التجربة وعدم إضرارها بالنظام البيئي، يشك عالم الفيروسات شميت شانازت في ذلك موضحا أن ‘البعوضة المصرية موجودة منذ آلاف السنين في البرازيل وهي مندمجة في النظام البيئي’. الأمر الذي يعني أنها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من السلسلة الغذائية في البرازيل، مذكراً بأن تأثيرات الهندسة الوراثية غير واضحة حتى الآن على حد قوله.

إضافة إلى ذلك، يبدي شميت شانازت شكوكه حول فعالية هذه الطريقة على المدى البعيد, فيقول إن ‘الفيروس شديد التغير ويستطيع التلاؤم مع أنواع أخرى من البعوض’. إلا أن عالمة الأحياء كابورو لا تشاطره الرأي، إذ إن احتمالية حصول تعديل ذاتي للفيروس أو نقله إلى بعوضة أخرى معدومة عملياً حسب اعتقادها.

وتتشابه أعراض وعلامات حمى الضنك التي تنقلها البعوضة المصرية مع أعراض الحمى العادية من قشعريرة وصداع وآلام في الأطراف مصاحبة بطفح جلدي، بحيث تستمر في غالبية الأحيان لمدة لا تتجاوز الأسبوع.

لكن ذلك لا ينفي وجود حالات صعبة تصيب ما يقارب نصف مليون شخص سنوياً تودي في بعض الأحيان بحياتهم. والخطير في الأمر أن نسبة انتشار هذا النوع من الحمى قد ارتفعت بشكل ملحوظ في العقود الأخيرة، فهو موجود حتى في أوروبا.

زر الذهاب إلى الأعلى